إعلامي تونسي يستشهد بالتلفزيون الإسرائيلي لتبرير بث عملية أمنية

إعلامي تونسي يستشهد بالتلفزيون الإسرائيلي لتبرير بث عملية أمنية

03 مارس 2016
برهان بسيس خلال الحلقة (فيسبوك)
+ الخط -
صنعت قناة "نسمة تي في" الخاصة، ليلة أمس، الحدث في تونس، عند نقلها المباشر وتقديم شهادات حول العملية التي شهدتها منطقة بن قردان، على الحدود التونسية الليبية، والتي تمّ فيها القضاء على خمسة إرهابيين، وإصابة بعض العسكريين التونسيين.

الإعلامي برهان بسيس، مقدم برنامج "ناس نسمة"، الذي يبث يوميا على القناة، قام بمتابعة العملية الأمنية وعرض صوراً لها، في حين اكتفت جلّ القنوات التونسية الرسمية والخاصة بإيراد الخبر دون الخوض فى تفاصيله إلى أن يتمّ استكمال العملية.

هذا النقل من قبل قناة "نسمة" لمجريات المواجهة بين الحرس والجيش التونسيين، أثارت الكثير من التعليقات. ويبدو أن وزارة الداخلية التونسية طلبت عدم البث الحي للصور حتى استكمال العملية، واعتبرها البعض الآخر ممن اتصلوا بالقناة حطّا من معنويات الجيش والأمن التونسي.

هذه الملاحظات لم تعجب برهان بسيس، الذي اعتبر خلال الحلقة ما تقوم به القناة عملا مهنيا، مستشهدا في ذلك بما تقوم به القناة العاشرة وغيرها من القنوات الإسرائيلية، التي قال على الهواء إنه يشاهدها، وأنها تقوم بنقل خطابات أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله، وتحليلها دون إدعاء أن ذلك قد يؤثر على معنويات الجيش الإسرائيلي.


هذه المقارنة لم تعجب بعض التونسيين، لكن ما قامت به قناة "نسمة" اختلفت حوله الآراء حتى من قبل الإعلاميين أنفسهم، إذ صرحت الإعلامية التونسية جيهان الخوني لـ"العربي الجديد"، أن "ما قامت به قناة نسمة هو عين الصواب احتراما لحق المواطن في المعلومة الحينية". وأضافت أن "الكثير من التونسيين لا يدركون حقا الخطر الداهم، لذلك فإن نشر مثل هذه الصور والعمليات مباشرة قد يكون دافعا إلى إدراك الخطر الحقيقي المحدق بتونس".

رأي لم يشاركها فيه الكثير من الإعلاميين، ومنهم الإعلامية اعتدال المجبري، التي رأت في بث "نسمة" لوقائع العملية الأمنية "أكبر خدمة للدواعش، خاصة أن المعلومات التى تمّ تقديمها قد تفيد الإرهابيين"، كما شاركها هذا الرأي نبيه سهيمي، الذي قال "أليس المفروض منع الإعلام من التعاطي مع هكذا أحداث إلا بإذن رسمي ومن مصادر رسمية بعد انتهائها؟ ما يحدث فوضى خطيرة".

يُذكر أن بث "نسمة" لمجريات العملية الأمنية حين وقوعها من المسائل التي حذرت منها الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) عند إصدارها للوثيقة التوجيهية الخاصة بالتغطية الإعلامية في فترة الأزمات: أحداث الإرهاب نموذجا.

كما دعت النقابة الوطنية للصحافيين الإعلاميين التونسيين إلى تجنب السقوط فى الاستراتيجية الإعلامية للإرهابيين خدمة لأهدافهم دون وعي بذلك، وهو ما حذر منه أيضا مركز تونس لحرية الصحافة عند إصداره تقريره حول "الميديا والإرهاب".

 

اقرأ أيضاً: المغرب: أكثر من 100 دعوى قضائية على صحافيين خلال2015

دلالات