خطط تحرير الموصل: "البشمركة" جزء من الحملة

خطط تحرير الموصل: "البشمركة" جزء من الحملة

25 سبتمبر 2015
طفلة عراقية نازحة من الموصل جرّاء المعارك (إمرا يورولماز/الأناضول)
+ الخط -

تسعى وزارة الدفاع العراقية لفتح آفاق للتعاون المشترك مع قوات البشمركة الكرديّة، في محاولة منها لكسبها في إطار الاستعدادات التي تبذلها لتحرير محافظة نينوى من سيطرة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" (داعش). 

اقرأ أيضاً: إنزال أميركي شمالي الموصل تمهيداً لمعركتها

وأثبتت قوات البشمركة جدارة كبيرة في المعارك التي خاضتها ضدّ "داعش" في أطراف مدينة الموصل، حيث تمكّنت من تحرير عددٍ من تلك المناطق، فيما حظيت بدعم دولي كبير واعتراف بأنّها قوات نظاميّة يمكن الاعتماد عليها، على عكس مليشيات "الحشد الشعبي". 

وتعرضت القوات العراقيّة، وخصوصاً الجيش، إلى هزّات عنيفة قوّضت من قوته، أعقبت دخول "داعش" للمحافظة وانهيار وحداته أمامها، فيما عملت جهات سياسية على إضعاف المؤسّسة العسكريّة من خلال دعم مليشيات "الحشد الشعبي" على حسابها، الأمر الذي حرمها من التسليح والتدريب.

وقال الضابط العراقي برتبة مقدّم ركن، راجح عبد السلام، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادات وزارة الدفاع منهمكة في العمل على وضع خطة استراتيجيّة لتحرير الموصل"، مبيناً أنّ "الوزارة موقنة بحاجتها إلى قوّات نظامية مساندة لها في المعركة، بالإضافة إلى التنسيق مع طيران التحالف الدولي".

وأضاف أنّ "الوزارة حظيت بدعم التحالف الدولي، والتنسيق المشترك معه، فيما تسعى إلى فتح آفاق للتعاون مع قوات البشمركة"، مبيناً أنّ وزير الدفاع خالد العبيدي، بادر بعد حصوله على موافقة رئيس الوزراء، بإطلاق المستحقات الماليّة للبشمركة. ورأى أنّ "هذه الخطوة سيكون لها الأثر البالغ بترطيب العلاقات بين الجانبين، وهي في الوقت نفسه إقرار من وزارة الدفاع بالبشمركة كقوة نظامية تحتاج وزارة الدفاع لدعمها".

وأشار الضابط نفسه إلى أنّ "الوزير عقد اجتماعات مع رئيس أركان الجيش السابق، بابكر زيباري، وعدد من القادة والمسؤولين الأكراد، وبحث معهم التعاون المشترك لتحرير الموصل"، مبيناً أنّ "الأكراد متفهمون خطر (داعش) على العراق وعلى إقليم كردستان، الأمر الذي قد يدفعهم إلى التعاون على إزاحته من الموصل".

وفي الإطار نفسه، أكّد القيادي في التحالف الكردستاني، ريبوار حسن، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك تفاهمات كبيرة بين وزارتي الدفاع والبشمركة حول وضع خطة استراتيجيّة لقتال (داعش)".

وأوضح أنّ "وزير الدفاع يحظى باحترام كبير لدى القادة الأكراد، لمهنيّته في المجال العسكري، وهو يعرف إمكانية ونظاميّة البشمركة، لذلك يسعى إلى التعاون معها"، مبيناً أنّ "التفاهمات حول معركة الموصل وصلت مراحل متقدّمة بين الطرفين"، وأنّ "قادة كردستان أبدوا شبه موافقة على ذلك، باعتبار أنّ تنظيم (داعش) تهديد لكل العراق، بما فيه إقليم كردستان".

وأشار حسن إلى أنّ "العبيدي يطمح إلى وضع استراتيجيّة تعاون مشترك بين الوزارتين، لا تقتصر على الموصل، بل تشمل مختلف المحافظات التي احتلها تنظيم (داعش)"، مبيناً أنّ "الموضوع قيد الدراسة، وأنّ هذه الخطوة تحتاج إلى موافقة رئيس إقليم كردستان، كما تحتاج إلى ضمانات تقدّم من قبل حكومة بغداد ورئيسها حيدر العبادي، كضمان لحقوق البشمركة".

ورجّح أن "تفضي هذه التفاهمات والحوارات إلى تعاون عسكري دائم بين الوزارتين، بهدف إخراج "داعش"، بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، الذي يجب ألا يغفل دوره في المعركة"، مشيراً إلى أنّ "انسحاب مليشيا (الحشد الشعبي) من ساحة القتال ومن مركز صنع القرار العسكري، فتح المجال من أجل التعاون بين وزارتي الدفاع والبشمركة، باعتبارهما قوّتين نظاميتين".

وبحسب الفقرة 11 من المادة الخامسة من قانون ميزانية 2015، تم تخصيص 17 في المائة من موازنة وزارة الدفاع لقوات "البشمركة"، والتي تبلغ 12 ترليون دينار عراقي، للرواتب والتدريب والمستلزمات العسكرية.

في غضون ذلك، أكّد وزير الدفاع أنّ "أهالي الموصل يضغطون بشكل كبير للإسراع في تحرير الموصل من عناصر (داعش)".

وأضاف العبيدي، في تصريح صحافي، "إنّنا جادون في تحرير الموصل، وسيكون انطلاق العمليات في أقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أنّه "بحسب حجم القوة الموجودة لدينا الآن، فعلينا أن نحدّد الوقت المناسب لإطلاق المعركة، وبعد دراسة ميدانيّة مستفيضة".

من جهته، أثنى الخبير العسكري، عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، على "اعتراف وزارة الدفاع بحجم قوتها وعدم مبالغتها، وسعيها للتعاون مع قوات ساندة لإطلاق المعركة".

وقال الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حديث وزير الدفاع عن حجم القوة هو واقعي نابع من دراسة ميدانيّة ومعرفة حقيقيّة بحجم قوة العدو، والحاجة إلى التنظيم والاستعداد والتعاون قبل بدء الهجوم".

وأضاف أنّ "التهور والمبالغة هي لغة القادة غير الأكفاء؛ فالمؤسسة العسكريّة اليوم بحاجة إلى إعادة ترتيب وتنظيم وتجهيز، خصوصاً بعدما كانت موازنتها تذهب إلى (الحشد الشعبي)"، مبيناً أنّ "توجه الوزارة إلى التعاون مع البشمركة، هو خطوة مدروسة تصب في صالح المعركة، كما أنّها بحاجة إلى التنسيق مع العشائر الموصليّة، لكن بمستوى أقل من البشمركة، على اعتبار أنّها قوات غير منظّمة".

ورأى أنّ "هذه التحركات العسكريّة المدروسة ستفضي بالتأكيد إلى تحرير الموصل، لكنّنا بحاجة إلى وقت أكثر والتأنّي والتروّي، حتى تكون الاستعدادات على أتم وجه قبل انطلاق المعركة".

اقرأ أيضاً: بارزاني: المالكي وراء سقوط الموصل بيد "داعش"

المساهمون