عن ثعابين اليمن

13 مايو 2019
+ الخط -
لعل آخر مظاهرة ستشهدها مدينة تعز في جمهورية اليمن الممزقة، ستكون باسم "ثعابين جبل جرة". سيدعون إليها، كما دعوا إلى مسيرات قبلها، وسيقفون، وجماهيرهم، بجوار ذوي الأفاعي اللاتي لقيت حتفها على ظهر جبل جرة الواقع شمال غرب المدينة، وهذا الجبل قد عسكرت فيه مقاومة تعز، منذ أن نشأت في عام 2014. 
سترفع في مسيرة الثعابين (إن كتبت لها الإمارات بالخروج) شعارات التوجع والألم، كـ"حسبنا الله ونعم الوكيل"، وسيتباكون على الأفاعي اللاتي قُتلت وسفكت دماؤها ظلماً وعُدواناً.
سيتساءل الجميع بحرقة عن وحشية المجاهدين في قتل الأفاعي القابعة في جحورها، وكيف راق لهم قتلها، وهي لم تحمل في جوفها إلا سماً زعافاً. يا ويلهم، إنهم لمجرمون
وفي ختام مسيرتهم، سيصدرون بيانا حقوقيا، يدينون فيه أولئك المجاهدين الذين استوطنوا الجبل، وأزعجوا الثعابين، ناهيك عن الملاحقة التي قامت بها لجنة المجاهدين الأمنية، وطاولت كبرى الحيّات المطلوبة بجرائم اغتيالات سابقة.
وسيدعون المنظمات الإنسانية والنقابات المهنية، الدولية والمحلية، للتضامن مع الثعابين المسالمين، وأحقيتهم باستيطان جبل جرة. ورسالتهم التي يودون إرسالها من خلال هذه المظاهرة الجماهيرية، هي للعالم أجمع، وللتجمع اليمني للإصلاح في تعز خصوصا، وهي "أن لجنة المجاهدين الأمنية قد انتهكت كل الحرمات، وتهجمت على أوكار الثعابين حتى الأبرياء، وقتلت الكثير، دون تفرقة بين كبير وصغير، وذكر وأنثى، سام وغير سام". كما أن جبل جرة ليس ملكا خاصا بإصلاح تعز، بل هو ملك لكل الكائنات التي تدب على ظهره منذ آلاف السنين.
وما أشبه هؤلاء الثعابين، بمرتزقة الإمارات وعملائها، لا سيما أولئك القتلة في كتائب أبي العباس الإرهابية، بل هم من الثعابين أخطر. هذا حالنا في تعز أيها الناس، ولم نرَ في مدينتنا منذ أن شرعنا لتحالف الشر بضربنا سوى الموت والقهر الذي شبعنا منه.
يا لغبائنا حين خرجنا رافعين صورة سلمان، وقلنا له "اضرب". كنا نريده أن يضرب الحوثي فضربنا على غفلة منا.
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
موفق السلمي
كاتب وأديب وناشط إعلامي من اليمن (تعز).
موفق السلمي