فيسبوك مستقبلًا: التواصل بالأفكار والاستماع بالجلد

21 ابريل 2017
(مارك زوكربيرغ، تصوير: جوستين سوليفان)
+ الخط -


يريدك الفيسبوك في المستقبل أن تكون قادرًا على كتابة أفكارك مباشرة دون الحاجة للكيبورد، وأن تسمع بجلدك.

يعمل الفيسبوك على تكنولوجيا لربط الدماغ والكومبيوتر معًا، والتي من شأنها "في يومٍ من الأيّام أن تتيح لك التواصل باستخدام عقلك فقط"، وفقا للرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرغ. وهذا المشروع جزءٌ من مختبر الأجهزة الاستهلاكية للفيسبوك المعروف باسم "المبنى 8"، كما ذكر موقع "بيزنس إنسايدر" لأوّل مرّة في يناير/كانون الثاني العام الجاري.

لم يكن قد تم التصريح بالكثير عن "المبنى 8" حتى يوم الأربعاء (قبل يومين)، عندما قرّر فيسبوك أن يتحدّث عن المشروعين الأوّلين للمختبر في المؤتمر السنوي للمطوّرين في سان خوسيه.

وكشفت رئيسة "المبنى 8"، ريجينا دوغان، عن أن فريقها المكوّن من 60 عالمًا يعمل على نظام يستخدم وسائل غير باضعة (طبيّة)، سيكون قادرًا على كتابة 100 كلمة في الدقيقة باستخدام موجات الدماغ فقط. وهناك مشروعٌ أكثر مستقبلية يعتزم إيصال اللغة المنطوقة من خلال الجلد البشري.

ووفقًا لدوغان، التي كانت تعمل في قسم المشاريع المتقدّمة في غوغل، وانضمت لفيسبوك العام الماضي، سيكون الإنسان في نهاية المطاف قادرًا على أن يفكّر بالمندرينية (اللغة الصينية) والشعور باللغة الإسبانية.


واجهات الكلام الصامت
المشاريع لا تزال بعيدة كل البعد عن أن تصبح منتجات حقيقية واقعية، ولكن الشركة تعتقد أنها ستصبح في نهاية المطاف قادرةً على تقديمها كمنتجات للمستخدم.

وقال زوكربيرغ، في إحدى منشوراته يوم الأربعاء "في النهاية، نريد تحويل هذه المنتجات إلى تكنولوجيا يمكن ارتداؤها وتصنيعها على نطاق واسع".

وذكرت دوغان، في مدوّنتها الخاصة، أن كلا من المشروعين سيكونان بـ "واجهات الكلام الصامت"، والتي ستوفر لك الراحة للتحدّث بصوتك ولكن مع ميزة خصوصية إرسال الرسائل النصيّة.

وهنا إعلان الفيسبوك الكامل عن التكنولوجيا المجنونة التي يعمل عليها "المبنى 8":

المشروع: اكتب بدماغك
مؤخرًا كان هناك الكثير من الضجيج حول تكنولوجيا الدماغ. لقد اتخذنا نهجًا مختلفًا تمامًا، نهجًا علميًا بالكامل يستخدم الوسائل غير الباضعة لبناء واجهة ربط الدماغ بالكومبيوتر، ولتحويل الكلام إلى نص. وهو ما قادنا إلى فكرة واجهة خطاب صامت بسرعة ومرونة الصوت، وبخصوصية الكتابة النصية.

ولدينا هدف إنشاء نظام يكون قادرًا على كتابة 100 كلمة في الدقيقة الواحدة، مباشرة من مركز الكلام في الدماغ، وهو ما سيكون أسرع بخمس مرّات مما يمكنك كتابته على الهاتف الذكي الخاص بك اليوم. وهذا لا يهدف إلى فهم وتفكيك الأفكار العشوائية، بل إلى فهم وتفكيك الكلمات التي قد قرّرت بالفعل مشاركتها عن طريق إرسالها إلى مركز الكلام في الدماغ. الأمر كالتالي: أنت تلتقط العديد من الصور في حياتك اليومية، ولكن تختار أن تنشر بعضًا منها، وبالمثل، لديك العديد من الأفكار ولكنك تختار أن تشارك العالم من حولك بجزءٍ منها. وسوف نقوم بذلك عن طريق أجهزة الاستشعار غير الباضعة والتي يمكن شحنها على نطاق واسع.

وسنحتاج لإجراء هذا إلى أجهزة استشعار جديدة غير باضعة، والتي يمكن أن تقيس نشاط الدماغ مئات المرّات في الثانية الواحدة من مواقع دقيقة تصل إلى ميليمتر واحد دون أي تشوّهات في الإشارة. ولا يوجد اليوم أي طريقة للقيام بهذا إلا باستخدام الوسائل الباضعة.

بالنسبة للمشروع، فإن التصوير البصري هو التقنية غير الباضعة الوحيدة القادرة على توفير كل من التصميم المكاني والزماني، الآن نحتاجهما. وبفضل التحسينات في الأداء والتكلفة والتصغير في مجال الاتصالات، صار لدينا فرصة يتوجب علينا اقتناصها.

قبل ستة أشهر، كان هذا المشروع مجرّد فكرة. واليوم، لدينا فريق مكون من أكثر من 60 عالمًا ومهندسًا وموحّد نظمٍ، من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو وجامعة كاليفورنيا، بيركلي وكلية جونز هوبكنز للطبّ، ومختبر الفيزياء التطبيقية لجامعة جونز هوبكنز وكلية الطب بجامعة واشنطن/سانت لويس، متخصصين في أساليب التعلم الآلي لفك التشفير والكلام واللغة، ومتخصّصين في أنظمة التصوير العصبي البصري، التي تدفع حدود التصميم المكاني ومتخصّصين في الأطراف الاصطناعية العصبية الأكثر تقدمًا في العالم.


المشروع: اسمع بجلدك
ويهدف مشروعنا الثاني إلى السماح لك بأن تسمع بجلدك، حيث تعمل على بناء الأجهزة والبرمجيات اللازمة لإيصال اللغة من خلال الجلد، فجلدك عبارة عن شبكة 2 m2 من الأعصاب التي تنقل المعلومات إلى الدماغ. وقد أثبت اختراع بريل في فرنسا في القرن التاسع عشر أن النتوءات البارزة على أي سطح يمكن تفسيرها في الدماغ على شكل كلمات.

ونحن نعرف من طريقة تادوما، والتي وضعت في أوائل القرن العشرين على أساس تجربة هيلين كيلر، أن الأطفال الصم والمكفوفين يمكن لهم أن يتعلموا ويتواصلوا، حيث يقوم الشخص الأصم الكفيف بوضع إبهامه على شفتي المتحدث وأصابعه على الفك. وعادةً ما تتواجد الأصابع الثلاثة الوسطى على طول وجنتي المتحدث، على أن يقوم الإصبع الخنصر بالتقاط الذبذبات من حلق المتحدث. ويُشار إليها في بعض الأحيان باسم "قراءة الشفاه اللمسية"، حيث يشعر الشخص الأصم الكفيف بحركة الشفاه وكذلك بالذبذبات المنبعثة من الحبال الصوتية، وانتفاخ الخدّيْن والهواء الساخن الصادر من الأصوات الأنفية مثل حرفي "N" و"M".

والشيء المشترك بين مثل هذه التقنيات منذ خمسينيات القرن الماضي، هو قدرة الدماغ على إعادة بناء اللغة من مكوّنات مختلفة غير لفظ الحروف أو سماعها أذنيًا. فالقوقعة في أذنك تأخذ الصوت وتفصله إلى مكوّنات ترددية تنتقل إلى الدماغ. سيمكننا عند نهاية هذ المشروع أن نقوم بنفس وظيفة القوقعة، ولكننا سننقل المعلومات الترددية الناتجة، عن طريق الجلد بدلًا من ذلك.

المساهمون