29 ألف توقيع لعريضة منع إخلاء منزل عائلة مقدسية

29 ألف توقيع لعريضة منع إخلاء منزل عائلة مقدسية

04 ديسمبر 2015
متضامنون مع عائلة صب لبن (العربي الجديد)
+ الخط -
تحاول السيدة نورة صب لبن، من سكان منطقة عقبة الخالدية في البلدة القديمة من القدس المحتلة، جاهدة أن تمنع قرار محاكم الاحتلال الإسرائيلي بإخلائها وعائلتها من منزلها، والسيطرة عليه من قبل جمعية استيطانية، في حين تستخدم ما بحوزتها من وسائل قانونية وإعلامية للوصول إلى المؤسسات الدولية، علهم يضغطون على الاحتلال بوقف قرار الإخلاء.

وسلمت العائلة برفقة عشرات النشطاء أمس الخميس، عريضة وقع عليها نحو 29 ألف متضامن من دول عدة، إلى مكتب الأمم المتحدة في رام الله، ومكتبي الاتحاد الأوروبي والقنصلية الأميركية في القدس، للحيلولة دون تنفيذ إسرائيل قراراتها بإخلاء العائلة، في حين أمهل المتضامنون المؤسسات الدولية أسبوعا للضغط على إسرائيل، لأنه ربما قد يحدث الإخلاء خلال الأسبوعين القادمين.

ورغم عدم الاستقرار والقلق والخشية من استيلاء المستوطنين على منزل عائلة صب لبن، إلا أنها ما زالت صامدة في منزلها، وتزداد معاناتها بعدما رفعت جمعية استيطانية قضية على العائلة تطالبها بإخلاء المنزل، حيث استولت الجمعية على المنزل قبل نحو 5 سنوات، بحجة عدم تواجد عائلة صب لبن في المنزل، ويفرض قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي على كل من يسكن في منزل سيطرت عليه الدولة ألا يخرج منه، وإلا فإن وجوده في المنزل يعتبر لاغيًا.

وتقول نورة صب لبن لـ"العربي الجديد"، على هامش تسليم العريضة لممثل الأمم المتحدة في رام الله، "نتواجد دائمًا في منزلنا، الذي استأجرته عائلتي من الحكومة الأردنية في خمسينيات القرن الماضي، لكن المستوطنين يريدون تهويد كامل البنايات في القدس القديمة، وبقي منزلنا شوكة في حلوقهم، نحن العائلة الفلسطينية الموجودة هناك من بين عدة منازل".

واستنفدت عائلة صب لبن كافة الطرق القانونية في المحاكم الإسرائيلية، طيلة 38 عامًا مضت، والتي تنحاز فيها إسرائيل لصالح المستوطنين، بينما أمهلت تلك المحاكم المستوطنين حتى أمس الخميس، للاعتراض على قرار صادر عنها العام الماضي، يقضي بـ"تجميد إخلاء منزل عائلة صب لبن".


وتنتظر العائلة المقدسية ما قد تصدره محكمة العدل العليا الإسرائيلية حول إلغاء قرار الإخلاء بشكل نهائي، لكنها تخشى أن يتم إخلاؤها خلال الأسبوعين القادمين، بعد خسرانها الشهر الماضي، لقرار استئناف بإلغاء الإخلاء.

وخلال تسليم العريضة للأمم المتحدة في رام الله، قال باسم الخالدي من مكتب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط للعائلة إن "الهدم والإخلاء تتخذ الأمم المتحدة موقفًا واضحًا منه لأنه مخالف للقانون الدولي"، فيما وعد الخالدي عائلة صب لبن بأن يتم تسليم العريضة لمكتب الأمين العام، وطرح قضيتها على الإسرائيليين.

ونشرت السيدة صب لبن في مؤسسة "آفاز" للحملات، عريضة يتم التوقيع عليها إلكترونيًا في عديد من دول العالم، وطالبت العريضة بـ"اتخاذ خطوات جدية للضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف وإلغاء جميع أوامر الإخلاء والهدم بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، واستخدام كافة الوسائل اللازمة وعلى رأسها فرض عقوبات على سلطات الاحتلال لوقف عمليات التهجير القسري ضد الفلسطينيين، ووضع خطة للاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسريًا على يد سلطات الاحتلال".

وقع هنا

وقال مدير حملة "آفاز" في فلسطين، فادي قرعان، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإمكانهم أن يوقفوا القرار بالضغط على إسرائيل، وكذلك بإمكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إسرائيل لأجل ذلك".
ويرى قرعان في الحراك الدولي والقانوني عنصرًا مهمًا، لكنه يشدد على ضرورة تفعيل الحراك الشعبي ومساندة عائلة صب لبن في مواجهة الاستيلاء على منزلها، خصوصاً أن إسرائيل تحاول خلال الهبة الشعبية الحالية زيادة صعوبة حياة عائلة صب لبن من خلال ممارسات المستوطنين في بلدة القدس القديمة.

وليست عائلة صب لبن العائلة الفلسطينية الوحيدة في القدس المحتلة التي تواجه خطر التهجير القسري، بل توجد 15 عائلة فلسطينية تواجه أوامر إخلاء أصدرتها محاكم الاحتلال بحقها.

وحسب إحصاءات مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، فإنه يوجد أكثر من 1700 أمر هدم ضد منازل ومنشآت فلسطينية في القدس وحدها، ونحو 11 ألف أمر هدم في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.


اقرأ أيضا:الاحتلال يُدمّر منزل الشهيد إبراهيم العكاري شمالي القدس المحتلة