اتهام طهران باغتيال معارض إيراني في هولندا

قضية مقتل معارض إيراني بهولندا تعيد ملف الاغتيالات الخارجية إلى الواجهة

01 يونيو 2018
لم تثبت عضوية كولاهي صمدي بمنظمة "مجاهدي خلق"(Getty)
+ الخط -
تكشفُ قضيةٌ جنائية فتحت في هولندا عن أبعادٍ دولية، بعدما تبين خلال التحقيقات أن الضحية ذا الأصول الإيرانية، علي معتمد، مطلوب لدى إيران بتهمٍ تتعلق بالإرهاب، وبعد ظهور شهود وجهوا أصابع الاتهام للسلطات الإيرانية.

فقد تبين للشرطة الهولندية أن علي معتمد، والذي قتل قبل ثلاثة أعوام، هو محمد رضا كولاهي صمدي، الذي يقع اسمه على رأس قائمة المطلوبين للنظام الإيراني. وكولاهي صمدي مطلوب لدوره في تفجيرات ضربت طهران في الثمانينيات من القرن الماضي، ما يعيد فتح ملف الاغتيالات الدولية التي تنفذها إيران.

وكان معتمد (56 عاماً)، قد عثر عليه مقتولاً في ديسمبر/كانون الأول 2015 في ضاحية ألمير في العاصمة أمستردام. وبرزت فرضيات عدة لتفسير مقتله. فالرجل كان يعمل كهربائياً لدى إحدى شركات الطاقة وعاش حياة هادئة لسنوات طويلة مع زوجته ذات الأصل الأفغاني، وابنهما البالغ من العمر 17 عاماً.

وكشفت كاميرات المراقبة تعرض معتمد للاغتيال عندما كان في طريقه للعمل على يد رجلين يرتديان ملابس سوداء. كما تكشف الكاميرات أيضاً أن سيارة كانت تراقب منزله لأيام عدة قبل اغتياله. ونظراً لغياب أي سجل جنائي لمعتمد، كانت النظرية السائدة أنه قد قام بخدمة إصلاح كهربائية في منزلٍ يرتبط بعالم الجريمة.

إلا أن الشرطة الهولندية تمكنت من اعتقال شخصين على علاقة بالجريمة قدما إلى المحكمة الأسبوع الماضي، فبدأت ملامح هذه الجريمة بالتبدل.

فقد تبين، بحسب وسائل الإعلام الهولندية، أن معتمد ما هو إلا كولاهي صمدي، والذي تتهمه السلطات الإيرانية بتفجير مقر مكتب حزب الجمهورية الإسلامية في طهران في يونيو/حزيران 1981، والذي راح ضحيته 73 شخصاً، بمن فيهم أربعة وزراء، إضافة إلى محمد بهشتي، الرجل الثاني بعد آية الله الخميني في الثورة الإسلامية. وحكمت السلطات الإيرانية على كولاهي صمدي بالإعدام غيابياً.

ويعد تفجير 1981 ضربة موجعة لنظام إيران الإسلامي حديث الولادة حينها، ووجه اللوم في ذلك الوقت إلى منظمة "مجاهدي خلق"، التي كانت جزءاً من القوى المناهضة للشاه، وأصبحت من معارضي النظام الديني الإيراني بعد سقوطه.

وعلى الرغم من عدم وجود إثبات على عضوية كولاهي صمدي في المنظمة، إلا أن ابنه أكد أن والده كان عضواً فيها قبل أن يغادرها لاحقاً.

وبعد التفجير المذكور بشهرين، وقع انفجار آخر أودى بحياة رئيس الجمهورية الإسلامية محمد علي رجائي ورئيس وزرائها محمد جواد باهونار. ووجهت حينها أصابع الاتهام إلى مسعود كشميري، وهو أيضاً عضو في "مجاهدي خلق". وتمكنت السلطات الإيرانية من التعرف على الرجلين الذين اختفيا لسنوات طويلة، بعدما رصدتهما على طاولة العشاء في مدينة كولونيا الألمانية في أواخر عام 2013.


وتحاول السلطات الهولندية تحديد من كانوا على علمٍ بهوية معتمد الحقيقية. ويبدو أن زوجته لم تكن تعلم بها حتى ظهور صورته على التلفزيون الرسمي الإيراني عام 2000، وفقاً لصحيفة "هيت بارول" الهولندية التي نقلت الخبر.

وساد اعتقاد بتوقف السلطات الإيرانية عن تنفيذ الاغتيالات الخارجية في السنوات الأخيرة، إلا أن قضية كولاهي صمدي تعيد هذا الملف إلى الواجهة، خاصة بعد اغتيال معارضين إيرانيين بارزين العام الماضي. فقد اغتيل أحمد ملا نيسي في مدينة لاهاي الهولندية نهاية 2017 رمياً بالرصاص، وهو مؤسس "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز". كما اغتيل أيضاً الصحافي سعيد كريميان في اسطنبول، والذي حكم عليه غيابياً بالسجن لست سنوات في إيران بتهمة نشر الدعاية المغرضة.

المساهمون