سوري درس الكيمياء بواسطة الموبايل خلال الحرب يصل لكامبريدج

قصة إرادة: سوري درس الكيمياء بواسطة الموبايل خلال الحرب يصل لكامبريدج

29 مايو 2018
وقع 450 شخصاً على رسالة تدعو الجامعة لدعمه(فيسبوك)
+ الخط -
حصل شاب سوري، على مقعد له في جامعة كامبريدج العريقة، بعدما أمضى أيامه يدرس في منزله الذي دمرته الحرب بالقنابل، مستخدماً هاتفاً محمولاً لا يتجاوز قياسه 4 بوصات، ليتعلم من خلاله الكيمياء، لأن عائلته في دمشق، لم تكن قادرة على شراء الكتب له.

وقدمت كلية كوربوس كريستي بجامعة كامبريدج لعبد الله قطينة، البالغ من العمر 19 عامًا، منحة كاملة لدراسة العلوم الطبيعية تغطي تكاليف دراسته ومعيشته التي تزيد عن 48 ألف يورو (55833 دولاراً)، بعدما كان يستخدم هاتفه المحمول في تصفح مواقع وتطبيقات متخصصة بالكيمياء، لأن عائلته لم تكن قادرة على شراء الكتب له.


وأكد الشاب أنه يشعر بالسعادة الكبيرة لقبوله في كامبريدج، قائلًا: "إنه لشرف عظيم أن أكون الطالب السوري الوحيد الذي سينضم إلى طلاب كامبريدج هذا العام"، وأضاف: "لا أستطيع أن أنسى صعوبة الدراسة 18 ساعة في اليوم بدون كهرباء. معظم الشعب السوري تأذى خلال الحرب، من انخفاض قيمة الليرة السورية المصحوب بصعوبة تحمل تكاليف المعيشة، إلى احتمال فقدان أي صديق أو أحد أفراد العائلة في أية لحظة"، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

وأدرك السيد قطينة مقدراته عندما شارك في مسابقة أولمبياد الكيمياء في سورية عام 2015 ووصل إلى المستوى الدولي، حيث حاز على الميدالية البرونزية عام 2016، ما دفعه بعد إنهاء المرحلة الثانوية من دراسته للتقدم بطلب لدخول جامعة كامبريدج، ولم يتخل عن حلمه بعد قبوله بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير هذا العام وعدم قدرة أهله على تحمل التكاليف، حيث أنشأ صفحة لجمع التبرعات على موقع "غو فاند مي" في منتصف الشهر الحالي، طالبًا المساعدة لدخول الجامعة.


وكتب السيد قطينة على صفحة جمع التبرعات: "لا تستطيع عائلتي للأسف تحمل تكاليف دراستي في كامبريدج، ونحن في سورية، بالإضافة إلى معاناتنا المالية، لا نملك حسابات مصرفية عبر الإنترنت بسبب القيود الاقتصادية، لهذا لا أستطيع تلقي المساعدة من أقربائي وأصدقائي المقيمين خارج البلاد".

وتلقى السيد قطينة 880 يورو (930 دولاراً) من طلاب جامعة كامبريدج في غضون ساعات، كما وقع 450 شخصاً على رسالة مفتوحة تدعو الجامعة لدعمه، وقال الدكتور مايكل ساذرلاند، من كلية كوربوس كريستي: "اضطر عبد الله للتغلب على كل الصعوبات من أجل الحصول على مقعد في كامبريدج، لهذا نريد دعمه وتمويله ليتمكن من التركيز على دراسته وحياته الجديدة".

كما قال السيد تيم هارفي صاموئيل، أمين الصندوق في كلية كوربوس كريستي: "استطعنا تأمين التمويل المناسب لعبد الله من التبرعات والدعم الهائل الذي يقدمه خريجو الجامعة والعديد من الناس الآخرين لصندوق Cambridge Trust. نتطلع لرؤيته معنا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر".

وتعتبر Cambridge Trust هيئة توفر المنح المالية لدعم العديد من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كامبريدج، والذين كان السيد قطينة واحدًا منهم، كما دعمت حملة تبرعاته من قبل حملة كامبريدج للاجئين CRSC، التي تهدف إلى مساعدة الطلاب الذين تعيقهم الأزمات السياسية والإنسانية عن متابعة دراستهم.

(العربي الجديد)


 

 

المساهمون