رئيس البرلمان المصري بطل الأخطاء اللغوية في 6 مناسبات

10 أكتوبر 2016
رصدت "الأهرام العربي" 165 خطأً لعبدالعال أمس (Getty)
+ الخط -
ظهر رئيس مجلس النواب المصري، علي عبدالعال، في ست مناسبات هي: جلسة افتتاحية لمجلس النواب، استقبال للرئيس عبدالفتاح السيسي، وبيان ختامي لاجتماع البرلمان العربي، وترحيب بزيارة العاهل السعودي، واحتفالية بمرور 150 عاماً على إنشاء البرلمان، وافتتاح جلسة مشتركة للبرلمانين العربي والأفريقي، منتهكاً قواعد اللغة العربية كلها.

لا يخلو خطاب علني لعبدالعال من عشرات الأخطاء النحوية، مما يظهر مدى جهله التام بقواعد اللغة، الأمر الذي لا يتناسب مع منصبه المهم، ودفع إعلاميون مؤيدون للسلطة العسكرية الحاكمة إلى ضرورة الاستعانة بمصححين لغويين لكتابة الخطابات، وتدريبه على قراءة خطاباته أكثر من مرة لتفادي الأخطاء.

فجريدة "الأهرام العربي" الرسمية، رصدت 165 خطأً نحوياً لعبدالعال في كلمته التي ألقاها أمس الأحد، في احتفالية شرم الشيخ، واستعرض خلالها تاريخ البرلمان بغرفتيه منذ نشأته عام 1866، بمعدل 9 أخطاء في الدقيقة الواحدة، بحضور 19 رئيس برلمان ومنظمة برلمانية دولية.

ودأب عبد العال في حديثه على نصب المرفوع، ورفع ما يجب نصبه أو جرّه، وتحريك الساكن، وتسكين ما يجب تحريكه، وتنوين ما لا ينبغي تنوينه، فضلاً عن ترديده اسم السيسي مرات عدة في خطابه الأخير باللهجة العامية، بالقول "عبفتاح" بدلا من عبدالفتاح.

وخلال الجلسات غير العلنية للمجلس، خاطب عبدالعال النواب مئات المرات عند انتهائهم من كلماتهم، قائلاً "بُناء عليه" بدلاً من "بِناء عليه"، فضلاً عن قوله المعتاد "سيادة النايبة" بدلاً من "النائبة"، ونطقه همزة الوصل عوضاً عن القطع، والعكس، وترقيق الحروف بدلاً من تفخيمها، والعكس، وفتح أوائل الأفعال في كل الحالات.

وأفاد مصدر مطلع في اللجنة العامة للبرلمان لـ"العربي الجديد" بأن "عدداً من رؤساء اللجان النوعية، والهيئات البرلمانية للأحزاب طالبوا عبدالعال مراراً في اجتماعات اللجنة بإعادة البث المباشر للجلسات، لكن الأخير يتحفظ على طلبهم، ويرفض طرحه للمناقشة أو التصويت، بناءً على نصائح وجهتها له أمانة المجلس النيابي.

وأشار المصدر إلى وجود إصرار على عدم إعادة البث المباشر للجلسات، حتى لا تكون لغة عبد العال ومناقشات المجلس مثاراً لسخرية مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء المعارضين، ولضمان تمرير أكبر قدر من القوانين، من دون هجوم على أداء البرلمان ورئيسه من منصات الإعلام ومواقع التواصل؟

أخطاء متكررة
أخطأ عبدالعال في 10 أبريل/نيسان الماضي، بنطقه للآية قرآنية (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، إذ قال "عملكم" بضم حرف "اللام"، بدلاً من فتحها، واختتم الآية بفتح "الهاء" بلفظ الجلالة، بدلاً من ضمها، ثم فتح "الميم" بكلمة "خادم الحرمين"، والصحيح ضمّها، خلال كلمته الترحيبية بزيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي 25 فبراير/شباط الماضي، استهجن عدد من رؤساء مجالس النواب العرب تكرار الأخطاء اللغوية خلال حديث عبدالعال، أثناء إلقائه البيان الختامي لاجتماع البرلمان العربي بجامعة الدول العربية في القاهرة، مما عرّض الأخير للحرج، ودفعه لتبرير الأخطاء أمام الحضور بدعوى "ضيق الوقت وسرعة الكتابة".

وفي 13 فبراير/شباط الماضي، رصد ناشطون مصريون الكثير من الأخطاء اللغوية لعبدالعال خلال كلمته أثناء زيارة السيسي مقر المجلس، واعتبر الإعلامي عمرو عبد الحميد خطابه آنذاك "يدل على عدائه للغة العربية بطريقة غير مسبوقة"، وقال الإعلامي إبراهيم عيسى عنه "خطاب مليء بالأخطاء اللغوية".

واللافت تولي عبدالعال عدداً من المناصب الرفيعة، من بينها: الملحق الثقافي لمصر في باريس، والمستشار الدستوري للديوان الأميري الكويتي، فضلا عن مشاركته في وضع مسودة الدستورين المصري والإثيوبي، وكونه أستاذاً للقانون الدستوري بجامعة عين شمس، ومحامياً لدى محاكم النقض، وله 6 مؤلفات قانونية.

ليس عبد العال وحده
لا يقتصر الأمر على عبد العال، فخلال الجلسة الافتتاحية للمجلس في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، أخطأ العشرات من النواب في نطق حلف اليمين الدستورية، كما أخطأ وكيلا المجلس في نطق آيات قرآنية.

وأخطأ الوكيل الأول، السيد الشريف، في قراءة الآية القرآنية "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا"، إذ شكل لفظ الجلالة بـ"الفتحة" ثلاث مرات، بدلاً من "الضمة"، مما دفع نواب إلى تصحيح نطقه الخاطئ، حتى تمكن في المرة الرابعة من قراءة الآية بشكل صحيح.

كما أخطأ الوكيل الثاني، سليمان وهدان، في قول "لاَ تُزِغْ" بفتح "التاء"، وضم حرف "الزاي"، بينما نطقها الصحيح بضم حرف "التاء"، وكسر حرف "الزاي"، في الآية القرآنية "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً".

الخطاب الأخير
ومارس عبدالعال هوايته المفضلة في انتهاك اللغة العربية وقواعدها، في خطابه اليوم الإثنين في افتتاح الجلسة المشتركة للبرلمانين الأفريقي والعربي الذي تحدث فيه عن العلاقات المصرية الأفريقية، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ودعم مصر لحركات التحرر الوطني الأفريقي في مواجهة الاستعمار.

وزعم عبدالعال أنه بفضل جهود مصر تمكنت ثلاثون دولة أفريقية من نيل استقلالها، وتحرير إرادتها حتى عام 1963، وكانت نواة لمنظمة الوحدة الأفريقية التي اتخذت من أديس أبابا مقراً لها، وأعقبها الاتحاد الأفريقي الذي يضم في عضويته حالياً 54 دولة أفريقية.

وقال عبد العال، إن "مصر تسعى إلى تعميق هذه الأواصر أكثر، في إطار من تحقيق المصالح والمنافع المشتركة، وفق ما نص عليه الدستور المصري بشأن عمق العلاقات العربية والأفريقية، خصوصاً بعد عودة عضويتها إلى البرلمان الأفريقي، بعد انقطاع دام لثلاث سنوات سابقة (عقب انقلاب 3 يوليو 2013)".

وأضاف أن أهم التحديات التي تواجه القارة تتمثل في "مواجهة التطرف والإرهاب الذي يهدف إلى تقويض مؤسسات الدولة، وبث الفتن، والاعتداء على حقوق الإنسان، فضلا عن المتعلقة بالتنمية الاقتصادية التي تتطلب تعاونا (عربياً ــ أفريقياً)، يدفع إلى مزيد من النمو والتقدم".

كما طالب بضرورة توثيق العلاقات والتعاون المشترك بين الاتحاد البرلماني العربي وبرلمان أفريقيا، لخدمة المصالح المشتركة، ودعا البلدان المتقدمة إلى النظر إلى مشكلات القارة الاقتصادية والاجتماعية والصحية، والمساعدة على إنهائها، بعيداً عن محاولات الاستغلال وممارسة الضغوط على اقتصاداتها النامية.

المساهمون