أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الجمعة، أن "الدعم الأميركي لإسرائيل قوي وراسخ، وننسق عن قرب معها لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس".
وقال أوستن إنّ "ما حصل السبت كان يوماً دموياً والأكثر فتكاً في تاريخ إسرائيل"، مستدركاً "لكن هذا وقت الحسم لا الثأر"، زاعماً أن "ما قامت به حماس تخطى شرّ داعش".
وحذر "أي طرف يفكر بتوسيع رقعة الصراع"، مضيفاً "سنتأكد من امتلاك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وإرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى المنطقة رسالة ردع قوية".
وتابع أوستن أنّ "الرئيس جو بايدن قال لـ(رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو إن الديمقراطيات تكون قوية أكثر عندما تنصاع لقوانين الحرب. وهذا وقت الحزم، لا الانتقام".
وأكد أوستن: "ننسق تحرير المخطوفين عن كثب مع إسرائيل"، مشدداً على أنّه "لو علمنا بهجوم وشيك ضد حليف لنا كنا سنبلغ عن ذلك".
وأفاد وزير الدفاع الأميركي بأنّ "مساعداتنا في طريقها لإسرائيل وسننشر قوات أميركية جديدة في المنطقة إذا استدعت الحاجة"، مشدداً على أنّ "المساعدات الأمنية لإسرائيل ستتحرك بسرعة تتناسب مع الحرب، ولن تؤثر على ملف دعم أوكرانيا".
وكرر أوستن أنّ "الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".
من جهته، قال غالانت "سنستمر بالقتال وسننتصر بالحرب، ونحن نحارب لأجل مستقبلنا ووجودنا، واتفقنا أنا وأوستن على مجموعة خطوات وإستراتيجيات. ويعلم أعداؤنا في العالم دلالات الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأعداؤنا يريدون القضاء علينا وفي النهاية سنبقى".
وأضاف أنّ "الحرب ستكون طويلة وصعبة وسيكون لها أثمان. وسنحقق ونستخلص الدروس. لكننا الآن في حرب. وجرى تحول في الأيام الأخيرة والعدو الذي هاجمنا نهاجمه. وسنوضح للعالم حزمنا وقوتنا. وفي نهاية الحرب سننتصر".
وقال غالانت "إننا سندمر حكم حماس بشكل قوي جداً وإلى الأبد".
من جهة ثانية، قال وزير الأمن الإسرائيلي إنه "لا يهم إذا كانت إيران قد وافقت على الهجوم على غزة أم لا"، لأن "الفكرة هي فكرة إيرانية"، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم، التقى أوستن، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حيث أكد بالقول "نحن معكم. ومثلما قال الرئيس (بايدن)، لديكم ظهرنا (أي الدعم الأميركي). وكان هذا أسبوعاً رهيباً. وشهدنا أفعالاً مروعة".
بدوره، قال نتنياهو "إنني أثمّن الموقف الحازم التي عبرتم عنه أنت والرئيس ووزير الخارجية والشعب الأميركي والإدارة الأميركية".
وكرر نتنياهو أن "حماس هي داعش. وما قلته أنت وما قاله الرئيس، بمفاهيم كثيرة هو إن حماس أسوأ من داعش. وبالضبط مثلما اتحد العالم المتحضر من أجل محاربة داعش، على العالم المتحضر أن يتحد كي يساعدنا في محاربة حماس. وأعلم أنكم تقفون إلى جانبنا ونقدر هذا جداً".
ووصل أوستن إلى تل أبيب، صباح اليوم الجمعة، بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
وفي تغريدة على منصة "إكس"، قال أوستن: "سألتقي مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، وغيرهم من كبار القادة لإثبات أن الدعم الأميركي لأمن إسرائيل قوي، والتحدث معهم وجهاً لوجه حول احتياجاتهم الدفاعية".
Just landed in 🇮🇱 Tel Aviv. Today, I’ll meet w/ Prime Minister @netanyahu, Minister @YoavGallant & other senior leaders to demonstrate that America’s support for Israel’s security is ironclad & talk to them face-to-face about their defense needs. We stand w/ the people of Israel. pic.twitter.com/O4y68Pckkw
— Secretary of Defense Lloyd J. Austin III (@SecDef) October 13, 2023
وتأتي زيارة أوستن للاطلاع بشكل مباشر على بعض الأسلحة الأميركية والمساعدات الأمنية التي سلمتها واشنطن بسرعة لإسرائيل في الأسبوع الأول من حربها مع قطاع غزة المحاصر، بحسب وكالة أسوشييتد برس.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الزيارة تهدف إلى التشديد على "الدعم الراسخ من الولايات المتحدة لشعب إسرائيل والتزامها بأن توفر لإسرائيل ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها".
وسيشهد أوستن وصول بعض المساعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أعقاب العملية غير المسبوقة لحركة حماس تحت اسم "طوفان الأقصى".
وكانت واشنطن قد أعلنت توجّه حاملة طائرات وسفن حربية إلى شرق البحر المتوسط لمساعدة إسرائيل.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين أثناء توجه أوستن الى إسرائيل "لقد قمنا بزيادة الدعم لهم. وصلت شحنات متعددة إلى إسرائيل من العتاد الذي طلبوه، وستصل شحنة أخرى اليوم والمزيد خلال الأيام المقبلة".
وشدد على أن واشنطن تتعاون مع إسرائيل في قضية الرهائن الذين أسرتهم الحركة، وبينهم العديد من الأجانب، وأوضح أنه "نقوم بتقديم النصائح والمساعدة في هذا الموضوع الدقيق".
وكان أوستن قد أكد في تصريحات من بروكسل، الخميس، أن "الولايات المتحدة لم تكن لديها أي مؤشرات إلى أنّ حماس كانت تُجري استعدادات للهجوم على إسرائيل".
وشدد على أن واشنطن لم تضع على إسرائيل "أيّ شروط لاستخدام معدّاتنا. هذا جيش محترف تقوده قيادة محترفة. نأمل ونتوقّع أن يقوموا بالأشياء بشكل صحيح خلال تنفيذ حملتهم".
وأمرت إسرائيل سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوباً، في قرار أكدت الأمم المتحدة أنه يطاول 1.1 مليون شخص وحذرت من تبعاته "المدمّرة"، مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه السابع وتزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر.
ولليوم السابع على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية".
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)