"مستقبل المؤسسات الثقافية" في ظل السياسات النيوليبرالية

29 أكتوبر 2018
(من أعمال رنا النمر)
+ الخط -

خلال العقدين الماضيين، شهد عالم الفن في المنطقة العربية تحولاً جذرياً؛ حيث انتشرت مؤسّسات وفضاءات يديرها فنّانون ومتاحف ومعاهد وبرامج تعليمية وفنية. كل ذلك جذب شبكة دولية من الجماعات والفنانين والقيمين وغيرهم من الممارسين إلى العمل في المنطقة.

تعمل هذه المؤسسات، مثل جميع المؤسسات اليوم، في ظل الظروف المادية الناجمة عن الرأسمالية والسياسات النيوليبرالية، لذلك فهي، مثلها مثل أي مؤسسات أخرى، تواجه معضلات تحسين "السلع"، وغياب تمويل الدولة والاعتماد على الرعاية الخاصة، فضلاً عن مسائل الرقابة، وخطاب حقوق الإنسان... إلخ.

حول هذه المؤسسات وعملها وعلاقتها بالفن المعاصر، يقيم "مركز بيروت للفن"، ندوة بعنوان "قلب الصيغة: مستقبل المؤسسات الثقافية في لبنان"، عند الثامنة من مساء غدٍ الأربعاء، على أن تكون الندوة منطلقاً لسلسلة من النقاشات التي يطرحها المركز حول المسألة نفسها العام المقبل.

ستبدأ سلسلة حلقات النقاش هذه بالتداول حول كيفية تحسين شكل المؤسسات، أي برامجها المتزايدة والعمليات البيروقراطية وطريقة عملها. كما يطرح المشاركون رؤيتهم حول سؤال: كيف يمكننا إعادة النظر في هذه المؤسّسات؟

كما يتناول النقاش محاور حول نوع التنسيق المطلوب بين المؤسسات المختلفة، وبين المؤسسات والفنان، وبين المؤسسات والمجتمع، والذي يمكن أن يصل إلى مهمة الاستجابة للاحتياجات التي يسعى المشاركون إلى تحديدها.

كما تلتفت الندوة إلى سؤال الممارسات الأخلاقية للمؤسسات، وما الذي يتعيّن القيام به في هذا المجال لوضع الضوابط.

يشارك في الندوة الناقد الفني الإيطالي جيوفاني كارمين، الذي درس تاريخ الفن والأدب الإيطالي وتاريخ السينما بين جامعتي لوزان وزيوريخ (1995 - 2004). وهو قيّم نظّم أكثر من خمسين معرضاً، كما حصل على جائزة الفن السويسري للتميز الفني.

وأيضاً الناقدة الفرنسية والكاتبة ماري موراكيولي، التي تقيم بين بيروت وباريس، وصدرت لها عدّة كتب حول الفن والتصوير الفوتوغرافي.

كما تشارك الفنانة المصرية رنا النمر، التي ترتكز في أعمالها على التشكيك في معنى العيش وتجربة المدينة، عبر تسجيل هذه التجربة ووصفها والتأمل فيها، من خلال التصوير الفوتوغرافي والأفلام والنصوص والمحادثات.

المساهمون