القاهرة تلقّت تأكيدات بقبول الفصائل العودة للمفاوضات

القاهرة تلقّت تأكيدات بقبول الفصائل العودة للمفاوضات

24 اغسطس 2014
ترجيحات بوصول نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" غداً للقاهرة(الأناضول/Getty)
+ الخط -

أكد قيادي في حركة "حماس"، اليوم، أن "إسرائيل سعت خلال فترة مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، إلى إحداث شرخ ونوع من النزاع بين جناحي الحركة العسكري والسياسي"، موضحاً أن "أي قرار متعلق بالعودة للمفاوضات والحل السياسي سيكون بعد موافقة قيادات الحركة السياسيين والعسكريين".

وقال القيادي الحمساوي، لـ"العربي الجديد"، رافضا نشر اسمه، إنه "للأسف الشديد لعب الإخوة في مصر دوراً كبيراً لإنجاح ذلك المخطط الذي سعى إليه العدو الصهيوني"، رافضاً الحديث عن تفاصيل ما قام به الطرف المصري في هذا الإطار.

وأكد القيادي الحمساوي أن "كتائب القسام تدرك جيداً ما يحاك للمقاومة من مؤامرات يقوم بها العدو الصهيوني بعد فشله الذريع في غزة"، مشدداً على أن "الكتائب والقيادة السياسية للحركة على قلب رجل واحد، والقرار داخل الحركة يتم اتخاذه بعد مشاورات جميع الأطراف المعنية".

وأشار إلى أن "القيادة السياسية عليها السمع والطاعة في القرار المتعلق بميدان القتال، والقيادة العسكرية تقوم بالسمع والطاعة في ما يتعلق بميدان السياسة"، مضيفاً: "جميعنا يعمل من أجل قضية الأمة (القدس وفلسطين)، وكل منّا له دور يؤديه ويعرفه جيداً".

وأوضح أن "أي قرار متعلق بالعودة للمفاوضات والحل السياسي سيكون بعد موافقة قيادات الحركة السياسيين والعسكريين"، فيما أشارت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنها تلقت تأكيدات من فصائل المقاومة الفلسطينية بأنها تقبل العودة إلى التفاوض غير المباشر مع الجانب الإسرائيلي في إطار السعي إلى تهدئة نهائية وهدنة ثابتة في قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن الاستخبارات المصرية طلبت من حركة "حماس" وفصائل المقاومة الأخرى أن يتم استئناف المفاوضات على قاعدة أساسية هي أن يكون الهدف هدنة غير مشروطة. إلاّ أن الفصائل الفلسطينية تحفظت على هذا التعبير لوصف الهدنة، وطالبت أولاً بالالتزام الكامل والحرفي من قبل إسرائيل بالاتفاق وعدم المساس بسلاح المقاومة، كأرضية لأي اتفاق لتثبيت الهدنة، أو الحديث مستقبلاً عن حل نهائي.

وأوضحت المصادر أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يسعى حالياً لإعادة المبعوثين الرسميين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى المنطقة لاستئناف النشاط الدولي في رعاية المفاوضات، لكن لم تتضح مواعيد حضورهم حتى الآن.

وكانت مصادر من حركة "حماس" أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن العودة لمفاوضات القاهرة مرهونة بتلقي رد على الورقة التي قدمها الوفد الفلسطيني إلى القاهرة، عبر مصر، يوم الأربعاء الماضي، والتي تنصل الوفد الإسرائيلي من الرد عليها عبر مغادرة القاهرة، ما أدى لمغادرة الوفد الفلسطيني وانهيار المفاوضات.

وأكدت المصادر أن اجتماع عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الدوحة خالد مشعل، في الأيام الماضية، لم يغيّر من هذا الموقف، وهو الاستعداد للعودة لطاولة المفاوضات تحت رعاية مصرية في حال تلقي رد إسرائيلي على الورقة الفلسطينية، مؤكداً "أن "حماس" ستوافق على أي مبادرة تلبي شروط الشعب الفلسطيني".

من جهته، شدد أمين سر المجلس المركزي لحركة "فتح"، أمين مقبول، على أن "الوضع الآن يعتمد على استجابة الطرف الإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات والتوقيع على التفاهمات التي تمت في القاهرة، وذلك بعد الطلب المصري بالعودة للمفاوضات".

وقال، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم محاولة العديد من الدول الإقليمية أن يكون لها دور في وقف إطلاق النار، لكن حتى الآن الدور المصري هو الأساس".

ويسود تساؤل داخل أروقة "حماس" حول عدم إصدار وزارة الخارجية المصرية لبيان عندما انسحب الوفد الإسرائيلي من القاهرة من دون أن يجيب على الورقة الفلسطيينة، وبعدما قام الاحتلال بخرق وقف إطلاق النار، في محاولة لاغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، ومن بعدها اغتيال ثلاثة من قادة حماس، في حين سارعت القاهرة  لإصدار بيان تدعو الأطراف المعنية إلى قبول وقف لإطلاق النار غير محدد المدة واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا المطروحة.

ومن المرجح أن يصل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، إلى القاهرة غداً، الأحد، في حين لم يغادر وفد الجهاد الإسلامي القاهرة إلى جانب بعض أعضاء الوفد من الجبهة الشعبية، إذ التقوا بالرئيس الفلسطيني وبحثوا معه أفق العودة إلى المباحثات لوقف إطلاق النار والتوصل لهدنة طويلة الأمد.

وفي السياق، أعرب سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، جمال الشوبكي، عن تفاؤله بإمكان عقد اتفاق ما خلال الأيام القليلة المقبلة، لوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار والبدء بعملية الإعمار، وعمل سياسي حقيقي يذهب إلى جذور المشكلة وهو إنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حماية دولية وقيام الدولة الفلسطينية.