المغرب: ولادة الحكومة مرهونة بعودة الملك من أفريقيا

27 فبراير 2017
ولادة عسيرة للحكومة بالمغرب (Abdelali Essaouis/ الأناضول)
+ الخط -
أعادت تصريحات رئيس الحكومة المغربية المكلف، عبد الإله بنكيران، يوم أمس، في لقاء حزبي، حول انتفاء حالة الانسداد في تشكيل الحكومة، والتي دامت زهاء خمسة أشهر، ملف تشكيل الحكومة المرتقبة إلى الواجهة من جديد.


وأفصح بنكيران في الموعد الحزبي ذاته عن وجود انفراج في مشاورات الحكومة الجديدة، والتي تم تكليفه بتشكيلها من طرف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، منذ العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن دون أن يوضح تفاصيل حلحلة الجمود الحكومي.

مصدر مقرب من مسار مشاورات الحكومة المنتظرة، أكد لـ"العربي الجديد"، أنه رغم وجود نوع من التفاهمات بين رئيس الحكومة وزعيم حزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، لكن لا يمكن الجزم بخروج الحكومة إلى النور قريبا.

وأفاد المصدر ذاته بأن ما يؤخر تشكيل الحكومة ويعيق التقاء بنكيران مع زعماء الأحزاب المفترض مشاركتها في الحكومة، هو تواجد أخنوش برفقة الملك محمد السادس في جولاته الأفريقية الحالية، وأيضا زعيم حزب "التقدم والاشتراكية"، محمد نبيل بنعبد الله.

ورجح المتحدث ذاته بقوة أن تظهر ملامح الحكومة الجديدة في الأيام القليلة المقبلة، خاصة بعد عودة أخنوش إلى البلاد، ولكن خصوصا بعد رجوع العاهل المغربي إلى الوطن، حيث سيقدم طرفا الملف، أي بنكيران وأخنوش، تنازلات متبادلة للوصول إلى صيغة سياسية مناسبة.

وتكمن نقطة الخلاف التي شكلت محور انسداد تشكيل الحكومة بين بنكيران وأخنوش خصوصا، في أن الأول يرفض دخول حزب "الاتحاد الاشتراكي" إلى الحكومة رغم قبوله رئاسته لمجلس النواب، بينما الثاني يلح على دخول هذا الحزب إلى الحكومة "لضمان أغلبية مريحة وقوية"، وفق تعبيره.

ويرى مراقبون أن حلحلة ملف تشكيل الحكومة الجديدة يمكن أن يمر عبر حل وسط قد يكون اقترحه بنكيران على أخنوش، متمثلا في استيزار شخصيات من حزب "الاتحاد الاشتراكي" بلون حزب "الأحرار"، أو تموقع هذا الحزب في صف المساندة النقدية للحكومة.

وكان بنكيران قد صرح أخيرا بأنه مصرٌ على تنفيذ إرادة الناخبين خلال الانتخابات البرلمانية التي أعطت لحزبه "العدالة والتنمية" الصدارة، وبأنه يرفض أن يأتي حزب لم يحصل سوى على 20 مقعدا فقط ليلوي ذراعهم ويطالبه بدخول الحكومة رغما عنه، في إشارة إلى حزب "الاتحاد الاشتراكي".