تضليل باتجاه عكسي

تضليل باتجاه عكسي

26 ابريل 2016
يبدو أن الحوثيين قرروا ترك سياسة التضليل(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
تكاد مقابلة المتحدث باسم جماعة الحوثيين، محمد عبد السلام، مع صحيفة الوطن السعودية، تختزل الكثير عن نظرة الجماعة للمرحلة المقبلة، والعلاقة مع السعودية، فضلاً عن استمرارها في سياسة الانتقادات لو بالحد الأدنى لإيران. لكن أبرز ما يمكن التوقف عنده في ما تضمنته المقابلة التي أجريت في الكويت ونشرت يوم السبت، يتمثل في كيفية إدارة الجماعة للحرب التي أشعلتها في اليمن على مدى أكثر من عام والقائمة على سياسة تضليل الأنصار. عبد السلام لم يتردد في الحديث عن سعي الجماعة إلى التأسيس "لمرحلة جديدة للتواصل مع المجتمع العربي وخاصة الخليجي والسعودية على وجه الخصوص".
اللغة الدبلوماسية هذه تبدو مفهومة أخذاً بعين الاعتبار التفاهمات الأخيرة التي تمت بين الرياض والحوثيين، والتي جرى جزء منها داخل المملكة، ومحاولة الجماعة ترسيخها. لكن الأبرز كان رد عبد السلام على سؤال يتعلق بقناة المسيرة (التابعة للجماعة) وبأنها "تظهر ادعاءات وتضليلاً بأنها احتلت مواقع ومناطق سعودية"، بالقول "أؤكد لك أن ذلك لم يحصل بقناة المسيرة". كما أكد عبد السلام أن "كل ما قيل في بداية الحرب إن الهدف الدخول إلى مكة كل هذا غير صحيح، أنا متحدث رسمي باسم أنصار الله وأتحمل مسؤولية ما أقول، ولذا أي كلام يأتي من أي شخص آخر لا يمثلنا بالضرورة ومن ثم نحن لا نريد أن يستمع دائماً لما يقال في صفحات التواصل الاجتماعي من شحن أو تحريض".
في ما يتعلق بقناة المسيرة لا يحتاج الأمر إلى أكثر من الدخول إلى موقعها الإلكتروني ووضع كلمات نجران أو جيزان أو عسير في خانة البحث حتى تظهر عشرات التقارير التي تتحدث عن سيطرة مسلحي الجماعة على مواقع داخل السعودية. لكن يبدو أن سياسة التضليل التي كانت تنتهجها الجماعة مع أنصارها، باعتراف ضمني من عبد السلام، قد حان وقت تغييرها، وقد بدأت تأخذ اتجاهاً عكسياً، وموجهاً للأنصار أيضاً، ليس فقط عبر إفراغ شعارات المرحلة الماضية من مضامينها، بل عبر محاولة التبرؤ من الأنصار والتنصل من أبرز أدوات الجماعة في الحشد والتجييش ووضع الكثير من ناسها في خانة المحرّضين، سواء أكانوا إعلاميين أو سياسيين وبعضهم معيّن داخل اللجنة الثورية العليا التابعة للجماعة أو حتى منشدين كانت زواملهم مصدراً رئيسياً لحشد الأنصار.

المساهمون