المصور المصري شوكان من سجنه: أحيا ميتاً

المصور المصري شوكان من سجنه: أحيا ميتاً

08 مارس 2017
معتقل منذ عام 2013 (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أرسل الصحافي المصري المعتقل، محمود أبو زيد، الشهير بـ"شوكان"، رسالة من سجنه، نشرها عنه مصور صحافي، وتم تداولها بكثافة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقال فيها إن "اليأس قد توغّل إلى كرات دمي الحمراء ووصل إلى كبدي، والنوم أصبح عقلي يرفضه، وجسدي أصبح يتصبب عرقاً باستمرار من دون توقّف".

وأضاف شوكان، في رسالته المقتضبة "فقدان للوعي لدقائق أمر أعتاده بشكل يومي. جسدي النحيل الغارق في الأمراض أصبح لا يساعدني على الاستمرار في تحمّل مشقة الحبس بين أربعة جدران لمدة عامين، من دون أي ذنب اقترفته سوى حملي كاميرا أصوّر بها الأحداث بكل حيادية وموضوعية. بالرغم من ذلك، فأنا لا أخشى الموت وأنتظره بصدر رحب، لأنه أهون عليّ مما أنا فيه داخل محبسي".

شوكان مصور صحافي في وكالة "ديموتكس"، وأُلقي القبض عليه في "مذبحة رابعة العدوية" في 14 أغسطس/آب 2013، ويواجه تهم "التظاهر بدون ترخيص، والقتل، والشروع في القتل، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف، وتعطيل العمل بالدستور، وتكدير السلم العام".

تخرّج شوكان من "أكاديمية أخبار اليوم"، وأعلن احترافه التصوير الصحافي منذ التحاقه بها. بدأ بالتدرب في صحيفة "الأهرام المسائي" في الإسكندرية وهو لا يزال طالباً، مروراً بمشروع التخرج، إذ كان الوحيد بين رفاقه الذي اختار فكرته عن التصوير، وقد حاول العمل في عدد من الجرائد، لكن حظه كان عاثراً.

وما يزيد الوضع القانوني لشوكان صعوبة هو طبيعة عمله الصحافي "الحر"، وعدم تقييده بنقابة الصحافيين التي لا تعترف لوائحها به كصحافي مرخص له بمزاولة المهنة، لأن الحصول على عضوية نقابة الصحافيين باتت الطريقة الرسمية والسليمة الوحيدة التي يستطيع من خلالها الصحافيون الحصول على مستوى محترم من الحماية القانونية.

ويعد شوكان أحد أبرز الصحافيين المحبوسين على خلفية أداء مهامهم خلال تغطية وقائع فض اعتصام رابعة العدوية، في 14 أغسطس/آب 2013. ويعاني من التهاب الكبد، وحالته تزداد سوءاً بشكل مضطرد بسبب ظروف الاعتقال المريعة، وعدم الحصول على رعاية طبية، وإساءة المعاملة التي يتعرّض لها.

يذكر أن هناك 64 صحافياً مصرياً يقبعون في السجون المصرية منذ تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، بحسب توثيق "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان".

ويعتبر عدد الصحافيين في السجون المصرية الأعلى على الإطلاق منذ عام 1990، بحسب تقرير لـ"اللجنة الدولية لحماية الصحافيين"، الصادر في يونيو/حزيران الماضي.

وتحافظ مصر على ترتيبها كثالث دولة في العالم خطورة على الصحافيين، بعد سورية والعراق في عدد القتلى، والمركز 159 من 180 دولة في مؤشر "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، بعد وضعها على قائمة أخطر المناطق تهديداً لحياة الصحافيين في العالم.

دلالات

المساهمون