ليبرمان يصعّد ضد "حماس"... والحركة ترد: "تهديدات فارغة ومسيرات العودة لن تتوقف"
وقال ليبرمان، بحسب ما أورد موقع "والاه" الإسرائيلي: "لقد مررنا فترة الأعياد بالضبط وفق المخطط الذي كنا وضعناه، بدون أي اشتعال في الأحداث، ودفعنا المشاغبين على الحدود مع غزة ثمنا باهظا، وقد جاءت فترة (ما بعد الأعياد)، وأقول لقادة حماس: خذوا ذلك بالحسبان".
في المقابل، وصفت حركة "حماس" تهديدات ليبرمان بأنّها "فارغة"، مشددة على أنّها لن توقف "مسيرات العودة".
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، في تصريح لوكالة "الأناضول": "تلك التصريحات الفارغة لن تكسر معنويات شعبنا أو تهزم إرادته". وشدد على أنّ "مسيرات العودة لن توقفها تهديدات، فهي ماضية وستتعاظم حتى تحقيق أهدافها".
ولفت إلى أنّ "كل من يراهن على تراجع المسيرات واهم".
وأوضح أنّ "الجماهير الفلسطينية التي ستخرج، اليوم، تعكس ثباتها والتفافها حول مسيرات العودة وكسر الحصار في شهرها السادس، وتؤكد على قدرة صمودها الأسطوري أمام آلة القتل الصهيونية".
وجاءت تصريحات ليبرمان غداة إعلان الناطق بلسان جيش الاحتلال عن رفع مستوى التأهب والاستعداد على حدود قطاع غزة، بعد مداولات لتقدير الأوضاع عقدها ليبرمان وقادة الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، بما في ذلك رئيس أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوط.
وأعلن جيش الاحتلال، الخميس، الدفع بمزيد من القوات وتعزيز القوات المنتشرة في محيط قطاع غزة، مع إعلان الناطق العسكري، أمس أيضا، أنه تقررت "مواصلة السياسة المتشددة لإحباط النشاطات الفلسطينية، ومنع محاولات التسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية"، وأن جيش الاحتلال "جاهز ومستعد لمواجهة سيناريوهات مختلفة، ويعتبر حركة حماس الطرف المسؤول عما يحدث في قطاع غزة وما يخرج منها".
واعتبر المحلل العسكري في موقع "والاه"، أمير بوحبوط، أن إعلان الناطق العسكري، أمس، ينبع من عدة أسباب، أهمها "القناعة لدى قادة الجيش بأن وضع وحجم القوات المنتشرة في محيط قطاع غزة وعند حدودها ليسا كافيين" لمواجهة اندلاع مظاهرات ومسيرات بمشاركة آلاف الفلسطينيين، حيث يتوقع الاحتلال أن يشارك أكثر من 12 ألف فلسطيني في مسيرات العودة اليوم الجمعة.
وأطلقت تصريحات الناطق العسكري، أمس، جوقة من التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تبنّت بالكامل تقديرات الاحتلال وادعاءاته بأن حركة "حماس" تعد لشن هجمات على المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة، وامتلأت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية فجأة بتقارير عن "عمليات الإرباك الليلي" في القطاع، ومحاولات متواصلة لاجتياز السياج الحدودي، وإشعال نقاط تمركز القناصة لجنود الاحتلال، وإطلاق البالونات المشتعلة والمفخخة، ودق الأعلام الفلسطينية في مواقع انتشار القناصة بشكل اعترف بوحبوط بأنه "أثار الحرج لدى جهات في الجيش".
وتبدو وسائل الإعلام الإسرائيلية متساوقة مع تمرير هذه الرسائل الموجهة للجمهور الإسرائيلي، بما يثير الشكوك بشأن اقتراب شن عدوان جديد على القطاع، وبالتالي فإن نشر القوات الجديدة الإضافية هدف إلى "تفادي إرباك الجيش والحد من مستوى عمليات العنف التي تبادر لها "حماس"، وفق المزاعم الإسرائيلية.
ولكن لا يمكن في الواقع تجاهل ارتباط هذا التصعيد بأمرين إسرائيليين داخليين: الأول مواصلة زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت، شن الهجوم على سياسة ليبرمان الأمنية واتهامه له بأن "سياسته الحالية تهدد الأمن الإسرائيلي، وأن تسوياته مع "حماس" انهارت، وذلك في سياق التنافس الانتخابي الإسرائيلي الداخلي، مع ترجيح احتمالات تقريب الانتخابات الإسرائيلية.
أما الأمر الثاني فهو استمرار الجدل الإسرائيلي، في ضوء تقرير مفوض شكاوى الجنود في جيش الاحتلال، العميد يتسحاق بريك، الذي يصر على أن جهوزية جيش الاحتلال لمواجهة حرب قادمة "ضعيفة للغاية"، ويطالب بالتحقيق في هذه الجهوزية، مقابل ادعاءات رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوط، بأن "الجيش جاهز لمواجهة كل سيناريو، ولتنفيذ كل مهمة يطلبها منه المستوى السياسي".