"ذاكرة 2".. عدسة طفل سوري في لبنان

"ذاكرة 2".. عدسة طفل سوري في لبنان

26 مارس 2015
وزعت كاميرات على الأطفال (دار المصور)
+ الخط -

تقيم جمعية "مهرجان الصورة ــ ذاكرة" معرضاً للصور في ختام مشروعها "ذاكرة2"، الذي استهدف 500 طفل سوري في المخيمات في لبنان. تعلم الأطفال مبادئ التصوير ووثقوا على مدى عام ونصف حياة اللجوء بعدساتهم الخاصة، بعد توزيع كاميرات عليهم بالتعاون مع منظمة "اليونيسيف".

فقد مرت أربعة أعوام على تاريخ وصول أولى العائلات السورية التي هربت بأطفالها من القمع والمعارك بحثاً عن ملجأ آمن في لبنان. عايش الأطفال السوريين مع عائلاتهم وقائع اللجوء تحت القصف وفقدان أفراد العائلة، كما عايشوا المأساة الإنسانية القائمة في مخيمات اللجوء المنتشرة في مختلف الأراضي اللبنانية. وقد ترك الواقع الصحي والإجتماعي الصعب الذي يعانيه هؤلاء، إضافة إلى إنقطاعهم عن التعليم بعد اللجوء آثار سلبية عديدة عليهم. فلجأ بعضهم إلى العنف أو الإنزواء كردة فعل على الأهوال التي يعيشونها بشكل يومي.

واليوم إستعاد نحو 500 طفل من 60 تجمعا ومخيما للاجئين بعضاً مما فقدوه من خلال مشروع "ذاكرة2" الذي علمهم على مدى سنة ونصف أساسيات التصوير الفوتوغرافي، تمهيداً لعرض صورهم في مسرح المدينة في العاصمة اللبنانية بيروت.

يشير مؤسس جمعية "مهرجان الصورة ــ ذاكرة"، المصور رمزي حيدر، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى "إستثنائية التجربة التي خاضها فريق العمل إنطلاقاً من واقع اللجوء الصعب، وصولاً إلى أماكن إقامة الأطفال اللاجئين التي تفتفر إلى حقوق الإنسان واللاجئ".

في ظل هذه الظروف، عمل فريق الجمعية بالتعاون من منظمة "اليونيسف" على تدريب الأطفال السوريين على التصوير الفوتوغرافي، "ليس لتخريج مصورين محترفين، ولكن لمنح الأطفال اللاجئين لحظة تواصل مع العالم الخارجي من خلال عدسة الكاميرا". سمحت الكاميرا للأطفال بتصوير حياة اللجوء كما يرونها هم "لا كما تنقلها كاميرات المصورين الصحافيين"، بحسب حيدر. وذلك بعد مراحل نظرية وعملية رسم خلالها الأطفال منازلهم التي هربوا منها قبل أن يصوروا أماكن إقامتهم الحالية. وقد واجه فريق العمل صعوبات عدة في التعامل مع الأطفال وفي الوصول إلى بعض المخيمات. يقول حيدر إن "الخوف من الفريق ومن الكاميرا سيطر على الأطفال في البداية، وبعد الزيارات المتكررة لهم ألفوا الكاميرا وألفونا". لكن الأوضاع الأمنية منعت الفريق من العمل في بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية، وهي البلدة التي تضم حوالي 120 ألف لاجئ سوري من أصل أكثر من مليون ونصف مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.

معرض وكتاب ووثائقي
عرضت الصور إلى جانب فيلم وثائقي تناول تجرية عدد من الأطفال في معرض أقامته الجمعية في مسرح المدينة في بيروت، كما تخلل المعرض توزيع كتاب يضم صورة منتقاة صورها الأطفال السوريين في المخيمات.  ويشير حيدر إلى "تقديم نسخ عن الصور للأطفال للإحتفاظ بها حتى تبقى دليلاً حياً على إمكانية تفاعل الأطفال بطريقة إيجابية مع محيطهم رغم الأوضاع السيئة التي يعيشون فيها". وتعمل الجمعية على إقامة المعرض الحالي في العاصمة الأميركية واشنطن، وفي باريس، وإيطاليا، وأثينا.

يذكر أنّ الجمعية كانت قد أطلقت مشروع "ذاكرة 1" عام 2007 الذي استهدف الأطفال الفلسطييين اللاجئين في لبنان.