أطفال الشوارع: "أُصبنا بالسمنة"

18 يناير 2017
(فرقة أطفال الشوارع/ فيسبوك)
+ الخط -

"نعلن نحن فرقة أطفال الشوارع أو كبدة ومخ، قررنا التوقّف نهائيًا، مفيش فيديوهات تاني"، بتاريخ 11 يناير/ كانون الثاني 2017 قرّر فريق أطفال الشوارع التوقّف نهائيًا بعد أقلّ من 24 ساعة من إعلانهم عودتهم مرّة أخرى لإطلاق فيديوهاتهم، تلك المرّة أطلقوا على أنفسهم "كبدة ومخ".

"احنا العيال اللي مبيحلقوش وبيتصوّروا سيلفي، كان قرارنا العودة مرّة أخرى"، هكذا يروي منسّق الفرقة محمد عادل، عودتهم الفنية إلى الشارع، موضحًا أنهم اعتادوا على تقديم منتج فنّي، ورغم صعوبة الفترة الحالية في مصر قرّروا المقاومة، فهم بحسبه مجرّد مرآة عاكسة للواقع، يُمكن للجميع رؤية أنفسهم من خلالها.

يوضّح محمد عادل أسباب عودة الشباب إلى إطلاق فيديوهات جديدة، في حديث إلى "جيل"، أن العودة كانت باسم مختلف لكنهم حافظوا على الطريقة نفسها، وهي الشباب العيال الذين يلتقطون "سيلفي" لأنفسهم، مستطردًا بقوله: " ليس لنا أي اتجاه، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى على إطلاق فرقتنا، قرّرنا أن نشارك الناس أفكارنا الفنية وهزارنا".

يرفض المتحدّث فكرة أنه لم يكن لديهم خوف نتيجة تجربتهم السابقة في السجن، مشيرًا إلى أن تخوّفاتهم لم تكن كبيرة لدرجة منعهم من كل شيء، فهم فكرّوا في العواقب التي من الممكن أن يتعرّضوا لها، وأخذوا القرار بالاتفاق بينهم على حدّ قوله.

فجأة، وبعد 24 ساعة فقط، تحوّل قرار عودتهم إلى حالة من الشدّ والجذب بين الأطراف السياسية، يشير عادل أن كل فريق حاول شدّهم إلى ملعبه لاستغلالهم، مؤكدًا أنهم غير تابعين لأحد، فهم مجرّد فرقة تقدّم فنًا بغض النظر عن مستواه، معتبرًا أنه لا يمكن لأحد الحكم عليه من خلال أحزاب سياسية.

"العيال بتوعنا رجعوا، العيال بتوع الناس التانين رجعوا"، تعليقات تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن وضعت إحدى الشبكات الإخبارية الفيديو الخاص بهم على صفحتهم بمونتاج مختلف، ناقلين صورة أن "أطفال الشوارع" فصيل خفي من فصائلهم، وأجابت الشبكة على متابعيها بأنها على اتصال معهم، ورأت أطراف أخرى أنه أعيد تأهيلهم بعد تجربتهم في السجن، يتابع عادل: "الأمر أبسط من ذلك بكثير، عودتنا كانت للتأكيد على أنه مجرّد فن بسيط، الناس لم تتركنا وفسّروا الأمر بشكل مختلف".

لم يكن بإمكانهم ترك هذا الجدل وراء ظهورهم والاستمرار، فسابقة حبسهم لم تترك سجلاتهم نظيفة، كما يعبّر منسّق الفريق، مشبهًا وضعهم الآن، بمن يتعافى من تعاطي المخدّرات ويتهمه أحدهم بأنه مازال يحمل مخدرات معه، فمن المؤكّد أن يصدقه الجميع على حدّ تعبيره.

تجربة الحبس استمرت 4 أشهر، بدأت حين ألقي قبض علي أصغر أعضاء الفريق خالد عز الدين في 7 مايو/ أيار 2016، بتهم تتعلّق بالسخرية من النظام، لم يمرّ سوى يومين، حتى ألقي القبض على باقي أعضاء الفريق: "محمد دسوقي، محمد عادل، محمد يحيي، محمد جبر" بالتهم نفسها، واستمر تجديد حبسهم في 7 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، ولكن بتدابير احترازية بالمراقبة داخل الأقسام الواقعة قرب مقرّات سكنهم.

رفض الفريق أن يُزج بهم مرة أخرى في صراع مجاني، يوضّح عادل، أن أعضاء الفريق الستة لم يتفقوا يومًا على اتجاه سياسي أو اجتماعي أو ديني واحد، وبالتالي لا يمكن في إطار إيديولوجي واحد، مشيرًا إلى أن حالة الشد والجذب مثلت ضغطًا على قوّة تحمّلهم في الاستمرار، في مجال لا توجد به حرية كافية أو مساحة آمنة ومريحة للحركة والنشاط، فالوضع بحسبه خانق ويدعو للصمت فقط.

بسخرية معتادة في الحديث؛ يجيب منسّق الفرقة على سؤال متعلّق بأثر تجربة الحبس على نفسيتهم: "تخنّا وبقى عندنا خدود"، مردفًا أنهم اعتقدوا في البداية أنهم سيتعرّضون إلى عزلة أكبر وانقطاع عن المجتمع بشكل أكبر، ولكن هذا لم يحدث.

هل يمكن التراجع عن القرار والعودة مرة أخرى؟ لا إجابة واضحة لـ عادل حول هذا السؤال، ولكنه يؤكّد أنهم من الممكن أن يحاولوا إيجاد طريقة أخرى، معترفًا بأنه لا يوجد خطّة واضحة حتى الآن.

المساهمون