أسماك قاتلة في الإسكندرية

أسماك قاتلة في الإسكندرية

15 مايو 2015
تتسرب كميات من تلك الأسماك إلى أسواق المدينة(العربي الجديد)
+ الخط -
تنامت ظاهرة بيع سمك الأرنب أو القراض وتداوله، لتتحوّل هاجساً يقضّ مضاجع المواطنين في محافظة الإسكندرية (شمال مصر). وقد تحولت مشكلة يعصى على المسؤولين التصدي لها، نتيجة جهل طبيعته ومخاطره التي قد تؤدي إلى وفاة سريعة في حال استهلاكه أو حتى لمسه.

على الرغم من تحذير المتخصصين من تناول هذا السمك المميت، فإنه يباع بشكل علني في الأسواق المنتشرة في أحياء المدينة. ويقبل عليه الفقراء من المواطنين في كثير من العشوائيات والمناطق الشعبية، نظراً لرخص ثمنه مقارنة بباقي الأسماك، بالإضافة إلى صعوبة التعرف عليه. وهو ما يجعل السلطات عرضة لاتهامات بالتقصير في تصديها لهذه الظاهرة.

وقد أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتحذير من انتشار سمك الأرنب في المناطق الساحلية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، ولمطالبة السلطات بتشديد الرقابة والتفتيش نظراً لتسرب كميات من تلك الأسماك إلى أسواق المدينة، وكذلك لمواجهة تداعياتها الكارثية بعدما تسببت في تسمم أسرة بكاملها.

يتحدّث بشير عادل سعد (موظف) عن حالة من القلق بين المواطنين بعد الأنباء المتداولة عن خطورة تناول هذا السمك المسموم والذي قد يؤدي إلى التسمم أو الوفاة في بعض الأحيان. وذلك خصوصاً بعدما عمد بعض التجار إلى التحايل على المستهلكين وبيعه على شكل شرائح "فيليه"، وهو ما يصعّب على المواطنين التعرف إليه.

يوافقه الحاج ماهر زعتر (بائع سمك في غرب المدينة) الرأي، مؤكداً أن تصاعد الأزمة من وقت إلى آخر يعود إلى جشع التجار وسوء الأحوال الاقتصادية الذي يضطر المستهلك إلى شراء أي شيء حتى ولو كان غير آمن، فقط لسد جوعه.

ويوضح زعتر أن انتشار سمك الأرنب تحوّل مصدر إزعاج لكل العاملين في المهنة، وقد ألحق الضرر بعدد كبير من الصيادين. تلك السمكة تحاربهم في أرزاقهم من خلال العبث بشباكهم وتسميم كميات كبيرة من صيدهم، وهو ما يزيد معاناتهم.

أما أشرف زريق، وهو شيخ الصيادين في الإسكندرية، فيوضح أن "هذا النوع من الأسماك الذي يطلق عليه اسم الأرنب للشبه الكبير بين فمه وفم الأرنب، ممنوع اصطياده نظراً لخطورته الغذائية. والأكثرية العظمى من التجار لا يتعاملون بهذا النوع من الأسماك. وفي حال اكتشاف أي من تلك الأسماك، يصار إلى التخلص منها فوراً حرصاً على صحة المستهلكين".

يضيف زريق: "لدينا جمعيات ونقابة للصيادين، نحاول من خلالها التوعية من خطر هذا السمك باعتباره خطراً مميتاً. لكن بعض الصيادين لا يلتزمون بالتخلص منه، بحجة أنه ليس ساماً كله، ويقولون إنه يكفي انتزاع جزء معيّن منه بحرفية لإزالة خطر التسمم أو الوفاة. وهؤلاء لا تجدي معهم أي توعية أو توسلات، لذا لا بدّ من مواجهتهم بشدة وحزم عبر تطبيق القانون". وينتقد موقف السلطات بعدم التدخل وإيجاد حلول لمواجهة هذه المشكلة التي تتنامى بشكل مستمر أو حتى مجرد الاستماع إلى مقترحاتهم.

من جهته، يوضح وكيل الخدمات البيطرية في هيئة الثروة السمكية في الإسكندرية الدكتور محمد عزت أن "فترات انتشار هذه الأسماك في موسم تكاثرها، تكون هي الأخطر. هي تصل إلى السواحل المصرية عبر البحر الأحمر ثم تلج البحر الأبيض المتوسط وتغزو شواطئ الإسكندرية والإسماعيلية والسويس". ويشير إلى أن استمرار اكتشاف أسماك الأرنب المسمومة أو التي أصبحت تعرف باسم سمك القارض القاتل، في الأسواق، دفع بالعديد من المواطنين إلى مقاطعة تناول الأسماك بمجملها تجنباً لمخاطرها.

ويشرح عزت أن "تناول هذا النوع يتسبب في خلال وقت قصير بالقيء والإسهال وبسخونة شديدة، الأمر الذي يستلزم التوجه إلى أقرب مركز سموم والحصول على العلاج اللازم تجنباً للوفاة، خصوصاً أن حدّة الإصابة تختلف من شخص إلى آخر بحسب الكمية المستهلكة وعمر المستهلك وحالته الصحية".

مصادرة 850 كيلوغراماً
يشدّد وكيل وزارة الصحة الدكتور مجدي حجازي على ضرورة تجنب مخاطر التسمم الغذائي بالأسماك عبر شرائها من مصادر معروفة، إلى جانب استمرار الحملات في الأسواق لمصادرة سمك الأرنب. يضيف أن أكثر من 850 كيلوغراماً من هذه الأسماك المميتة المحظر صيدها وتداولها لاحتوائها على سموم ضارة بالصحة العامة، صودرت الأسبوع الماضي. وقد حررت مخالفات بحق من عرضوها وباعوها، وأحيلوا إلى النيابة للتحقيق.

إقرأ أيضاً: "حلقة سمك" الإسكندرية.. منارة آيلة للسقوط

دلالات