نور الشريف وخشبة المسرح التي أحبّ

13 اغسطس 2015
عاد بعد غياب طويل بـ"لن تسقط القدس" (فيسبوك)
+ الخط -
على الرغم من عدم تقديم النجم الراحل نور الشريف في السنوات الأخيرة أياً من العروض المسرحية، لكن ذلك لا يمنع أبداً حبّه الكبير لخشبة المسرح.


كانت بداية نور مع المسرح لأول مرة من خلال عرضه المسرحي "الشوارع الخلفية"، الذي قدمه وهو لا يزال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان قد اختاره لهذا العرض، أحد رواد المسرح في العالم العربي، المخرج الكبير، الراحل سعد أردش، الذي كان أستاذاً في المعهد نفسه وذلك بعدما لمح قدرة نور الشريف وموهبته التي تؤهله للوقوف على خشبة المسرح.


كان المسرح هو "قدم السعد"، على نور حيث تأهل من خلاله للعمل في التمثيل بشكل عام وفي السينما التي كان يحلم بها. شاهده الفنان عادل إمام أثناء تقديمه للعرض المسرحي "روميو وجوليت" فلفتت موهبته نظر "الزعيم" وطلب مقابلته وبالفعل بعد تحديد الموعد قابله وكانت المفاجأة التي تنتظر نور هي ترشيح عادل له في دور هام في فيلم "قصر الشوق" مع المخرج حسن الإمام. ومن هنا كانت خشبة المسرح هي البوابة التي دخل من خلالها نور التمثيل من أوسع أبوابه.


عمل الشريف في المسرحين العام (التابع للدولة)، والخاص، لكن كان يقدر خشبة المسرح العام بشكل أكبر كونه يضم كل فئات الجمهور وكل طبقاته. وكان في لقاء له قد أعرب عن غضبه من ارتفاع سعر التذكرة التي لا تتيح للأهل أن يصطحبوا أبناءهم لمشاهدة أي من العروض. وطالب وقتها وزارة الثقافة بالتعاون مع البيت الفني للمسرح أن يتم تخفيض سعر التذكرة حرصاً على تلقي المشاهد عملاً محترماً لائقاً بالفن المسرحي.


قدم الشريف عدداً كبيراً من المسرحيات منها "شمشون ودليلة" و"ست الملك"، و"لعبة السلطان"، وفي التسعينيات قدم عروضاً مسرحية أخرى منها "كنت فين يا علي"، و"كاليغولا"، وفي منتصف التسعينيات قدم مسرحية "محاكمة الكاهن". ومن وقتها انقطع طويلاً عن خشبة المسرح لانشغاله بالسينما والتلفزيون واستمر غيابه قرابة عشرين عاماً، حتى جذبه المسرح حبه الأول من جديد وكانت العودة حميدة وقوية حيث قدم مسرحية "لن تسقط القدس"، وحقق هذا العرض نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً، أهله بقوة أن يستمر في تقديم العروض المسرحية التي تتحدث عن معاناة المواطن سواء اجتماعياً، أو سياسياً؛ وكانت قضايا الوطن العربي حاضرة بقوة في عروضه المسرحية فقدم بعد هذا العرض الناجح مسرحية "يا غولة عينك حمرا" الذي نجح أيضاً، حيث تضمّن إسقاطات سياسية عدة، ثم قدم "يا مسافر وحدك"، مع المخرج هاني مطاوع الذي كان مؤلفاً للعرض أيضاً.

وأقرأ أيضاً:باقة زهور باسم الرئيس الفلسطيني على قبر نور الشريف

وكان آخر ما قدمه نور للمسرح هو العرض المسرحي "الصعلوك"، الذي احتوى أيضاً على الكثير من السياسة وذلك في العام 2005، لينقطع تماماً نور عن المسرح قرابة عشر سنوات بعدما قدم 14 عرضاً مسرحيأ، وركز طيلة العشر سنوات الماضية على التواجد بكثافة في التلفزيون، فقدم مسلسلاً كل عام في شهر رمضان وفيلماً كل عامين تقريباً، وكان آخر عمل قدمه نور الشريف تلفزيونياً مسلسل "خلف الله"، وعلى النطاق السينمائي قدم "بتوقيت القاهرة" ودخل نور بعد هذه المرحلة في رحلته المرضية التي تفرغ تماماً لها وتم تأجيل كل أعماله حتى يتعافى لكن القدر قال كلمته ورحل نور الشريف.​
دلالات
المساهمون