تركيا: استهداف الذراع الإعلامية لـ"غولن" بعد الأمني والقضائي

تركيا: استهداف الذراع الإعلامية لـ"غولن" بعد الأمني والقضائي

14 ديسمبر 2014
أردوغان (Getty)
+ الخط -
اعتقلت الشرطة التركيّة رئيس تحرير صحيفة "زمان"، أكروم دومانلي، بعد ظهر اليوم. وكان دومانلي، قد أعلن صباح اليوم أن الشرطة اقتحمت مكاتب الصحيفة، المقربة من الداعية فتح الله غولن، وتحدى في كلمة أمام حشد من الناس بثها التلفزيون على الهواء مباشرة، الشرطة بأن تعتقله.

وقال الصحافي التركي أوكتاي يلماظ، في حديث لـ"العربي الجديد" إن "أنصار غولن يعلمون بأمر الاعتقالات منذ ثلاثة أيام كما يبدو، وقد استعدوا لتحويل الأمر إلى قضية رأي عام ضد حرية الصحافة، ويريدون أن تتم الاعتقالات أمام كاميرات التلفزيون وعلى الهواء مباشرة لإحراج الحكومة".

وقال يلماظ إن "حملة الاعتقالات هذه تندرج في إطار خطة الحكومة ضد جماعة غولن أو ما تسميه بـ"الكيان الموازي" داخل الدولة، والذي تتهمه بالقيام بأعمال تمسّ أمن البلاد وتشمل صحافيين من الجماعة، على رأسهم رئيس تحرير جريدة "زمان" ومسؤول تنفيذي كبير في قناة تلفزيونية مقربة من غولن".

وذكرت وكالة "الأناضول" أنّ من بين المدرجة أسماؤهم في قائمة التوقيف، مدير البث في قناة "سمانيولو" هدايت كراجا، ومدير عام صحيفة "زمان" التابعة للجماعة، أكرم دومانلي، وكاتب سيناريو المسلسل التركي "تركيا واحدة" السيناريست علي كراجا. وتحدّثت الأنباء عن اعتقال هدايت كراجا أيضاً بالتزامن مع اعتقال دومانلي.

وحول الآثار السلبيّة المحتملة لهذه الاعتقالات على الحكومة التركية بوصفها تطال حرية الصحافة، قال يلماظ لـ"العربي الجديد": "لا شك في أن الجماعة ومعها قوى المعارضة ستحاول تحويل المسألة إلى قضية اعتداء على حرية الصحافة، وسيتردد ذلك أيضاً خارج البلاد في أوروبا والولايات المتحدة، لكنّ الكل يدرك أن جماعة غولن تشكل كياناً يعمل في شتى المجالات داخل الدولة، والحكومة مصممة كما تعلن ذلك صراحة على اجتثاث أو على الأقل إضعاف هذا الكيان، خاصة بعد قرار مجلس الأمن القومي قبل شهر بإدراج الجماعة في قائمة الكيانات التي تهدد الأمن القومي التركي، أو الجماعات التي تقوم بأعمال غير شرعية تحت غطاء مؤسسات شرعية، كما ورد في نص قرار مجلس الأمن القومي، وهو ما يجعل الحكومة تتمتع بغطاء شرعي لمحاربة الجماعة".

وشكّك يلماظ بصحة الأرقام التي أعلنتها مصادر الجماعة بأن حملة الاعتقالات تطال 400 شخص بينهم 150 صحافياً، مشيراً إلى أن الاعتقالات تطال فقط نحو أربعين شخصاً، نصفهم من سلك الشرطة وأقل من عشرة يعملون في مجال الإعلام، أغلبهم مسؤولون كبار ومديرون وليسوا صحافيين.

وتأتي هذه الاعتقالات بعد تلويح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن حملة جديدة ضد أنصار غولن، متعهداً بملاحقتهم "في عرينهم" ومحاسبتهم "أياً كان من يقف إلى جانبهم أو وراءهم".

كما تندرج الحملة الجديدة في إطار صراع القوى بين الحكومة والجماعة المرتبطة بالولايات المتحدة حيث يقيم رئيسها فتح الله غولن، وعدد من زعمائها هناك، ويقدمون أنفسهم كجماعة دينية معتدلة تدعو إلى السلام العالمي وترغب بالسلام مع إسرائيل.

وأدت الحملة الحكومية على الجماعة منذ عام مضى إلى إضعافها بشكل كبير داخل قطاعي الشرطة والقضاء اللذين باتا الآن تحت سيطرة الحكومة إلى حد ما، وتحاول الحكومة كما يبدو استكمال عملية إضعاف الجماعة التي لا تزال تتمتع بنفوذ قوي في الإعلام.

يذكر أن الشرطة التركية أعلنت في وقت سابق اليوم أنها اعتقلت عدداً من أنصار الداعية فتح الله غولن، في سلسلة مداهمات استهدفت أيضاً مكاتب صحيفة "زمان"، القريبة من رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة والذي صنف مجلس الأمن القومي التركي جماعته قبل شهر بأنها تهدد الأمن القومي التركي.

وقالت وكالة أنباء "الأناضول" إنّ شرطة مكافحة الإرهاب شنت عمليات في 13 مدينة في تركيا، بما فيها إسطنبول، وأوقفت 14 شخصاً على الأقل، من بينهم مسؤولون في شبكة تلفزيونية قريبة من صحيفة "زمان". فيما تحدّثت وكالة "رويترز" عن اعتقال 23 شخصاً.

المساهمون