حلم خطّاط غزاوي

حلم خطّاط غزاوي

28 ابريل 2015
من المصحف (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
محاطاً بجدران مزدانة بآيات قرآنية وشعارات ورسومات وطنية خطّها بيده، يتابع الخطاط هاشم كلوب، "أبو جهاد"، كتابة آيات القرآن الكريم.
وما إن تقع عيناك على طاولته وأرفف مرسمه البسيط، حتى تشاهد ما خطّه على مدار خمس سنوات.

يقول أبو جهاد: "بدأت رحلتي مع هذا الحلم مع سلسلة من الكتابات على لوحات متوسطة الحجم، عبر الكتابة بقلم رصاص، ثم اللجوء إلى أقلام التخطيط الخاصة لضمان الجودة وسلامة الكتابة والتشكيل باللغة العربية".

ويضيف: "بعدها انقطعت لفترة بسيطة من الزمن، بسبب الظروف الصعبة وقلّة الإمكانات، وظروف الحياة اليومية، قبل أن أعود مجدداً لاستكمال الكتابة وتحدّي ما يعيق تحقيق الوعد الذي قطعته على نفسي منذ أعوام".

اقرأ أيضا:"بدايات" يعرض رسومات ومنحوتات طلبة غزّة

ويؤكّد كلوب أنّ ظروف الحصار وانقطاع التيار الكهربائي والحياة الاقتصادية الصعبة لعبت دوراً بارزاً في طول المدّة لإنجاز المطلوب منه، كونه اتخذّ من التخطيط والرسم حرفة أساسية ومهنة لدخله الأسري، والذي أثر على الكتابة بشكل مستمر.

ويشير الفنّان الغزّي إلى أنّ مدة كتابة القرآن الكريم في المرة الأولى استغرقت منه خمس سنوات متقطّعة، وأنه يعكف الآن على إعادة كتابة القرآن الكريم، وإعادة التجربة ولكن بطريقته الخاصة، وليس بالكتابة العثمانية المعتاد عليها في قطاع غزّة.


ويضيف: "سبعة وثلاثون عاماً قضيتها في رحلتي مع عشق الكتابة والخط والرسم، حاولت جاهداً خلالها أن أتعلم فنون الكتابة والخط بكافة الأنواع والأشكال العربية، حتى أتمكن من تحقيق حلمي وأن أشكر الله على هذه النعمة عبر كتاباتي للقرآن".

يعاني أهل مهن التخطيط والرسم في غزة من إهمال شديد من قبل المؤسسات الرسمية، وعدم توفّر الإمكانات اللازمة لاستمرار أصحاب هذه المهنة فيها، والتي أصحبت على وشك الاندثار في ظلّ التطوّر التكنولوجي الهائل.

وعن الصعوبات التي اعترضته، يشير كلوب إلى أنّ دقّة القرآن الكريم واللغة العربية أجبرته على إعادة الكثير من صفحات القرآن الكريم، أكثر من ثلاث وأربع مرات، حتى تكون متقنة بالشكل المطبوع نفسه من مختلف الجوانب.

ويتابع: "خلال مراحل كتاباتي، كانت كافة خطواتي وتحركاتي بشكل فردي وبمجهود ذاتي من قبلي، فلم أجد أي متابعة أو اهتمام من أي مؤسسات محلية أو ذات اختصاص، ولم أكن أحرص على العائد المادي بقدر رغبتي في تحقيق حلمي بكتابة القرآن الكريم بخط يدي".

ويلفت كلوب البالغ 56 عاماً، إلى أنه بدأ منذ تسعة أشهر التجربة الثانية لكتابة القرآن الكريم على طريقته الخاصة، وقد وصل إلى نهاية الجزء التاسع من القرآن الكريم، مشدداً على حرصه على تقليص مدة الكتابة الجديدة للقرآن الكريم وتحدي الظروف الصعبة.

سبق لكلوب المشاركة في الكثير من المعارض المحلية التي أقامتها المؤسسات الثقافية والمدنية في غزّة، وعرض أعماله في الخطّ والكتابة التي تنهج إلى التجديد في هذا الفنّ، بعدما لعب التطوّر التكنولوجي الكبير وظهور المطابع دوراً في اختفاء محترفيه.


اقرأ أيضا:افتتاح ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي

المساهمون