النظام السوري يشدد الخناق على آلاف الفلسطينيين جنوب دمشق

14 يناير 2019
يعيش اللاجئون الفلسطينيون ظروفاً صعبة (Getty)
+ الخط -
يعيش آلاف المدنيين من اللاجئين الفلسطينيين في ظروف حصار قاسية تفرضها قوات النظام السوري عليهم في بلدات جنوب دمشق.

وذكرت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" المعنية بتوثيق أوضاع فسطينيي سورية، أنّ النظام يمنع المدنيين الفلسطينيين من الخروج من بلدات "ببيلا، يلدا، بيت سحم وسيدي مقداد" في جنوب العاصمة دمشق.

وبحسب المجموعة، فإن هؤلاء المدنيين ممنوعون من الخروج إلّا بموجب شروط، منها موافقة أمنية بعد تقديم أوراق وشهادة حسن سلوك من قبل موالين للنظام في المنطقة، بمن فيهم طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الموجودة في العاصمة دمشق.

ونقلت المجموعة عن أحد اللاجئين الفلسطينيين قوله إن "سنوات طويلة من حصار مخيم اليرموك والنزوح منه إلى بلدة يلدا، مرّت دون أن ألتقي بعائلتي التي تقطن في ضاحية قدسيا، وذلك بسبب سياسة الحصار والتضييق المتواصلة على حركة اللاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق".

ووفقاً لناشطين جنوب دمشق، فإن الموافقة الأمنية تأتي بعد الانتهاء من عملية تسوية الوضع، حيث يجب على الشخص تقديم سند إقامة جنوب دمشق، وعقد منزل مع أسماء أفراد العائلة، إضافة إلى طلب خطي للموافقة، وتقوم "لجان المصالحة" برفع الطلب.

وبعد رفع الطلب للأمن السوري يقوم الأمن بمسح أمني على كامل أفراد العائلة، وفي حال تمت الموافقة يتم تقديم موافقة خطية من رئيس فرع "فلسطين" لإبرازها على الحواجز العسكرية، ليتمكن اللاجئ الفلسطيني من دخول العاصمة من معبر ببيلا.

ويكابد الفلسطينيون جنوب دمشق أوضاعاً صعبة في ظل ارتفاع إيجار المنازل وضعف الموارد المالية، إضافة إلى حملات اعتقال وتضييق أمني على المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإجبارية في جيش التحرير الفلسطيني.

وكانت بلدات جنوب العاصمة دمشق، قد تعرّضت لموجة حصار قاسية من قبل قوات النظام السوري خلال وجود المعارضة فيها، غير أن هذا الحصار استمرَّ حتى بعد خروج المعارضة وتوقيع البلدة اتفاق مصالحة.

 

و"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" انطلقت سنة 2012 بمبادرة جماعية من شخصيات فلسطينية وعربية لمتابعة الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو سورية وتوثيقها في ظل غياب أي مؤسسات رسمية وغير رسمية للنهوض بهذا العبء.

وتعمل المجموعة على صعد مختلفة فيما يتعلق بفلسطينيي سورية من ناحية توثيق ورصد الأحداث الميدانية اليومية لأوضاعهم، وتوجيه النداءات الإنسانية من أجلهم، كما تسعى من أجل الضغط على مراكز التأثير السياسي والإعلامي وتسليط الضوء على واقع المخيمات الفلسطينية في سورية بعد وصول عدد الضحايا الفلسطينيين إلى الآلاف بفعل أعمال القصف والقنص المستمرة في أماكن سكنهم وجوارها.