"اتحاد القبائل" يتقدم من تونس بمبادرة لحل الأزمة الليبية

"اتحاد القبائل" يتقدم من تونس بمبادرة لحل الأزمة الليبية

17 مايو 2022
مبادرة القبائل: لا بد من إيقاف التدخل الأجنبي في ليبيا، والدفع نحو الحل (العربي الجديد)
+ الخط -

قدّم عدد من القبائل الليبية، تحمل اسم "اتحاد القبائل الليبية"، اليوم الثلاثاء من تونس، "مبادرة لحل الأزمة وعودة الوطن وبناء الدولة في ليبيا"، داعين إلى "تحديد موعد قريب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية دون إقصاء".

وأشاروا في مؤتمر صحافي انتظم بتونس العاصمة إلى "ضرورة عقد مؤتمر وطني عام يضم ممثلين عن القبائل الليبية ويكون بحضور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والدولية لإعلان رفض الوصاية الدولية والتدخل الأجنبي وإصدار ميثاق وطني ينظم المرحلة الانتقالية ويمهّد لبناء الدولة من خلال بعث المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية وجبر الضرر، إلى جانب إنشاء المجلس الأعلى للأمن والدفاع".

وأكد رئيس اتحاد القبائل الليبية، الطاهر الشهيبي (معروف بدعمه لسيف الإسلام القذافي) أن "القبائل الليبية ومن خلال اتحادها العام تعلن مبادرة لحل الأزمة وتؤكد للمجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي أهمية دعم هذه المبادرة وإنهاء القرارات الظالمة في حق ليبيا".

ودعا الشهيبي إلى "إلغاء القيود المفروضة على الشعب الليبي وفقاً لأحكام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكداً أن الوضع في ليبيا "صعب وخطير وحان الوقت لإنهاء العبث السياسي الذي تديره آليات الوصاية الدولية من خلال تواصل الصراع والاقتتال".

وقال الشهيبي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "مبادرة اتحاد القبائل الليبية جاءت بعد معاناة طويلة وانهيار الدولة وبعد سيطرة المجتمع الدولي على اقتصاد ليبيا وإدارته للوضع السياسي"، مشيراً إلى أنهم "كقبائل ليبية أثبتوا أنهم قادرون على حل الاشكاليات والمشاكل التي كانت بينهم، واليوم يدفعون نحو حوار وطني شامل".

 وأفاد بأن "الوضع تغيّر في ليبيا والبنود التي وضعت في 2011 لم تعد مقبولة"، مبيناً أن "الأمم المتحدة لا تزال تمارس دور الوصاية على الشعب الليبي وسفراء الدول الكبرى يتحكمون في مصرف ليبيا، ولهذا هناك خوف على مستقبل أبناء ليبيا وكان لا بد من مبادرة لإيجاد تسوية ليبية".

وفي السياق، قال مستشار اتحاد القبائل الليبية، أحمد الغويل، إن "المبادرة تعتمد على انطلاق حملة "لا"، وذلك بتوقيع أكثر من مليوني مواطن ليبي على وثيقة لسحب الشرعية من الأجسام السياسية المفروضة بحكم الأمر الواقع وإرادة المجتمع الدولي".

وبين الغويل أن "اتحاد القبائل الليبية يتوجه بثلاث رسائل إلى الرئيس التونسي والجزائري والمصري، مفادها أن الأمن الإقليمي لهذه الدول من أمن ليبيا، والوضع في ليبيا في غاية من الخطورة، وهناك عدة تحركات مشبوهة للجماعات المتطرفة التي هي بصدد العودة من جديد، وبالتالي لا بد من موقف موحد من دول الجوار للوقوف بجانب الشعب الليبي والخروج من الأزمة".

وبين أن "الشعب الليبي قادر على حل الأزمة، ولكن لا بد من إيقاف التدخل الأجنبي في ليبيا، والدفع نحو الحل".

وأوضح الغويل في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "عندما يرفع المجتمع الدولي الوصاية على ليبيا ستحل الأزمة لأنه ثبت من خلال عدة تجارب مساهمته الحقيقية في الوضع المتردي الحالي، لأن عدة بلدان كليبيا دُمرت باسم الأمم المتحدة".

تقارير عربية
التحديثات الحية

صراع قوى أجنبية

ويرى مدير مكتب اتحاد القبائل الليبية في صبراتة، عبد الله خليفة القانوني، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "ليبيا مجتمع قبلي يتكون من 2066 قبيلة تقريباً، وهذا المجتمع متجانس أسرياً ودينياً واقتصادياً، لكن الصراع بين قوى أجنبية وسياسية سيّرت البلاد طوال 10 سنوات ولم تنجح، ولهذا كان لا بد من تدخل القبائل الليبية الآن لوضع حل جذري للمشاكل التي تعاني منها البلاد".

وأضاف القانوني أنه "سيُعقَد ملتقى عام للقبائل، ومن خلاله ستُرسَم خريطة رسمية للمستقبل وتستجيب لانتظارات الليبيين".

الجزائر تطالب الأطراف الليبية كافة بالعمل على إجراء انتخابات

من جهة أخرى، دعت الحكومة الجزائرية الأطراف الليبية كافة إلى وقف التوترات والمظاهر المسلحة في العاصمة طرابلس، والعمل على توفير الظروف لإجراء انتخابات تعيد السلطة للشعب الليبي.

وأعلن بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية أن "الجزائر تتابع بقلق كبير التطورات الأخيرة في دولة ليبيا الشقيقة، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس، وتدعو جميع الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد والعمل على إعلاء المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار".

ودعت الجزائر جميع الأطراف الليبية إلى "ضم جهودها لتوفير الشروط الضرورية لإنجاح عملية إجراء انتخابات حرة ونزيهة كأفضل وسيلة تسمح بتكريس سيادة الشعب الليبي في اختيار ممثليه وتحقيق طموحاته المشروعة في إنهاء الأزمة ووضع أسس دولة ديمقراطية وعصرية".