"داعش" يتراجع بالرمادي على وقع ضربات التحالف ويتقدم بالفلوجة

"داعش" يتراجع بالرمادي على وقع ضربات التحالف ويتقدم بالفلوجة

01 اغسطس 2015
قصف مقرّ لـ"داعش" بالفلوجة الأسبوع الماضي (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
وسط التقدّم الملحوظ الذي يحققه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على جبهات القتال بمحيط مدينة الفلوجة والكرمة شرق الأنبار، يتعرض في المقابل لهزائم عدة في الرمادي، أدّت إلى خسارته لعدد كبير من القرى والمناطق بمدينة الرمادي لصالح قوات الجيش والعشائر التي نالت قسطا كبيرا من الدعم الجوي الذي قدمته طائرت التحالف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

اقرأ أيضاًتضارب الأنباء حول تحرير جامعة الأنبار

وقالت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية تدعمها العشائر تمكنت من السيطرة على ست مناطق بمحيط الرمادي بدعم التحالف الدولي، الذي نفذ 41 غارة جوية على مواقع التنظيم خلال يوم واحد، في أعلى معدل طلعات له منذ معارك مخمور قرب أربيل منتصف فبراير/ شباط الماضي، وهو ما يشير إلى رغبة دولية في تحرير الرمادي باعتبارها عاصمة الأنبار السياسية والاقتصادية، فضلاً عن كون تحريرها يعزل قوات "داعش" الموجودة بشرق الأنبار عن غربها.

وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار السيد صباح الكرحوت لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية تمكنت من تحرير بلدات البو ذياب والتأميم وحصيبة الشرقية وتل مسعود والجمعية، كما سيطرت على معامل السيراميك وكلية الزراعة، وأحكمت قبضتها على جامعة الأنبار غربي الرمادي وعقدت القيادة العسكرية أول اجتماع لها داخل الجامعة.

وأضاف الكرحوت أن خطوط الصد لتنظيم "داعش" تعرضت لإبادة من الطيران الدولي، ما سهل مهمة القوات العراقية في تقدمها باتجاه الرمادي.

وفي الإطار نفسه، قال المتحدث باسم القوات المشتركة بالأنبار، العقيد الركن محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إن تراجع "داعش" كان مفاجئاً للجميع. وأوضح أن "التراجع الكبير لقوات "داعش" كان مفاجئاً للجميع، بمن فيهم الجيش، إذ كرر الانسحاب من أكثر من منطقة بوقت قياسي، ولعل ذلك يعود لتجنبهم خسائر بشرية دون قتال؛ فالطيران الغربي حاضر وبقوة في المعارك الدائرة".

وأضاف الدليمي أن "الجيش يأخذ بالحسبان أن تكون الانسحابات خطة لتنظيم "داعش" من أجل سحب القوات المهاجمة لمناطق قتال ضيقة يسهل فيها استهدافها، لذا نحن حذرون جدا".

وبيّن أن نحو 40 مقاتلاً بتنظيم "داعش" قتلوا ليلة الخميس وصباح الجمعة نتيجة القصف الجوي على مواقعه.

وحول وجود مستشارين أميركيين بالمعارك، أكد الدليمي وجود سبعة من الجنرالات الأميركيين المتقاعدين في غرفة عمليات الجيش المتقدمة بمدينة الخالدية على مشارف الرمادي يقدمون التوجيه للجيش والقوات التي معه بواسطة أجهزة اتصال خاصة.

اقرأ أيضاً: كارتر في بغداد: العودة للخطة الأميركية لحسم معركة الأنبار 

وشدّد على أن "التنظيم ركز في هجماته على العمليات الانتحارية بواسطة العربات المدرعة التي تتوغل في صفوف القوات العراقية، خصوصاً من المحور الشرقي، وأوقعت خسائر في صفوف قواتنا".

وفي مقابل التقدم العسكري في الرمادي، يحصل العكس في الفلوجة المجاورة، حيث شن تنظيم "داعش" هجمات مباغتة صباح أمس، على مواقع للجيش والمليشيات، مستخدماً عجلات مفخخة يقودها انتحاريون، تمكن خلالها وفقاً لمصادر عسكرية رفيعة من قتل وإصابة 55 عنصرا بالجيش ومليشيا حزب الله العراقية.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية خسرت قرية البوعزيز، ومنطقة المعامل وذراع دجلة التابعة جميعها لناحية الكرمة شرقي الفلوجة، موضحاً أن "داعش" سيطر على تلك المناطق، عقب الهجوم الواسع الذي نفذه أمس.

وحول مجريات المعارك، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي فؤاد علي، إن "معارك الأنبار تحولت إلى كرّ وفرّ بين الطرفين؛ فداعش يسعى لتجنب القصف الجوي من قبل التحالف الدولي، الذي بدا موجعاً له في مواقع كثيرة، وليس من المفروض التفاؤل بوجود عملية تحرير قريبة للرمادي أو أي مدينة أخرى، حيث إن غالبية المناطق التي خسرها "داعش" هي مناطق زراعية أو ريفية مفتوحة، والجميع عرف أن نقطة ضعف "داعش" هي المناطق المفتوحة الخالية من المباني التي ممكن أن يتحصن ويقاتل فيها".

وأكد أن "ذلك لا يعني عدم وجود تقدم وترجيح في كفة القوات العراقية، غير أن تفاؤل المسؤولين العراقيين مبالغ به".

The website encountered an unexpected error. Please try again later.