"الطاقة الذرية" تجري تدقيقاً في أوكرانيا بشأن "القنبلة القذرة"

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجري "تدقيقاً مستقلاً" في أوكرانيا بشأن "القنبلة القذرة" بعد اتهامات موسكو

28 أكتوبر 2022
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستزور موقعين أوكرانيين "هذا الأسبوع" (Getty)
+ الخط -

تستمر قضية القنبلة القذرة، التي اتهمت روسيا أوكرانيا بالعمل على تحضيرها، بالتداول بين واشنطن وموسكو وسط تبادل الاتهامات. وأنكرت كييف امتلاكها لهكذا مشروع ووجهت الدعوة للأمم المتحدة لإرسال خبراء لزيارة المواقع التي تحدثت عنها موسكو.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستزور موقعين أوكرانيين "هذا الأسبوع" بناء على طلب كييف، بحسب بيان للهيئة، الخميس.

وأوضحت الوكالة أنّ "المفتشين سيجرون عملية تدقيق مستقلة للكشف عن أي تحويل لمواد نووية".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد اعتبر، في وقت سابق الخميس، أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تتوجه إلى أوكرانيا "في أسرع وقت"، متهماً كييف بمحو أدلة عن تحضيرها "قنبلة قذرة".

وقال، أمام منتدى فالداي للحوار في موسكو: "تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تأتي. نحن مع ذلك، في أسرع وقت وعلى أوسع نطاق ممكن، لأننا نعلم أن السلطات في كييف تبذل ما في وسعها لتغطية آثار هذه الاستعدادات"، وأضاف: "إنهم يعملون على ذلك".

وتابع الرئيس الروسي رداً على سؤال عن الاتهامات الروسية بشأن "قنبلة قذرة" تحضّرها كييف: "نحن نعرف حتى أين يتمّ ذلك تقريباً (في أوكرانيا)".

واعتبر أنّ أوكرانيا تريد استخدام مثل هذا السلاح الإشعاعي "لتتمكن من القول لاحقاً إنّ روسيا هي التي نفّذت ضربة نووية"، مشيراً إلى أنه هو من طلب من وزير دفاعه سيرغي شويغو "إبلاغ" نظرائه الغربيين بالأمر.

وتحدّث الأخير بالفعل في الأيام الماضية مع وزراء الدفاع، الأميركي والصيني والفرنسي والتركي والبريطاني، في مشاورات مكثّفة وغير مسبوقة (لعدّة ساعات) منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، ومنذ ذلك الحين، دانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون على نطاق واسع اتهامات روسيا "الكاذبة بشكل واضح".

وتعد القنبلة القذرة أو جهاز التشتت الإشعاعي نوعاً من الأسلحة التي تجمع بين المواد المشعة والمتفجرات التقليدية.

كذلك، سعى بوتين إلى الإقلال من أهمية تصريحاته السابقة عن إمكان استخدام السلاح الذري، موضحاً أنه كان يرد فقط على تهديدات خصومه، وقال: "لم نتحدّث أبداً عن إمكان استخدام أسلحة نووية. أطلقنا تلميحات فقط ردّاً على تصريحات دول أخرى".

وبنفس الوقت، دعت الخارجية الروسية، الخميس، الغرب لحث أوكرانيا على العزوف عن استخدام "قنابل قذرة". وقالت متحدثة الخارجية ماريا زاخاروفا، في إفادة صحافية، إنّ بلادها تدعو الغرب للتأثير على أوكرانيا للتخلي عن خطط استخدامها المحتمل لـ"قنابل قذرة".

وأضافت زاخاروفا "ندعو الغرب للتأثير على الأوكرانيين للتخلي عن هذا التعهد الخطير للغاية، والتخلي عن جميع الأنشطة والإجراءات التي تنطوي تحت الابتزاز النووي"، وأشارت إلى أنّ هذه الأعمال "ستؤدي إلى عواقب لا يمكن تفاديها، وقتل جماعي لمدنيين أبرياء".

أوستن: واشنطن لا ترى إشارة على قرار بوتين استخدام قنبلة قذرة 

من جهته، أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الصحافيين، يوم الخميس، بأنّ الولايات المتحدة لم تر حتى الآن ما يشير إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر استخدام قنبلة قذرة.

وقال أوستن إنّ هناك مخاوف مستمرة من أنّ الصراع في اوكرانيا قد يتصاعد، مضيفاً أنّ هذا هو السبب في أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للولايات المتحدة أن تبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع الحلفاء ومع روسيا.

وتابع أوستن: "سنستمر في نقل رسالة مفادها أنّ أي استخدام لسلاح من هذا النوع، أو حتى الحديث عن استخدام سلاح من هذا النوع، أمر خطير وغير مسؤول".

وأردف قائلاً: "من المهم التأكد من أننا نتحدث إلى الخصوم والحلفاء على حد سواء، ونتأكد من أننا نخمد الحديث الخطير". 

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك مخاوف من أن تستخدم روسيا تدريباتها النووية المقبلة كغطاء لضربة داخل أوكرانيا، قال أوستن: "إنه شيء نواصل مراقبته. ولم نر ما يجعلنا نعتقد في هذه المرحلة أن هذا نوع من نشاط التغطية".

(فرانس برس، رويترز، الأناضول، أسوشييتد برس)