ألشخنجي يتحدث مع "جيل" عن "الهجايص"

19 مارس 2017
ألشخنجي:هدفنا ألايرضى أي من الأطراف عن الحضيض الذي وصلناله!
+ الخط -
يمكنك الآن أن تكون صاحب برنامج ناجح بعيداً عن الأجندات السياسية وسياسة رجال الأعمال، يكفيك أن تُعد حلقة وتُحضر عدسة كاميرا وقناة على "اليوتيوب" وتبث ما يناسب رؤيتك أنت فقط.

"ألشخنجي"، تخرج من كلية الصيدلة، مقيم خارج مصر، رجع إليها مشاركاً في ثورة يناير، بدأ في بث فيديوهاته التي تتبنى رأيه تجاه الأوضاع السياسية وعمل على أول ثلاثة فيديوهات خلال سنة.

الانقلاب والمسؤولية
بعد الانقلاب العسكري في مصر ومذابح الجيش تجاه المتظاهرين، توفي له عشرة من الأصدقاء والجيران، بخلاف المصابين والمعتقلين، ولشعوره بالمسؤولية وبعده عن مصر قرر "ألشخنجي" الحديث بـ"الهجايص" في السياسة.

تابعنا رحلته خلال الثلاث سنوات الماضية، وقفنا معه في حوار خاص لـ"جيل" على الوضع السياسي في مصر ورفضه لعروض القنوات الفضائية، ورفضه للجماعات والتيارت الإسلامية التي انضم لها جميعاً.

* أُذيعت أولى حلقاتك "بالهجايص" في الـ29 من أغسطس/ آب 2013، أي بعد فض رابعة بأيام، تناولت فيها مقارنات عسكرية بين مصر والهند وجنوب أفريقيا، كيف اخترت فكرة أول حلقة؟
لم تكن أول حلقة بل سبقتها حلقتان، واحدة بعنوان فزورة للأذكياء فقط بتاريخ 18 يناير 2013 - قبل الانقلاب - وكانت الفكرة محاولة تحريك الاستقطاب وإن ما يحدث من مكايدات سياسية ليس لها محل خصوصا مع غياب كامل للمعلومات في تلك الفترة، والتي عمل فيها الإعلام المحسوب على الإسلاميين والليبراليين والقوى المدنية وإعلام الثورة المضادة على اختلاق أخبار كاذبة وبناء سرديات وهمية واستنتاجات لا تمت للواقع بصلة كانت نتيجتها الفرقة والتناحر بين الأطراف.

* هل فكرة البرنامج معد لها مسبقاً؟
الفكرة كانت موجودة من قبل الفض ومن قبل الانقلاب ولكن التحول للتاريخ هو ما لم يكن معد له، فأول حلقة كانت عن حادثة أنديرا غاندي في الهند، فكرتها جاءت من خلال حوار مع صديق طبيب هندي حكى لي كيف أن قائد الجيش الهندي أنقذ البلد من حمام دم برفضه التدخل في تلك الحادثة بخلاف الجيش في مصر.

* "الهجايص" كلام شعبي غير منمق، وحلقاتك تقدم معلومات أكاديمية ورؤية سياسية، كيف أحدثت عملية الربط؟
من المؤرخين من يرجع السبب في تطور الثورة الفرنسية وانتقالها من مرحلة لأخرى إلى تمكن الكتاب والعلماء من تحويل كتاباتهم إلى لغة سهلة وبسيطة يفهمها رجل الشارع وتبسيط القضايا الفلسفية والنظريات الاجتماعية إلى كلام سهل يستطيع المتلقي ربطه بالواقع، ولهذا السبب تحديدا كان اقتباس كلمة بالهجايص من أحد مشاهد مسرحية "العيال كبرت" وطلب سلطان (سعيد صالح) من أخيه (أحمد زكي) أن يعيد عليه ما قاله بالهجايص حتى يفهمه.

* سيد "علي" لماذا يظل اسمك مجهولا لمشاهديك واخترت لنفسك اسم "ألشخنجي"، وماذا تعني به؟
سببان.. الأول هو محاولة لربط البرنامج بأفكاره التي يطرحها وبمجهود معديه وليس بشخص المقدم الذي يعتبر جزءا من فريق ولا يعمل وحده.

السبب الثاني هو محاولة الحد من انتشار الاسم الحقيقي كاملاً لجعل الأمر أقل صعوبة على المترصدين من "أهل الشر".

أما عن الاسم "ألشخنجي"، فهو نسبة للألشخانة، وهو أيضاً اسم القناة على اليوتيوب.

* كيف حافظت على استمرارية البرنامج لمدة ثلاث سنوات وأنت معد ومصور ومونتير البرنامج لفترة طويلة ومساعدوك الآن 4 متطوعين؟
المجهود الأساسي والأصعب يكون في الإعداد، والآن يوجد متطوعون كثر يشاركون في إعداد ملخصات المادة المقدمة.

أما باقي خطوات الإنتاج فلها منحنى تعلُّم وتقل صعوبتها مع الوقت.

* من خلال حلقاتك تبين أنك لا تتبنى فكر تيار سياسي أو ديني معين. هل ثمة قصد من هذا؟ ولماذا؟
الهدف من الحلقات ليس الدعوة لتيار سياسي أو فكري محدد، ولكن محاولة توضيح الحجم الحقيقي للتحديات التي تواجهنا - على قدر فهمنا - حتى يصبح المتابعون لنا، المنتمون لمختلف التيارات، على بيّنة ولا يسهل على من يحاول قيادتهم تسطيح المشاكل أو تشتيت جهدهم في أعراض بسيطة والانشغال عن مواجهة المرض الحقيقي.

* ناقشت في عدة حلقات كتاب "عقيدة الصدمة"، لليسارية الكندية ناعومي كلاين، والذي تحدث عن "رأسمالية الكوارث"، ويحكي قصص تدّخل أجهزة المخابرات الأميركية في توظيف الكوارث لفرض نمط اقتصادي على الدول، من خلال اطلاعك، هل تعتقد أن ما تمر به مصر من أزمات اقتصادية وسياسية خضعت لتدخل المخابرات الأميركية بشكل غير مباشر؟
خضعت لتدخل عم محمد البقال..
أتخيل أن مصر ودول الربيع العربي بشكل عام تحولت لمرتع لكل أجهزة المخابرات على الكوكب، ولا أقصد هنا أن هناك مؤامرة واحدة ضخمة منظمة ضد حلاوة شمسنا وخفة ظلنا، ولكن هي طبيعة ما بعد الثورات أو الصدمات بشكل عام.. كلٌ يأتي بأجنداته المعلن منها والخفي ويحاول فرضها بشكل أو بآخر، وقد كنا للأسف بيئة خصبة لأي زرع شيطاني، وقد أنبت بالفعل.

* أُذيعت حلقة 365 السيسي لتقيّم سنة من فساد الدولة، وبعد ثلاث سنوات ما هي أبرز محطات الفساد؟
لا يزال توسع جمهورية العسكر التي أخذت بالفعل شكل الاحتلال العسكري للدولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى هو المحطة الأولى الكبرى، فنحن كشعب تحت تهديد السلاح نأكل من فضلات المؤسسة العسكرية التي استحوذت على الموارد، من أرض ومواد خام وعمالة بالسخرة.

أما المحطة الثانية والأهم هي ذلك السلام الدافئ الذي دعا له السيسي مع الكيان الصهيوني، حليف السيسي وداعمه ومؤيده الأكبر.

* حلقاتك لم تتبن القضية المصرية وحدها، تحدثت عن إيران والعراق وسورية وفلسطين، فمن هو الجمهور المستهدف من البرنامج؟
في البداية كنا نستهدف الجمهور المصري فقط، وحقيقة بالرغم من التعليقات التي تصلنا من البعض تحسرا على قلة عدد المتابعين مقارنة بالبرامج الكوميدية، إلا أنني أرى أن الأعداد أكثر بكثير مما كنت أتوقع لبرنامج من هذا النوع.. فلم أكن أتخيل أن يجلس شاب عربي وسط كل ما يعرض عليه من مواد إعلامية لمدة نصف ساعة يستمع فيها لسرد تاريخي وتحليل للأحداث وغيره من المواد التي نقدمها.

وما فوجئنا به، وبالرغم من سرعة الإلقاء وتعمد استخدام لغة عامية مصرية حديثة، أن عدد المتابعين من الإخوة في الدول العربية الأخرى زاد بشكل كبير.

ولكن هذا ليس السبب في تناول قضايا الأمة بشكل عام، السبب هو كما ذكرنا في حلقة العراق، هذه الأمة جثة واحدة ولا يمكن أن نشاهد اليد تقطع أو الرأس ولا نتحدث، وهذه الجثة لا أظن أن يكتب لها أن تفيق إلا كجسد واحد.

"يا نعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل".

* خلال 12 عاماً وأنت تتنقل فكرياً ما بين جماعة جهادية وسلفية وإخوان ورفضت الجميع، لماذا؟
كلٌ يدور في حلقة مفرغة لا يريد أن يخرج منها، والمراجعات والتقييمات - إن حدثت - تكون فقط على مستوى الأمور التنفيذية وليست الفكرية.

ولا توجد خطة واضحة لأي منهم.. خطة بأهداف محددة، قابلة للقياس، قابلة للتنفيذ، واقعية، ولها وقت محدد لتنفيذها كما تعلمنا علوم الإدارة.

هناك تخيل عند بعض الجماعات أنه بمجرد تطبيق ظاهر الدين كل شيء سينصلح ونعيش في المدينة الفاضلة، وهو تصور ناقشناه في أحد الفيديوهات السريعة بعنوان الحلم الأميركي.

* ما تقييمك لأداء الجماعات والحركات الإسلامية في السنوات الأخيرة؟
في العقد الماضي قبل انتشار الإنترنت كانت نتيجة الثانوية العامة تبث من خلال الراديو.. وكان المذيع يقول الأرقام في مدرسة كذا من كذا إلى كذا ناجح، ومن كذا إلى كذا ناجح، فبطبيعة الأمر يعلم من لم يذكر المذيع أرقامهم أنهم رسبوا..

وكانت هناك بعض المدارس يقول المذيع اسمها: مدرسة كذا.. لم ينجح أحد!!
في رأيي الشخصي المبني على علمي القاصر وفهمي المحدود:
لم ينجح أحد!

* من خلال حلقاتك، الجميع في وضع المتهم، هل هي لغة خطاب مقصودة؟
قبل عامين أرسلت لنا إحدى قنوات التلفزيون التي تبث من الإمارات رسالة على تويتر تعرض التعاون معنا وطلبت منا وسيلة للتواصل..

قلت لهم إني مندهش أن تتواصل معنا قناة إماراتية، وسألتهم إن كانوا قد شاهدوا أيا من مقاطعنا، فكانت الإجابة أن نعم ولكن يمكن الوصول إلى إنتاج مادة إعلامية ترضي جميع الأطراف.

فكان الرد: إن هدفنا أن لا يرضى أي من الأطراف عن الحضيض الذي وصلنا له.. لا حكام ولا محكومين.. فأول طريق التغيير هو عدم الرضا عن الوضع القائم وإلا فلمَ سيكون التغيير؟!

* لماذا ترفض العروض المادية والبث على الفضائيات؟
حتى الآن كل العروض المادية تأتي من أصحاب أجندات سياسية وهو ما سيؤثر على المحتوى بكل تأكيد، ولله الحمد نحن لا نحتاج لأي عائد مادي فكل من يعمل بالألشخانة هم من المتطوعين، أما البث على الفضائيات فأنا لا أمنع أي قناة من إعادة بث ما نعرضه.

* هل تعمل على تطوير الحلقات من خلال المضمون والإخراج؟
نجتهد قدر المتاح من الوقت والجهد في التطوير، سواء طريقة العرض أو الشكل أو الإخراج أو حتى الأدوات والمعدات المستخدمة.
المساهمون