تستقبل برلين، اليوم الأربعاء، بحفاوة ووسط إجراءات أمنية مشدّدة الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، في أول زيارة دولية يقوم بها إلى الخارج منذ اعتلائه عرش بريطانيا.
وكان يفترض أن يتوجه الملك وزوجته أولاً إلى فرنسا قبل ألمانيا، إلا أنّ الزيارة ألغيت بسبب الاحتجاجات المرتبطة بإصلاح النظام التقاعدي في هذا البلد. ويصل الملك وزوجته، بعد ظهر اليوم الأربعاء، إلى مطار برلين الدولي.
وبمناسبة الزيارة، اتخذت إجراءات أمنية مشدّدة مع انتشار كثيف للقوى الأمنية في برلين، حيث سيبقى الملك تشارلز وكاميلا يومين قبل أن ينتقلا إلى هامبورغ، المحطة الأخيرة في زيارتهما، يوم الجمعة.
وقال قصر بكنغهام إنّ زيارة تشارلز لألمانيا ستستمر ثلاثة أيام وستشمل العاصمة برلين، وولاية براندنبورج بشرق البلاد، ومدينة هامبورغ الساحلية الشمالية، وإنّه سيتطرق إلى قضايا تواجه البلدين مثل الاستدامة والأزمة الأوكرانية، كما سيحيي ذكرى أحداث تاريخية.
وسينشر 1100 شرطي مع تعزيزات من مناطق أخرى، فضلاً عن عشرين كلباً مدرباً على كشف المتفجرات. وستغلق بعض الطرقات الرئيسية أمام حركة السير في وسط العاصمة.
وقال قائد الشرطة توماس دريشلر لوسائل إعلام ألمانية: "تمنى الزوجان الملكيان أنّ يتمكنا من التواصل مباشرة مع سكان برلين".
"بادرة أوروبية مهمة"
ويزور الملك وزوجته بوابة براندنبورغ في وسط برلين بعد ظهر اليوم الأربعاء، حيث سيستقبلهما الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وزوجته ويختلطان بالجموع.
وسيسمح لـ1500 شخص فقط بالحضور. وقد نصحت الشرطة المواطنين بالحضور باكراَ والتحلي بالصبر. وسيتمكن المواطنون من الدخول اعتباراً من الساعة 10.30 (الساعة 08.30 بتوقيت غرينتش) على أنّ تبدأ المراسم قرابة الساعة 15.00 (الساعة 1300 بتوقيت غرينتش).
ويتوجه الملك بعدها إلى القصر الرئاسي، حيث يقام حفل استقبال في إطار هذه الزيارة التي تشكل مناسبة رسمية للاحتفاء بعلاقات الصداقة بين البلدين.
ووصف الرئيس الألماني الذي يرافق تشارلز الثالث في كل المحطات، زيارة الملك حتى قبل مراسم تتويجه في السادس من مايو/ أيار، على أنها "بادرة أوروبية مهمة".
وشدّد الرئيس الألماني الذي وجه الدعوة إلى تشارلز الثالث خلال مراسم جنازة إليزابيث الثانية في سبتمبر/ أيلول على إنّه "يريد أن يقول له وبالتأكيد لكل البريطانيين: نحن في ألمانيا وفي أوروبا نريد علاقات وثيقة وودية مع المملكة المتحدة حتى بعد بريكست".
ويجري الملك، غداً الخميس، محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتز خصوصاً، وسيتنزه مع رئيس بلدية العاصمة في إحدى الأسواق، ويلقي خطاباً في مجلس النواب ويلتقي لاجئين أوكرانيين.
"حلفاء وأصدقاء"
كانت الملكة إليزابيث قامت بزيارة أخيرة لألمانيا في العام 2015 في عهد المستشارة أنغيلا ميركل، وقد أثارت الزيارة حماسة كبير في البلاد.
أما زيارتها الأهم فكانت في العام 1965، عندما كان الجدار يفصل بين شطري برلين. واعتبرت الزيارة على أنها المحطة التي كرست المصالحة بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية.
ويقول عالم الاجتماع في جامعة دامشتات مايكل هارتمان، لوكالة "فرانس برس"، إنّ الألمان من كبار مؤيدي العائلة المالكة البريطانية، و"اهتمامهم الكبير" بها لن يتلاشى حتى بعد وفاة الملكة إليزابيث التي كانت تتمتع بشعبية واسعة.
وكان الأمير تشارلز قد شدّد عندما كان لا يزال أمير ويلز، على "العلاقات الطبيعية كحلفاء وأصدقاء" بين البلدين، خلال كلمة ألقاها أمام النواب الألمان في العام 2020، وتلا جزءاً منها باللغة الألمانية.
وذكّر كذلك بجذور عائلة الألمانية، متحدثاً خصوصاً عن ألبيرت ساكسن كوبورغ أند غوتا، زوج الملكة فكتوريا الألماني.
(رويترز، فرانس برس)