البرنس وناعوت وسباق في حمام واحد

27 ديسمبر 2018

منى الرنس وفاطمة ناعوت

+ الخط -
بدأت الكاتبة منى البرنس رميتها أولا، فأخذت روايتها الجديدة من سخونة المطبعة، وذهبت إلى السفارة الإسرائيلية، والتقطت صورة لها مع السفير الإسرائيلي، واستأذنته أن تضعها على صفحتها في "فيسبوك"، فوافق السفير عن طيب رضا وطيب خاطر بالطبع. ولا نعرف إلى الآن، أمام هول الدهشة، إن كانت ذهبت هكذا من رأسها (قص جحش)، ولا أصدق ذلك، أم تم الأمر برمته وفقا لترتيبات وأوامر، نوعا من برامج العصافير والتشتيت، وأميل إلى هذا الرأي، خصوصا وأن منى البرنس سألت: ما العيب في ذلك وخصوصا بعد فصْلي من الجامعة؟ وأكملت: وما العيب أيضا لو عملت في جامعة إسرائيلية. إذن تفتح السيدة لنفسها بابا للرزق، من غير تردد، ولو في إسرائيل، بكل ثقة واتزان، وكأن العالم كله أغلق جامعاته، ولم تبق سوى جامعات إسرائيل مفتوحة الأبواب للأستاذة منى.
هنا جهّزت الكاتبة والناشطة والمترجمة، فاطمة ناعوت، حقيبتها، وعدّتها، هي الأخرى، كي لا تفوز منى البرنس بكل هذا الصيد الإسرائيلي الثمين وحدها. أرادت ناعوت أن تشاركها في "الشو"، ولا تتركه لمنى تمرح فيه وحدها، فإذا بفاطمة تترك السفارة الإسرائيلية لمنى، وتتوجه بحقيبتها الشاعرية إلى المعبد اليهودي، ومعها جردلان من الدمع الصبيب الحار على يهود مصر الذين أُخرجوا من ديارهم عنوة. وكتبت في مقال بعنوان "في المعبد اليهودي" إنك "لن تلمح في صورته أي مرارة جرّاء ما لحق باليهود المصريين من اضطهاد في وطنهم مصر، بعد قيام دولة إسرائيل، لا يذكر كيف لُوحقوا أو شوّهوا وحرقت ممتلكاتهم وطردوا من ديارهم بمصر، رغم أنهم كانوا وما زالوا أكثر الرافضين لقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين".
هنا انبرى أحمد الخميسي بالرد عليها، واصفا السيدة فاطمة ناعوت بالآتي: "تبيع نفسها لكل من يشتري". والغريب في الأمر الذي نسيته فاطمة من خلال وصلتها العاطفية جدا عن اليهود المصريين، هو أن الضباط الأحرار المصريين بعد 1956 (العدوان الثلاثي) هم الذين طردوا اليهود المصريين كما تقول. وتنسى أو تتناسى أنها من سنوات ست كانت ترتدي بدلة القوات المسلحة بالباريه والبيادة، على الهواء مباشرة، في كل البرامج الفضائية. وواضح أن ذاكرة فاطمة في غمار تسابقها الساخن مع السيدة منى برنس خانتها، فقد خانت مهامها العسكرية مع الجيش من "30/6" وتوابعها، حتى حفر قناة السويس الجديدة. وعلّ ذلك هو الذي جعل أحمد الخميسي الدمث يخرج أول مرة عن هدوئه، وخصوصا حينما أكمل هجومه على كلام فاطمة قائلا: يتفق مع شخصيتها وطريقتها في الحياة.. وأكمل: إن شغلتها الوحيدة اقتناص الكاميرات والدولارات، وباعت مصر كلها لتل أبيب، فلا نهتم بالرد عليها. وأكمل الخميسي: تبيع نفسها لكل من يشتري..، هذا والعياذ بالله من دون أي غمز أو لمز في أحد.
ثم دخل على الخط الدكتور عاصم الدسوقي هو الآخر، وقال لها: إن زعمك خروج اليهود قسريا مغرض.. أما وقد دخل الكاتب الدندراوي الهواري، هو الآخر، إلى الحلبة بمقاليعه وخطاطيفه وأمواسه وسكاكينه، قائلا: فاطمة ناعوت تدافع عن اليهود، وتهاجم الأضحية في الإسلام، لتفوز بجوائز دولية.. هنا فقط بدأ الفار يلعب في "عِبّي". وقلت توجد هناك أشياء ما (لاحظ أن كل مدافع الهجوم تصوّب على ناعوت من موقع اليوم السابع فقط لا غير)، وهي صحيفة السلطة قلبا وجلدا وقالبا.
واليوم أيضا تقدّم الكاتب الصحافي، عبده زكي على موسى، عضو نقابة الصحافيين (وليس المحامي سمير صبري كما هو شائع من سنوات) ببلاغ ضد فاطمة ناعوت، فهل سيكون ذلك مجرد تهويش، مثلما اعتدنا من السلطة مع فاطمة، حينما "هربت في قعر سفينة إلى أميركا محملة بالنفط، خوفا من حكم قضائي سوف يقع عليها من السلطة، وظلت مختفية في كنيسة قديمة من القرن السابع، تأكل مع الحمام من كفّ قس كفيف، ولم تذق سمنا سوى الخل وزيت الزيتون، ولا رأت حتى طيف الهامبورغر"، حتى عادت على أجنحة شركة مصر للطيران معزّزة مكرّمة بكامل فساتينها؟ أم أن الأمر هذه المرة قد يختلف، خصوصا وأن السلطة من شهور تحاول تكسير حماماتها القديمة، واستبدالها بأخرى أكثر جودة وبهاء؟