رحلة الخبز والموت في حي الوعر المحاصر بحمص

رحلة الخبز والموت في حي الوعر المحاصر بحمص

22 مايو 2016
قوات الأسد تحاصر الوعر للشهر الثالث على التوالي(فرانس برس/Getty)
+ الخط -

بضعة أمتار هي المسافة بين الجوع والموت، تفصل أهالي حي الوعر المحاصر للشهر الثالث على التوالي عن الفرن الآلي الخاضع لسيطرة النظام، والذي يشكل في ظل الحصار مصدر الغذاء الوحيد، رغم القنص الذي يتعرض له المدنيون خلال رحلتهم ذهابا وإيابا.

وقال المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" محمد السباعي، لـ "العربي الجديد": "دخل حصار حي الوعر شهره الثالث على التوالي، ولا تزال القوات النظامية تمنع إدخال الخبز والمواد الغذائية إلى داخل الحي، الذي يعيش فيه 100 ألف مدني".

وبيّن السباعي أن "المواد الإغاثية نفدت من المحلات التجارية والمستودعات ومن المنازل منذ الشهر الأول للحصار، خاصة الطحين، ما دفع الأهالي للجوء إلى طحن الأرز والذرة البيضاء للحصول على رغيف الخبز، كما تسبب الحصار بنقص حاد بمواد غذائية مثل البرغل والفاصولياء والذرة البيضاء"، مضيفا أن "الأمور تتجه نحو الأسوأ مع اقتراب شهر رمضان، في حين لا يتوفر للأهالي ما يدفع عنهم مضاعفات الجوع ويحميهم من الموت".

ولفت إلى أن "الجوع أجبر المدنيين في الحي للذهاب إلى الفرن الآلي الذي يقع تحت سيطرة النظام والذي لا يبعد عن الحي أكثر من 20 متراً، معرضين أنفسهم للخطر من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة، ولرصاص قناصة المقاتلين في صفوف القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، والمتمركزة في مشفى حمص الكبير المسيطر على الطريق، وفي الكلية الحربية المطلة على الفرن، كما يسجل يومياً حالات إغماء عديدة من جراء الازدحام الشديد والإعياء لدى الأهالي".


وأوضح أن "معظم من يذهب إلى الفرن هم من النساء والأطفال، خوفاً من اعتقال الشباب ورغم ذلك اعتقل عدد من الأطفال"، متابعا "المشهد المريع هو عندما تجد الأطفال والنساء يقطعون الطريق إلى الفرن دون أن يعيروا قناصي النظام ورصاصهم أي اعتبار، وكأنهم استسلموا لقدرهم، في حين قتلت امرأة أمس وجرح عدد آخر خلال الأيام الماضية".

وقال السباعي: "عائلات الوعر في حمص، التي يبلغ تعداد أفرادها أكثر من 100 ألف شخص، يعيشون على وجبة واحدة في اليوم مكونة من البرغل أو العدس، في وقت بدأت عائلات كثيرة تفقد حتى هذه الوجبة، ولا تتوفر في الأسواق أي شيء تشتريه، في حين يعاني الأهالي من الفقر المدقع وغالبيتهم الساحقة لا تملك القدرة على شراء المواد الغذائية وإن توفرت".

يشار إلى أن القوات النظامية تحاصر حي الوعر، جراء رفض قوى وفصائل المعارضة التغاضي عن إطلاق سراح أكثر من 7 آلاف معتقل، في المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة بينهم وبين النظام برعاية دولية، وانتقال قوات النظام إلى القصر العدلي ووضع مخفر فيه، في محاولة إرضاخهم لإرادته.