تغريدات الفنانين: واقع لا يتحمّل النقد

16 فبراير 2016
أحلام ( getty)
+ الخط -
فرضت مواقع التواصل الاجتماعي واقعًا آخر على الفنانين في العالم العربي يحمل وجوهًا عدة، لم يعتدها الناس من قبل، هذا الواقع ينقل صورة مناقضة للواقع ويكاد يكون أقرب إلى التزلف والتملق.

على موقع "تويتر" تحديداً، ينشط عدد كبير من المغنين والممثلين في العالم، وتحظى هذه الصفحات بمجموعة من المتابعين قد تصل عند بعض النجوم إلى عشرات الملايين، وعلى الرغم من الشكوك التي تدور حول وجود هذا العدد الكبير من المعجبين على صفحة واحدة للفنان أو الفنانة، لا بد من التوقف عند محتوى التغريدات التي تظهر للعموم وهي لا تحمل سوى التبجيل من قبل الفنانين أنفسهم ويليها المعجبون المأخوذون هم أيضاً بالتطبيل.

في جولة سريعة على صفحات "تويتر" التي تنقل أخبار الفنانين أنفسهم، يحكم التناقض تغريدات يكتبها الفنانون أنفسهم لا بل يتجه بعضهم إلى النقل عن الآخر أن كان ثمة مواقف يجب إعطاء أو تبادل الرأي بها، وهي في كثير من الأحيان تشغل أو تثير الرأي العام.

راغب علامة
الفنان راغب علامة يُعتبر من أكثر الفنانين الذين يعيشون تناقضًا واضحًا في "تغريداتهم"، علامة الذي صمد لأكثر من 25 عامًا على درجة النجومية، يحاول من خلال تواصله مع الجمهور والناس نقل صورة مثالية عن نفسه، فلا يوفر أي مناسبة سياسية لبنانية أوعربية إلاّ ويعطي رأيه فيها، وهي في كل الأحوال بعيدة عن التطرف، فيمدح علامة مثلاً حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويشيد بجهود تقوم فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن مواطنيها، وكان آخرها البحث عن "وزير للسعادة"، لكن علامة نفسه يغيب عن مناسبة أو إعطاء رأيه بإعدام الشيخ السعودي نمر باقر النمر نظراً لتقاطع مصالحه وأعماله الفنية داخل المملكة العربية السعودية. راغب علامة نفسه يؤيد عودة سعد الحريري إلى بيروت بعد غياب طويل، ويكتب أجمل الكلام في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، وينشر في المقابل صوراً له مع معارضي سياسة رفيق الحريري وولده سعد الحريري.
هذه السياسة تنبع في المقابل من تقاطع المصالح بين علامة نفسه والسياسيين، وتحمل إلى ذلك ذكاء استثنائيا في محافظة علامة على الروابط التي تبقيه على صداقة مع السياسيين اللبنانيين وفرض نفسه كسلطة ولو من خلال الغناء في الشارع اللبناني والعربي.

أحلام
أما الفنانة أحلام فتتخذ من موقع "تويتر" "جبهة" تحتمي بها من كل ردود الفعل السلبية التي تتعرض لها، فصاحبة "والله احتاجك" غيّرت نظرتها إلى واقع الفن بعد سلسلة من المواجهات تلت مشاركتها في برنامج "آراب أيدول" ومكوثها في لبنان، فاستمدت المواجهة الأشبه بـ"حرب مفتوحة" تدخلها بمناسبة او بدون مناسبة، من باب الدفاع عن نفسها، حتى لو كانت أسباب هذه المواجهات "واهية" كأن تستفز المتابعين بوضع صورة لقدمها المكسورة، وتصوير ذلك على أنه سبق لمجرد تعرضها لحادث عرضي، أو تكابر بأنها ألأجمّل بين المغنيات فتستعيد أساطير خيالية أقرب إلى روايات الأطفال في مخاطبة أحلام للمرايا وسؤالها "أجمل مني" وتجيب نفسها بأنها الأجمل دون منازع.

أحلام تحاول تكريس معادلة اخترعتها بنفسها أو حلمت بها، وهي أنها "ملكة"، كما ادّعت يومًا على "تويتر" وبدأت تعيش الحالة بكل تفاصيلها، مقولة تؤازرها بغلبة الطبع الحاد الذي يقلل من أهمية المواجهة أو صورة "الملكة" الحلم بالنسبة لها، فالملكات مثلاً لا يقعن في فخّ المبارزة مع المرآة لمجرد أن أحلام تجد في طريقة وضع "ماكياجها" "بعداً كونيا" تنفرد به هي لوحدها، تحاول الإيحاء أن أحداً لا يستطيع أن يسبقها إلى التماهي بشكلها أو أزيائها، رغم أن ما تقوم به أحلام ينم عن "هذيان ". ونجد الخلافات تطفو على صفحتها "تويتر" في ردود الفعل الشاجبة لما تفعله أحلام حتى تصل بعض الردود أحياناً إلى القدح والذم واستنكار ما تقوم به والذي يبعدها عن الجمهور ولا يقربها منه بل يزيد الهوة والتنافر بين جمهور أحلام الذي أصبح مدركًا لما تفعله في سبيل بقائها الأولى خليجياً بعد سقطات كثيرة في فخ الإعلام.


إليسا
وتعتبر إليسا من الفنانات الأكثر إثارة على "تويتر" أيضاً، إليسا لا توفر مناسبة إلا وتبدي رأيها أو تنقل تغريدة من قبل أصدقائها تعبر عن حالها وأحوالها في الشق السياسي الذي يتناسب مع أهوائها وميولها إلى حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع. ولا تفرط إليسا في ذلك أبداً، فعلى الرغم من المصالحة التاريخية بين حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ظلت إليسا تكيل االنقد اللاذع للتيار "البرتقالي" اللبناني وتحاول في كل مرة أن تكون "طرفّا" في النزاع القائم بين حزبين لبنانيين. وفي المنحى الآخر تبتعد إليسا كما غيرها من زملائها عن واقع النقد الفنّي الذي يؤدي إلى تصحيح مسار أو أخطاء فنية تقيها النقد البنّاء، تتغاضى إليسا عن النقد وتتخذ من خلال جمهورها جبهة مشابهة لزميلتها أحلام في رد أي نقد قد تتعرض له في أي عمل فنّي كما هو الحال بعدما أعادت تسجيل نشيد "موطني" فهزأت جداً من منتقديها ولم تحاول الرد أو التصريح بشأن ذلك، حتى أن الدعوى التي رُفعت ضدها من قبل فنان فلسطيني ادعى أن إليسا سرقت "توزيع" النشيد موسيقيًا من الشاب الفلسطيني سُحبت من التداول في الإعلام.

إقرأ أيضاً:تغريدات حذفها هؤلاء الفنانون..ولم يعرف سبب بعضها!
المساهمون