عشرون عاماً تختتمها مصر بالذهب الأفريقي

عشرون عاماً تختتمها مصر بالذهب الأفريقي

17 يناير 2017
عادت مصر بعد غياب دام 12 عاماً عن التتويج(Getty)
+ الخط -
بعد التنوع الذي شهدته البطولة الأفريقية في السبعينيات، بدأت تتضح معالم المنتخبات المسيطرة وصاحبة السطوة والكلمة العليا في القارة. حيث استضافت نيجيريا النسخة الثانية عشرة من البطولة لعام 1980، واستطاعت الفوز بالكأس لأول مرة في تاريخها بعد تغلبها على الجزائر بثلاثية نظيفة، لتتم إضافة بطل جديد إلى قائمة حاملي اللقب.

لكن المنتخب الغاني بدا وكأنه لا يقهر في ذاك الوقت، فاستعاد السطوة على القارة من جديد عبر تتويجه بالنسخة التي استضافتها ليبيا (لأول مرة) في عام 1982، لتصبح غانا أول دولة تحرز اللقب لأربع مرات، إلا أنه كان اللقب الأخير لها ولم تستطع الفوز بالبطولة الأفريقية للمرة الخامسة حتى يومنا هذا.

نهضة الكاميرون
في عام 1984، استضافت ساحل العاج البطولة الأهم في أفريقيا، واستمر نظام المجموعتين بثمانية منتخبات، وكانت مصر أكثر المنتخبات مشاركةً في الدورة بـتسع مشاركات، تلتها غانا بمشاركتها الثامنة.

تصدرت مصر مجموعتها متفوقةً على الكاميرون التي حلت ثانيةً، وكل من ساحل العاج وتوغو اللذّين خرجا من الدور الأول. وفي المجموعة الثانية استحقت الجزائر المركز الأول دون خسارة، لتتأهل إلى نصف النهائي برفقة نيجيريا، وتخرج غانا خالية الوفاض.


في نصف النهائي، كانت ضربات الترجيح هي الفاصل، حيث انتهى الوقت الأصلي في المباراة الأولى بين مصر ونيجيريا بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما، لتفوز نيجيريا بالركلات الترجيحية 8-7، وفي المباراة الأخرى بين الكاميرون والجزائر كان التعادل السلبي هو سيد الموقف، وبعد الاحتكام لضربات الجزاء فازت الكاميرون بنتيجة 5-4 لتلاقي المنتخب النيجيري في المباراة النهائية، وتتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخها بعد انتصارها بثلاثة أهداف لهدف.

الكأس يعود للقاهرة
استضافت مصر نسخة العام 1986 في كلٍ من القاهرة والإسكندرية، وافتتحت مشوارها بهزيمة مفاجئة أمام السنغال بهدف يتيم، إلا أنها عادت من جديد وانتصرت في مباراتين متتاليتين على كل من ساحل العاج وموزمبيق بالنتيجة ذاتها 2-0، لتتصدر مجموعتها وتتأهل للدور ما قبل النهائي، بينما حل المنتخب الكاميروني في صدارة المجموعة الثانية وصعد برفقة المغرب، في الوقت الذي خرجت فيه الجزائر خالية الوفاض من دور المجموعات.

تغلبت الكاميرون على ساحل العاج في نصف النهائي الأول بهدف دون مقابل، وفي المواجهة العربية الخالصة بين المغرب ومصر تمكن المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور من الفوز على نظيره المغربي أيضاً بهدف وحيد، وكان النهائي الماراثوني بين مصر والكاميرون، حيث تم الاحتكام لضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي دون أهداف، لتتوج مصر بالكأس للمرة الثالثة في تاريخها بعد فوزها بنتيجة 5-4. يذكر أن هداف هذه النسخة كان الأسطورة الكاميرونية "روجيه ميلا" بتسجيله أربعة أهداف.

الصحوة مستمرة
رغم خسارته في نهائي النسخة السابقة، إلا أن المنتخب الكاميروني عاد وحقق لقب 1988، حيث كانت الاستضافة من نصيب المغرب بمشاركة مصر حاملة اللقب والجزائر، إلى جانب المنتخبات الأخرى.

تصدر المغرب مجموعته بالعلامة الكاملة بعد تحقيقه 3 انتصارات، تليه الجزائر ليتأهلا معاً إلى نصف النهائي ويواجها نيجيريا والكاميرون، بينما خرجت مصر من الدور الأول.

تغلبت نيجيريا على الجزائر في نصف النهائي بنتيجة 9-8 بعد الاحتكام لركلات الترجيح، بينما فازت الكاميرون على المغرب المستضيف بهدف وحيد لتتأهل إلى المباراة النهائية وتحرز لقبها الثاني على حساب نيجيريا بعد فوزها بهدف وحيد، وكان المهاجم الجزائري "الأخضر بلّومي" من أبرز نجوم البطولة وهدافيها.

محاربو الصحراء إلى القمة
افتتحت الجزائر العقد الأخير من القرن العشرين باستضافتها نسخة عام 1990، وتصدرت مجموعتها بعد تحقيقها 3 انتصارات وتسجيلها لعشرة أهداف، بينما دخل شباكها هدف يتيم، اكتسحت الجزائر المنتخب النيجيري بنتيجة 5-1 كان للنجم رابح ماجر منها هدفان، وتغلبت بثلاثية نظيفة على ساحل العاج، وبهدفين دون مقابل على المنتخب المصري، لتتأهل برفقة نيجيريا للدور قبل النهائي، لتقابل السنغال المتأهلة برفقة زامبيا عن المجموعة الثانية، وتحقق الفوز بهدفين لهدف، لتواجه نيجيريا مرة أخرى في النهائي وتؤكد سطوتها بالفوز بالكأس للمرة الأولى في تاريخها. ويتم اختيار رابح ماجر كأفضل لاعب في البطولة.

12 منتخباً وثلاث نسخ دون بطل عربي
شهدت نسخة عام 1992 التي استضافتها السنغال مشاركة 12 منتخباً لأول مرة، حيث تم تغيير نظام البطولة حينها وازداد عدد المجموعات إلى أربع، ضمت كل مجموعة ثلاثة منتخبات، وتم اللعب بدور ربع النهائي للمرة الأولى أيضاً. واستطاعت ساحل العاج الفوز باللقب بعد تغلبها في المباراة النهائية على غانا بركلات الترجيح 10-11.

أما في نسخة 1994 التي لُعبت في الأراضي التونسية، فحققت نيجيريا لقبها الثاني بفوزها في النهائي على زامبيا بنتيجة 2-1، ولم يتأهل أي منتخب عربي إلى نصف النهائي من هذه النسخة.

وعقدَ كلًّ من الجمهورين التونسي والجنوب أفريقي آمالاً عريضة على منتخبيهما خلال البطولة التي أقيمت في جنوب أفريقيا لعام 1996، حيث كانت جنوب أفريقيا من المرشحين للقب كونها صاحبة الأرض والجمهور، وكان المنتخب التونسي قد انطلق بقوة وتجاوز المراحل جميعها ليصل إلى المباراة النهائية ليواجه المنتخب المضيف، لكنه خسر النهائي بهدفين نظيفين، لتتوج جنوب أفريقيا بأولى ألقابها على حساب نسور قرطاج.

مصر تختتم القرن بالذهب
بعد غياب دام 12 عاماً عن منصات التتويج، عادت مصر بقوة لتخطف لقب آخر نسخة في القرن العشرين، وذلك بتحقيقها لقب عام 1998 في بوركينا فاسو، حيث لعبت البطولة بمشاركة 16 منتخباً توزعت على 4 مجموعات، وهي المرة الثانية التي يعتمد فيها هذا النظام بعد دورة عام 1996. تألق النجم المصري حسام حسن في هذه الدورة بتسجيله 7 أهداف، وتجاوزت مصر في طريقها للقب الرابع منتخبات قوية كساحل العاج والمغرب، لتنتصر أخيراً في النهائي على جنوب أفريقيا حاملة اللقب بهدفين نظيفين وتعادل رقم غانا بأربعة ألقاب لكل منتخب.

المساهمون