أوّل صور على الإطلاق لثقب أسود

أوّل صور على الإطلاق لثقب أسود

18 ابريل 2017
(من التيليسكوب هابل، الصورة: ناسا / روجر ريسمير/ كوربيس)
+ الخط -
حصل العلماء باستخدام شبكة مراصد ضخمة تنتشر في أرجاء الأرض، تُعرف باسم (مرصد أفق الحدث) Event Horizon Telescope - على بيانات قد يمكنها فتح آفاق جديدة لفهمنا للجاذبية. وذلك بعد إتمام خمس ليالٍ في عمليات الرصد ليمكّنهم للمرّة الأولى على الإطلاق من التقاط صورة لثقب أسود، أو بدقّة أكثر لـ حدث الأفق؛ وهو حدٌّ محيط بالثقب الأسود، لا يستطيع بعده أي شيء ولا حتى الضوء الهروب من جاذبيته.

وركز مرصد أفق الحدث على ثقبين أسودين هما: (ساغيتاريوس أ - Sagittarius A )، وهو يقع في قلب مجرّتنا درب التبانة ويبعد عن الأرض بمسافة 26000 سنة ضوئية، ويعادل حجمه حجم أربعة ملايين كوكب الشمس، وآخر يقع في مركز مجرّة M87 المجاورة.

ينبغي للمرصد تحقيق دقّة تصوير تُمكنه من رؤية كرة غولف على سطح القمر، وهي دقّة كافية لتصوير أفق الحدث لـ ساغيتاريوس أ. يضم المرصد مجموعة من مُستقبلات الراديو الموجودة في القطب الجنوبي وهاواي والأميركيتين وأوروبا.

إذا تُوّجت جهود العلماء بالنجاح، قد نكون على وشك رؤية حافة ثقب أسود، مما يتيح لنا معرفة ما إذا كانت أسس النسبية العامة بإمكانها الصمود تحت ظروف شديدة التطرّف. وسيدرس علماء الفلك البيانات الناتجة عن عملية الرصد التي جمعتها مراكز عمليات مرصد أفق الحدث، والتي احتاجت 1024 قرصًا صلبًا، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي في مدينة بون بألمانيا.

وللحصول على بعض الإجابات، سيكون علينا الانتظار حتى نهاية هذا العام أو مطلع العام القادم، لأن الأقراص الصلبة الموجودة في مرصد القطب الجنوبي لن يتسنى نقلها حتى نهاية شهر أكتوبر.

بناءً على نظرية النسبية العامة، يتنبأ الباحثون أن يبدو الثقب الأسود مثل حلقة ضوء ساطعة أقرب لشكل الهلال من الدائرة (بسبب تأثير دوبلر الذي يجعل المادّة المتحرّكة تجاه الأرض تبدو أكثر سطوعًا) حول نقطة معتمة، بفضل الضوء المنبعث من الغاز وجسيمات الغبار المُسرَّعة لسرعات عالية قبل التهام الثقب الأسود لها.

قال شيبيرد دوليمان (من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية): "كما قلت سابقًا، فكرة المراهنة ضدّ آينشتاين ليست بالفكرة السديدة، لكن إذا تيقنّا بالفعل من وجود شيء ما مختلف للغاية عمّا توقعناه سينبغي علينا إعادة النظر في نظرية الجاذبية. وإنني لا أتوقع حدوث ذلك، لكن قد يحدث أي شيء وهذا أجمل ما في الأمر".

ينبغي للمادة الأقرب لأفق الحدث وعلى وشك الاختفاء داخل ساغيتاريوس أ، استغراق حوالى 30 دقيقة لإتمام المدار. لذا تعتقد كاتي بومان (من مختبر علوم الحاسب والذكاء الصناعي لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) أنه قد يكون من الممكن تصوير هذه الحركة.



(المصادر)

المساهمون