تحرّكات فلسطينية متضامنة مع الصحافي معاذ عمارنة: لمحاسبة الاحتلال على جرائمه

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
19 نوفمبر 2019
A494EA6A-69CA-4E10-B93B-21E9432B8A10
+ الخط -

توجّه الصحافي رائد الشريف من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، إلى أمام مقر نقابة الصحافيين في البيرة وسط الضفة، اليوم الثلاثاء، حاملاً معه لحظات أليمة رواها لزملائه الصحافيين عن إصابة المصوّر معاذ عمارنة برصاص الاحتلال في عينه اليسرى، في بلدة صوريف شمال غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، يوم الجمعة الماضي.

شارك الشريف إلى جانب زملائه الصحافيين في وقفة مساندة لعمارنة، تزامناً مع إجرائه عملية جراحية في "مستشفى هداسا عين كارم" في القدس المحتلة لاستئصال عينه. ومن المتوقع أن تبقى الرصاصة في جسده من دون إزالتها، لحساسية موقعها قرب الدماغ.

يقول الشريف لـ"العربي الجديد": "إن ما حصل يوم الجمعة الماضي من أصعب المواقف التي تواجه أي صحافي ولا يمكن نسيانها، وتحديداً لأن عمارنة أصيب أمام عيني. أنا لا أستطيع استيعاب الموقف، فالأمر أثر على كل من كان معه نفسياً، وكل الزملاء الصحافيين، لكن نقول إن رصاص الاحتلال لن يرهبنا وستبقى التغطية مستمرة".

وحول تفاصيل الحادثة، يوضح الشريف أن "أحد قناصة الاحتلال انبطح على الأرض، فابتعدنا مسافة عن مكان وجود الشبان وجنود الاحتلال، لكن فجأة سمعنا صوت رصاص (روجر)، ونظرت لمعاذ فإذا بدماء تسيل من عينه".

ومع اتساع حالة التضامن مع عمارنة في فلسطين وخارجها، عبر تغطية المتضامنين عيونهم اليسرى، غطى معظم المشاركين في الوقفة أمام نقابة الصحافيين أعينهم، منهم المصور الصحافي عصام الريماوي الذي يقول لـ"العربي الجديد": "جربت هذا الوضع فقط لمدة نصف ساعة، وحاولت استخدام عيني اليمنى فقط للتصوير، لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة"، متمنياً أن يعود عمارنة إلى مهنته قريبا بعد تلقيه العلاج.

وفيما هتف الصحافيون بهتافات تؤكد استمرار نقلهم للحقيقة وأداء واجبهم المهني ورفع آخرون لافتات تؤكد على ملاحقة الاحتلال من أجل محاسبته، طالب نقيب الصحافيين، ناصر أبو بكر، في كلمة له "الاتحاد الدولي للصحافيين" والمنظمات الدولية بمحاكمة الاحتلال على جرائمه، مشيراً إلى أن النقابة وشركاء حقوق إنسان فلسطينية جهزوا ملفاً كاملاً حول استشهاد الصحافيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين من غزة، وقد أبلغه "الاتحاد الدولي للصحافيين" بجهوزيته للتوجه للمحاكم الدولية، مطالباً إياه بتنفيذ ذلك القرار.

ويقول أبو بكر إن "النقابة راسلت 25 منظمة دولية حول قضية عمارنة، بعضها أصدر البيانات وبعضها أرسل الرسائل"، مؤكداً أن الصحافيين الفلسطينيين مصرون على محاكمة المجرمين من الاحتلال.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أقدم على انتهاكات عدة ضد القطاع الصحافي خلال العام الحالي، مسجلاً 650 إصابة بينها 60 إصابة بالرصاص الحي. والعام الماضي فقد الجسم الصحافي شهيدين، إضافة لوقوع أكثر من 800 إصابة.

وفي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، نظم "نادي الصحافي الفلسطيني" فعالية تعريفية بقضية الزميل الصحافي معاذ عمارنة. انطلقت الحملة من أمام مخيم الدهيشة شمال بيت لحم، مكان سكن عمارنة، وعلقوا صوره على المركبات، ووزعوها على المفارق للتعريف بقضيته.

ويشير الصحافي إياد حمد لـ"العربي الجديد" إلى أن "الفعالية أيضاً شملت توزيع ملصقات باللغة الإنكليزية في ساحة كنيسة المهد غرب بيت لحم، لنشر قضيته. اليوم معاذ فقد عينه، ونحن نريد من هذه الحملات حماية أعين الآخرين أيضا".

وفي قلقيلية شمال الضفة الغربية، نظمت وزارة الإعلام ونقابة الصحافيين الفلسطينيين وقفة أمام دار محافظة قلقيلية تضامناً مع عمارنة، رافعين لافتات منددة باستهدافه.

وقال مدير عام المكاتب الفرعية في وزارة الإعلام الفلسطينية خلال الوقفة إن "ما تعرض له معاذ جريمة بحق حرية التعبير التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية"، مطالباً بتوفير الحماية للأجسام الصحافية العاملة في الأراضي الفلسطينية.

ذات صلة

الصورة
غزة/معبر كرم أبو سالم/إغلاق/Getty

سياسة

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، سراح نحو أربعين فلسطينياً من أسرى غزة، بينهم امرأتان، كان قد اعتقلهم في الأشهر الماضية من الحرب على غزة.
الصورة
شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في وقفة في اليوم العالمي للعمل الإنساني - الضفة الغربية - 19 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

وجّهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في يوم العمل الإنساني، نداء من أجل حماية العاملين الإنسانيين من استهدافات الاحتلال ووقف الحرب على قطاع غزة.
الصورة
طلاب جامعة كولومبيا بنيويورك خلال تنديدهم بالحرب على غزة، 30 إبريل 2024 (Getty)

سياسة

أقرت مقاطعة ناسو في ضواحي نيويورك مشروع قانون يحظر وضع الأقنعة بهدف إخفاء هوية المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والمناهضين للحرب الإسرائيلية
الصورة
مراكز الإيواء في غزة مدرسة دمّرها الاحتلال في دير البلح، 28 يوليو 2024 (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)

سياسة

يكثّف الاحتلال قصف مراكز الإيواء في غزة بذريعة أنها مقرات للمقاومة و"حماس"، ما يضعه مراقبون في إطار تحريض الاحتلال الغزيين على الحركة.
المساهمون