ظروف مزرية للمهاجرين على الحدود الصربية المجرية

10 يوليو 2016
عوائق تحول دون انتقالهم إلى المجر (دافيد راموس/ Getty)
+ الخط -
ارتفع عدد اللاجئين في مخيم هورغوس في صربيا بالمئات خلال أشهر، وهم يعانون من ظروف مزرية وعوائق تحول دون انتقالهم إلى المجر.

فعلى بعد أمتار من أسوار مرتفعة تعلوها أسلاك شائكة، وبعد عبور طريق وعرة، تظهر عشرات الملاجئ الموقتة، هي عبارة عن خيم أو مجموعة من أغصان الأشجار المغطاة ببطانيات، والتي توفر المأوى لأولئك المسافرين الذين تقطعت بهم السبل في ظل حرارة مرتفعة.

وكانت وكالات الأمم المتحدة في صربيا قالت في بيان الجمعة إنه "نتيجة للتشريع الجديد في المجر الذي دخل حيز التنفيذ في 5 يوليو/ تموز، تضاعف عدد اللاجئين والمهاجرين على الجانب الصربي من الحدود في الأيام الأخيرة إلى أكثر من 1300، معظمهم نساء وأطفال" منتشرون في مخيمات عدة.

وبات بإمكان الشرطة المجرية إعادة المهاجرين الذين تعتقلهم ضمن شعاع 8 كلم داخل الأراضي المجرية وصولا إلى الحدود مع صربيا. وتم تعزيز الضوابط المجرية، فيما بات نادرا منح تصاريح دخول لمن يأتون من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا هربا من الحرب أو الفقر.

يعيش 600 مهاجر داخل المخيم بالقرب من معبر هورغوس روزسكي الحدودي. وأشارت الأمم المتحدة إلى مخيم مماثل في كيليبيجا على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب. وبين المخيمين، يعيش 300 مهاجر في مركز رسمي تديره السلطات الرسمية في سوبوتيتسا.

ولا يمكن مقارنة هذا العدد من المهاجرين، بالأعداد القياسية المسجلة في عام 2015 وبداية عام 2016، عندما كان ما بين 4 و5 آلاف شخص يدخلون يوميا إلى صربيا، قبل أن يتم إغلاق طريق البلقان في مارس/ آذار.



وتقول المنظمات الإنسانية المسؤولة عن المخيمات إن الوضع يبقى تحت السيطرة. لكن السلطات الصربية أعربت عن قلقها هذا الأسبوع من "الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين" على أراضيها، وقالت إنها سجلت مائة وألفي مهاجر في عام 2016، أي أكثر من 500 في اليوم.

وقال وزير العمل الصربي ألكسندر فولين "هذا يعني أن طريق البلقان لا يزال موجودا"، مؤكدا عزمه على ضمان ألا تصبح صربيا "مكانا يتكدس فيه اللاجئون".

من جهتها، أكدت وكالات الأمم المتحدة في صربيا أنّ التشدد المجري المتزايد "سيؤدي إلى تفاقم الوضع".

وأوضحت أنه "سمح لثلاثين فقط من طالبي اللجوء بالدخول يوميا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، في حين يضطر مئات إلى الانتظار لأسابيع، في العراء، وغالبا في ظروف صعبة وغير إنسانية".

وقد حالف الحظ ستة عشر أفغانيا في هورغوس الجمعة، وقال شرطي صربي "إنه كل شيء لهذا اليوم".

أما البقية فيواصلون استخدام مراحيض في الهواء الطلق تفوح منها روائح كريهة. ولا توجد إمدادات صحية أخرى، ويضطر المهاجرون إلى الاحتشاد حول حنفية وحيدة في المخيم من أجل الاغتسال أو غسل الملابس. وهم يتلقون ثلاث وجبات يوميا، يوفر إحداها الجانب المجري.

وتشكل الطريق غير الشرعية الخيار الوحيد في أحيان كثيرة من أجل الهروب.

وروى أفغاني عمره 23 عاما رفض كشف اسمه: "حاولت دخول المجر بشكل غير قانوني مع مجموعة من خمسة عشر شخصا. أحدهم قطع الحاجز الحديدي. ومشينا حوالي نصف ساعة قبل أن تقبض علينا الشرطة وتعيدنا إلى صربيا".

من جهتها، غادرت صونيا يوسوفي (25 عاما) أفغانستان مع زوجها وابنها البالغ 4 سنوات. وبعد أن وصلت من طريق مقدونيا في أوائل يوليو/ تموز، أعربت عن رغبتها في دخول ألمانيا بشكل شرعي. وأوضحت المرأة الشابة "لكن إذا لم يكن ذلك ممكنا، قد ندفع المزيد لشخص ما لمواصلة طريقنا في أوروبا"، مؤكدة أنها دفعت 2200 يورو منذ وصولها إلى اليونان.

وأشار الفرع المجري لـ"لجنة هلسنكي" وهي منظمة دولية لحقوق الإنسان، إلى أن الشرطة المجرية اعتقلت 3768 مهاجرا في يونيو/ حزيران، وأكثر من 17 ألفا عام 2016.

 

دلالات
المساهمون