الحمد الله يدعو المعلمين الفلسطينيين لوقف حراكهم

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
01 مارس 2016
+ الخط -


دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله المعلمين العودة عن إضرابهم والالتزام بدوامهم بدءاً من صباح غدٍ الأربعاء، في الوقت الذي يواصل فيه المعلمون تحركهم بزخم كبير، مصرين على تحقيق مطالبهم.

وطلب الحمد الله من وزير التربية والتعليم العالي إعداد رؤية لتمديد العام الدراسي الحالي في المدارس الحكومية، وإبقاء امتحان الثانوية العامة في موعده، داعياً كافة المعلمين إلى الالتزام التام بالدوام غداً الأربعاء، مع اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية بحق من يستمر في الإضراب.

وقال في تصريح أعقب اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام الله، اليوم الثلاثاء: "مسؤولية الحكومة دفعتها للمبادرة، واتخاذ قرار بدفع علاوة طبيعة العمل بنسبة 2.5 في المائة للمعلمين عن الشهرين الماضيين (يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ضمن راتب شباط)، وصرف ربع مستحقات علاوة طبيعة العمل حال انتظام الدوام مباشرةً، ودفع باقي المتأخرات على دفعات متتالية حتى نهاية العام الجاري".

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن الحكومة لم تتنكر يوماً لما تم الاتفاق عليه تجاه كافة النقابات والقطاع الخاص وباقي مكونات المجتمع، بناءً على إمكانياتها المالية المتاحة، لافتًا إلى أن الحكومة لم تكن طرفاً في الإضراب والاعتصامات التي بدأها المعلمون، حرصاً منها على العمل النقابي الفلسطيني وعلى تماسك الاتحاد العام للمعلمين.

في حين، رحبت الحكومة الفلسطينية بأي مبادرة تساهم في إنقاذ المسيرة التعليمية، واستعدادها للحوار الذي تنادي به دائماً مع الجهات الممثلة للنقابات والاتحادات.

اقرأ أيضاً: "ديوان المظالم" الفلسطينية تطالب بالإفراج عن معلمين معتقلين

وواصل المعلمون الفلسطينيون، للأسبوع الثالث على التوالي، حراكهم الاحتجاجي للمطالبة بحقوقهم، إذ نفذوا اليوم الثلاثاء، اعتصامات عدة في مراكز مدن الضفة الغربية.

وأوضح محمد حمايل، الناطق باسم حراك المعلمين الموحد في كافة مديريات التربية والتعليم الحكومية وعددها 17، لـ"العربي الجديد"، أنه "رغم إعلان محافظي جنين وطولكرم عن ضرورة التنسيق المسبق بخصوص التجمعات، إلا أننا تواصلنا مع الأمن الفلسطيني وسمح لنا بتنفيذ اعتصاماتنا اليوم، بعد إعلامهم بأن المعلمين لا يريدون الاحتكاك مع أحد".


واعتصم آلاف المعلمين والمعلمات، ظهر اليوم، أمام مديريات التربية والتعليم في المدن الفلسطينية وفي مراكز المدن، كل محافظة على حدة، بعكس ما كانت عليه الاعتصامات السابقة المركزية، والتي تجمع فيها المعلمون أمام مجلس الوزراء الفلسطيني بالتزامن مع عقد الحكومة لاجتماعها الأسبوعي كل يوم ثلاثاء.

وفي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، خرج أكثر من ألفي معلم ومعلمة من مديريتي التربية والتعليم في محافظة رام الله وتربية ضواحي القدس، للاعتصام أمام مجلس الوزراء الفلسطيني، لكن الأمن الفلسطيني منعهم فاعتصموا على بعد مئات الأمتار من مقر المجلس، وهتفوا لتلبية حقوقهم وإحقاق الكرامة للمعلم، ورفعوا لافتات تطالب بكرامتهم وحقوقهم.

وقال المعلم مهنا طه، من بلدة قطنة شمال غربي القدس، وهو نائب منسق الحراك في مديرية ضواحي القدس، لـ"العربي الجديد"، على هامش الاعتصام برام الله: "المعلمون ليسوا دعاة فتنة، نريد أن تسمع الحكومة صوتنا، رغم قولها بأنه لا يوجد من يمثلنا".

اقرأ أيضاً: استقالة اتحاد المعلمين الفلسطينيين..والإضراب مستمر

ولفت طه إلى أن الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين (مؤسسة نقابية تتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية)، بشخوصه وأعضائه ورئيسه الحاليين لا يمثلون المعلمين و"لا نثق بهم للدفاع عن حقوقنا، نريد انتخابات نزيهة للاتحاد".

الاحتجاجات متواصلة (العربي الجديد) 



وفي السياق ذاته، قال حمايل إن "حراك المعلمين أفرز ممثلين من كافة المحافظات، اكتسبوا شرعيتهم من حجم الحراك خلال الأسابيع الماضية، لكن الحكومة لا تريد أن تعترف بهم وتقول بأننا لسنا شرعيين، رغم أن الحراك يمثل كافة المعلمين". ولفت إلى أن "حراك المعلمين ليس بديلاً عن الاتحاد العام للمعلمين، وعندما تنتهي الأزمة الراهنة، ينتهي دورنا، ويبقى تمثيل المعلمين عبر الانتخابات القادمة في الاتحاد".

وكانت الحكومة الفلسطينية قد صرحت، على لسان الناطق باسمها يوسف المحمود، في تصريح له مساء أمس، أن "استمرار تعطيل العملية التعليمية وعدم الاستجابة لكافة المبادرات والحلول التي طرحتها الحكومة والفصائل وممثلو المجتمع المدني، والتزمت خلالها الحكومة بجميع ما تم الاتفاق عليه، يعود إلى الأزمة في تمثيل المعلمين".

وأوضح المحمود أن أزمة التمثيل نشأت بعد وضع استقالة الأمانة العامة للاتحاد لدى مفوضية المنظمات الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يمكن للحكومة أن تتعامل مع جمهور المعلمين الكبير والذي يبلغ نحو34 ألف معلم في 2200 مدرسة دون ممثلين شرعيين، مؤكداً أن ما يحدث هو أزمة عميقة تهدد مستقبل 700 ألف طالب وطالبة.

وفي ما يتعلق باستجابة حراك المعلمين للمبادرات، أوضح حمايل أن "ممثلي الحراك سيدرسون كل المبادرات بدون استثناء بما فيها مبادرة المجتمع المدني ومبادرة الأسرى، وسيخرجون بملاحظاتهم وتوصياتهم عليها خلال الفترة القادمة".

ولفت إلى أن المعلمين لم يتلقوا أية مبادرة رسمية للآن، وإنما اطلعوا عليها من خلال الإعلام.


اقرأ أيضاً: إجراءات استباقية لعرقلة تحرك المعلمين الفلسطينيين

المساهمون