فجأة... الجميع مشغول بالإلحاد

فجأة... الجميع مشغول بالإلحاد

11 نوفمبر 2014
من الصور المنتشرة عن الإلحاد على مواقع التواصل (فيسبوك)
+ الخط -
وكأن الجميع في تنسيق تام. فجأة وفي زحمة الأحداث الأمنية والسياسية التي يشهدها العالم العربي، توجّهت الأنظار إلى مكان آخر... إلى الإلحاد. البداية كانت من السعودية مع اعتقال الناشطة، سعاد الشمري، بتهمة "الترويج للإلحاد" بعدما طالبت بإلغاء الشرطة الدينية في البلاد.

وللمرة الأولى، ربما فتح على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية نقاش جدي حول حرية المعتقد، حرية الإيمان وحرية الإلحاد. وللمرة الأولى خرج مدافعون عن الشمري، بأصوات حقيقية، وصور حقيقية على حساباتهم على "تويتر". كما وجّهت انتقادات لاذعة للشرطة الدينية في البلاد. 

ونتيجة هذا الاعتقال، أعاد الإعلام الغربي فتح نقاش الإيمان والإلحاد في العالم العربي، وفي السعودية تحديداً. "فورين بوليسي" كتبت عن جيل سعودي جديد يرفض فرض المعتقدات الدينية، والإيمان الإلزامي، سائلة إن كان هناك مكان لغير المؤمنين في المملكة. لم يدم النقاش عن السعودية طويلاً. أسبوع ربما، واختفى لمصلحة مواضيع أخرى.

ثمّ جاء دور لبنان. أطل أمين عام "حزب الله"، السيد حسن نصرالله، في إحدى الليالي العاشورائية قبل أسبوعين، تقريباً، ليحذّر من "خطر الإلحاد" الذي بدأ ينتشر في العالم العربي، وعن أن الدين الإسلامي في خطر.

فتح هذا الحديث في وقت يغرق حزبه في القتال في سورية، يقاتل أطرافاً تكفّر أيضاً الآخرين... وتعتبرهم كفّاراً، وتحذّر من خطرهم. المهمّ... استمرّت الأسطوانة نفسها لتصل أخيراً إلى القاهرة.

وهذه المرة كانت الكلمة لرجل دين قبطي، هو أسقف المنوفية، الأنبا بنيامين، الذي أكد خلال إطلالته على فضائية "القاهرة والناس"، أن الإلحاد انتشر فى مصر نتيجة ثورة 25 يناير!

هل هي صدفة أن يوحدّ الجميع، من كل الطوائف والمذاهب جهودهم في أيام قليلة للتصويب على الموضوع نفسه؟ يبدو أن الشباب العربي لا يشغل باله كثيراً بهذا الموضوع... فعلى مواقع التواصل الاجتماعي بدا الحديث على مستوى آخر تماماً. بدا الجميع أو الأكثرية متفقة على أن الإيمان أو الإلحاد حرية شخصية.

وأن ربطها بالثورات، هو جزء من الثورة المضادة تحديداً في مصر. وانتقد كثيرون رجال الدين وتحريضهم من جهة على الحروب والتقاتل الطائفي، ودعوتهم من جهة أخرى الشباب إلى التمسك بأديانهم "إحنا طبعاً كفرنا من كل التحريض اللي منسمعه كل يوم" كتب أحمد على حسابه على "تويتر".

وفي وقت اعتبر آخرون أن فتح الموضوع في هذا التوقيت بالذات مشبوه "وهو يعني اللي يشوف داعش بتقاتل باسم الدين حيلحد طبعاً" كتب أحد المغردين.

أما في لبنان فكتب كثيرون أن الإلحاد خير من ألف إيمان داعشي أو إيمان تكفيري أو إيمان يحرض على قتل الآخر بسبب معتقداته. وانتقد كثيرون كلام نصرالله "ألف إلحاد ولا إيمان يشبه إيمانكم".

المساهمون