عودة الإعلاميين المهاجرين إلى تونس

عودة الإعلاميين المهاجرين إلى تونس

05 ديسمبر 2015
ملصق إعلاني لبرنامج رياضي على "التاسعة" (فيسبوك)
+ الخط -
يبدو أن ارتفاع المنافسة بين 35 قناة تلفزيونية في تونس، دفع بقنوات عدة إلى اختيار التركيز على أسماء لامعة لدى الجمهور التونسي، علّها تتمكن من حصد نسب أكبر من المشاهدة، وبالتالي نسب أكبر من الإعلانات التجارية.

التنافس يكاد ينحصر حتى الآن بين القناتين التلفزيونيتين الخاصتين "الحوار التونسي" و"التاسعة"، واختار المشرفون على قناة "التاسعة" الاستعانة بخبرات إعلامية تونسية مهاجرة للإشراف على أهم برامجها. هذا الاختيار تمثل في عودة الإعلامي التونسي بقناة "كنال +" الفرنسية مراد الزغيدي للإشراف على القسم الرياضي في القناة، ما اعتبره الزغيدي مؤقتا حتى تتمكن القناة من تأسيس عمل إعلامي في المجال الرياضي يرتقي إلى المعايير الدولية وقادر على المنافسة في السوق المحلية والعربية.

ولتحقيق هذا الطموح بادرت إدارة القناة الى اقتناء حق بث بعض مقابلات البطولة التونسية في كرة القدم، بعد أن تخلت عن هذا الحق قناة "حنبعل" التي تعاني من مشاكل مادية كبرى. الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل بادرت القناة أيضًا الى اقتناء حقوق بث بطولة كرة اليد التونسية بشكل حصري، وقامت بإعداد حصص رياضية تلقى متابعة من قبل الجمهور التونسي خاصة وقد تمكنت من استعادة المحلل الرياضي التونسي خالد حسني الذي كان يعمل بقناة "بي إن سبورت".

عودة "الطيور المهاجرة" من الإعلاميين التونسيين لم تقتصر على القسم الرياضي، بل قامت أيضًا بالتعاقد مع الإعلامي التونسي مكي هلال، الذي عمل في عديد القنوات التلفزيونية العالمية آخرها قناة "بي بي سي". هلال سيتولى إدارة قسم الأخبار بقناة "التاسعة" وقد اعتبر عمله منخرطا في إطار إثراء تجاربه الإعلامية من خلال التأسيس لعمل إخباري يحاول ملامسة اهتمام المتلقي التونسي باعتماد المهنية منهجًا في كل التغطيات الإخبارية، خصوصاً في ظلّ الوضع الذي تشهده تونس، والذي ترتفع فيه حدّة التجاذبات السياسية التي تصل في بعض الأحيان إلى مستوى من التشنج غير مقبول.

قناة "التاسعة" التي انطلقت في البث بداية شهر رمضان الماضي، حققت نسب مشاهدة عالية في بدايتها وصلت، وفقًا لمكاتب سبر الآراء وقيس نسب الاستماع والمشاهدة، إلى 22 في المائة، وهي نسبة اعتبرها حسن الزرقوني مدير مؤسسة "سيغما كونساي" لقياس نسب المشاهدة والاستماع قياسية بالنسبة لقناة حديثة التأسيس. نسب المشاهدة هذه لم تكن الهدف الأول لصاحب القناة معز بن غريبة الذي صرّح أن مسؤولي القناة لا يسعون إلى الاستئثار بأكبر نسب للمشاهدة بقدر سعيهم لأن يكونوا القناة الأفضل في تونس بما تقدمه من خدمات إعلامية.

هذا السعي إلى الاستفادة من الخبرات التونسية المهاجرة لم يقتصر على قناة "التاسعة" فقط بل سبق للتلفزيون الرسمي التونسي أن أعاد إليه واحد من أبنائه المهاجرين الإعلامي سعيد الخزامي الذي كان يعمل بتلفزيون أبوظبي ليتولى الإشراف على رئاسة تحرير الأخبار في مرحلة أولى ثم ليتولى بعد ذلك تقديم حصص حوارية تتناول الشأن السياسي التونسي والدولي.

الإذاعات التونسية لم تكن هي الأخرى بعيدة عن هذا الخيار حيث كثيرا ما تعتمد إذاعة "موزاييك إف إم" على الإعلامي التونسي توفيق مجيّد العامل في قناة "فرنسا 24" ليتولى التحليل بها ونقل أهم الأحداث من العاصمة الفرنسية.


اقرأ أيضاً: هاكر يكشف معلومات عن اعتداءات تونس الإرهابية

دلالات

المساهمون