محكمة إسرائيلية توصي بتسليم جثامين شهداء القدس قبل رمضان

محكمة إسرائيلية توصي بتسليم جثامين شهداء القدس قبل رمضان

05 مايو 2016
عائلات احتجت لمطالبتها بتسليم جثامين أبنائها (العربي الجديد)
+ الخط -

أوصت محكمة الاحتلال الإسرائيلية العليا (أعلى هيئة قضائية إسرائيلية)، صباح اليوم الخميس، الشرطة الإسرائيلية بضرورة تسليم جثامين 12 شهيداً مقدسياً محتجزين في ثلاجات الاحتلال، منذ مطلع الهبّة الشعبية الحالية، وذلك قبل بدء شهر رمضان المبارك.

وتشير توصية محكمة الاحتلال العليا إلى أن يتم تسليم جثامين الشهداء المقدسيين بالتدريج وضمن الأقدمية، وكذلك من وقع اتفاقاً سابقاً من أهالي الشهداء بشأن تسليم جثمان ابنه، على أن تتم عملية التسليم، منذ الأسبوع المقبل، وتنتهي قبل شهر رمضان، وأن يتم إخراج أي جثمان من الثلاجات قبل 48 ساعة من تسليمه، فيما احتفظت التوصية بشروط الاحتلال السابقة للتسليم بأن يتم التسليم ضمن الحفاظ على الوضع الأمني العام، وبمشاركة من أقارب كل شهيد بالدرجة الأولى في التشييع بعدد ما بين (20 إلى 30 شخصاً).

ووصف المحامي محمد محمود، وهو من ترافع عن أهالي الشهداء في المحكمة، التوصية أمام الصحافيين، في وقفة تضامنية أمام المحكمة شارك فيها أهالي الشهداء وعدد من الشخصيات، بأنها "مهمة خاصة مع تراجع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، عن قراره باحتجاز الجثامين وترك الأمر لوزيري الجيش والأمن الداخلي".

في المقابل، رحب أهالي الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم بالتوصية، مع تحفظهم عليها في ذات الوقت، خاصة أن الحديث يدور عن توصية وليس قراراً، وعبّر والد الشهيد محمد خلف عن ارتياحه لـ"العربي الجديد"، لكنه أبدى تخوفه من أن تتذرع الشرطة الإسرائيلية بأن الوضع الأمني غير مناسب، إضافة للخشية من أسلوب المماطلة الذي تمارسه الشرطة بشأن تسليم الجثامين.


وبالتزامن مع جلسة انعقاد المحكمة، شارك العشرات من الفلسطينيين، بينهم أهالي شهداء محتجزة جثامينهم، صباح اليوم، بوقفة في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، لعدم التمكن من المشاركة في الوقفة الأخرى أمام المحكمة في القدس، إذ رفع المشاركون صور الشهداء المحتجزة جثامينهم، ولافتات تطالب بالإفراج عنهم، وعلقت لافتة بيضاء تشير إلى الكفن كتب عليها المشاركون والمارة رسائل تعبر عما بداخلهم تجاه الشهداء المحتجزة جثامينهم.

وقالت نانسي صادق، من الحملة الشعبية لاستعادة جثامين الشهداء، لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة عملت على شقين، قانوني وشعبي، إلى أن وصلت الأمور للمحكمة العليا الإسرائيلية، إضافة للعمل من خلال المسؤولين الفلسطينيين، من أجل إيصال رسائل دولية للضغط على إسرائيل، لكن المسألة هي سياسية، والاحتلال الإسرائيلي أبدى تعنتاً حول قضية تسليم جثامين الشهداء، لكننا نأمل أن تسير الأمور باتجاه صحيح وتنتهي معاناة أهالي الشهداء، لأن أي تسويف في عملية الإفراج عن الجثامين مضر للأهالي".

بدوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة التضامنية في رام الله، إن "تراجع نتنياهو عن قراره بشأن جثامين الشهداء جاء نتيجة الضغوط الدولية الممارسة على إسرائيل، لأن ما تفعله إسرائيل من اعتقال لجثامين الشهداء لم يصل إلى هذا المستوى من الإجرام إلا في دولة الاحتلال العنصرية". وأشار إلى أنه في حال تنكر الاحتلال للتسليم فإن الفعاليات والحراك سيستمر إلى أن تستجيب إسرائيل لمطالب أهالي الشهداء بتسليم جثامين أبنائهم.

وقال أحمد مناصرة، عم الشهيد حسن مناصرة، لـ"العربي الجديد"، إننا "رفضنا تسلم جثمان حسن قبل شهرين، لأنه في وضع متجمد لا نستطيع التعامل مع الجثمان نتيجة لذلك، وفي حال عودة الاحتلال لتسليمه بهذا الشرط فإننا سنرفض بكل تأكيد، لأن الاحتلال على ما يبدو يحاول إخفاء جريمته بقتل أبنائنا".

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين 18 شهيداً فلسطينياً من الضفة الغربية والقدس، قتلتهم قوات الاحتلال خلال الهبة الشعبية الحالية التي اندلعت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، أقدمهم الشهيد المقدسي، ثائر أبو غزالة، ومن بين الشهداء 12 شهيداً من مدينة القدس، و2 من ضواحي القدس، و4 شهداء من الضفة الغربية.

حائط توقيعات في الوقفة (العربي الجديد)