"أدرينالين": في مواجهة سرطانات المجتمع

"أدرينالين": في مواجهة سرطانات المجتمع

19 مايو 2022
(من العرض)
+ الخط -

في عام 2018، عُرضت مسرحية "أدرينالين" للفنانة الأردنية أسماء مصطفى، حيث قدّمت من خلال مونودراما أزمة امرأة، كاتبة، في الأربعين من عمرها، تصاب بمرض سرطان الثدي، فتبدأ رحلة علاجها التي تستدعي مراجعة كلّ ماضيها.

العمل الذي تنقّل في العديد من المهرجانات العربية، سيُقدّم للمرة الأولى في عمّان بثلاثة عروض يحتضنها المسرح الدائري في "المركز الثقافي الملكي" بالعاصمة الأردنية بدءاً من الثامنة من مساء الأحد، التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

التجربة الثانية لمصطفى تستند إلى نص من كتابتها ورؤيتها الإخراجية بعد نحو خمس سنوات من العمل؛ نص يعالج قضايا المرأة وهمومها من خلال هذيانات ومونولوغات لها علاقة بشؤونها الشخصية ومشاكلها وما تعانيه في المجتمع.

وتسترجع بطلة العمل ذكرياتها من خلال نصوصها التي تشكّل عوناً واستشفاء في رحلة علاجها من السرطان لنكتشف سرطانات أخرى أشدّ خطراً وفتكاً على الجسد وكينونة المرأة، فهناك سرطان المجتمع وسرطان معاملة وإقصاء الزوج، وهناك سرطان الخيانة وسرطان التطرّف الفكري والديني.

تقوم البطلة بعد ذلك بكتابة مونولوغات عن فنانة تمرّدت على عائلتها ومجتمعها باختيارها الفن كمهنة لها وما تعانيه من مجتمع ما زال ينظر الى تلك المهنة من منظور أخلاقي وديني، فتعاني من قمع المجتمع لها ومحاولة استغلال جسدها.

توظّف مصطفى رقص "البوتو"، والذي أتى بعد بحث وتدريب طويلين في استخدامه، وهو فن ياباني يزاوج بين المسرح والرقص، والنظرة إلى الجسد والحياة من خلال حركات تسمح بالتطوير الفكري والجسدي بالاعتماد على مبدأ الطاقة الداخلية والإيقاع الباطني الداخلي.

وتعتمد السخرية السوداء في إيصال رسائلها عن امرأة تعيش زمن الحروب في عالم عربي بعد احتجاجات اندلعت في العقد الأخير، حيث لا يمكن فصل الواقع السياسي عن نظرة احتماعية للمرأة في سعي متواصل لتهميشها والتعامل معها بوصفها مصدر الشر والغواية.

يًذكر ان أسماء مصطفى شاركت ممثلةً في مسرحيات عدّة منها: "خمس دمى وامرأة"، و"سندريلا"، و"كيف نرجع أسامينا"، و"شهقة الطين"، و"مرآة المرأة"، و"قبو البصل"، و"عصابة دليلة والزئبق"، كما أخرجت مسرحية "سليمى"، وفيها ناقشت قضية المرأة التي تضحّي بحياتها من أجل إنقاذ حياة الآخرين، معتمدة على التوليف بين الموسيقى والشعر ولغة الجسد.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون