المهجّرون من دوما: رحلة البحث عن مسكن وعمل

ريان محمد

avata
ريان محمد
06 ابريل 2018
AC3DE639-10E5-4BC4-805A-992305A875CE
+ الخط -


بعد رحلة دامت نحو يوم ونصف، وصلت الأربعينية أمُّ ماهر إلى مركز إيواء مؤقت بالقرب من مدينة الباب في ريف حلب، قد خُصِّص لاستقبال المهجّرين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهي تصطحب معها زوجها المصاب وأطفالها الثلاثة.

وقالت لـ "العربي الجديد" "خرجنا من دوما بما علينا من ملابس فقط، ومبلغ مالي يكاد لا يذكر. أصيب زوجي جراء القصف قبل نحو 3 أشهر، وهو بحاجة إلى عدة عمليات جراحية حتى يتمكن من السير من جديد، وعلاجه لم يكن متوفرا في دوما، لذلك أتينا إلى ريف حلب علّه يجد العلاج المطلوب، وقد وعدونا في المستوصف الطبي أن يتم تحويله إلى المستشفى لإجراء العملية قريبا".

وأشارت إلى أن "الوضع في المركز أفضل مما كان عليه حالهم في دوما، فقد أمضت حوالي شهر تحت الأرض جراء القصف"، موضحة أن "الطعام متوفر في المركز، والإقامة جيدة نوعا ما. تم وضعنا في خيمة كبيرة مخصصة للنساء والأطفال، وهناك خيام للرجال، لكن الأعداد الكبيرة في الخيمة تجعل الضجيج مرتفعا جداً، ولا توجد أي خصوصية، إن الأمر ليس مريحا إذا كانت الإقامة لمدة طويلة".

وبينت رغبتها بالعيش مع عائلتها في منزل واحد، إلا أنهم لا يمتلكون القدرة على دفع إيجار، ولا وجود لمنظمات تساعد بهذا الشأن، هناك من يعطينا خيمة لنعيش بها في العراء. إن الأمر صعب جداً.

بدوره، قال أبو زهير، المهجر من دوما مع عائلته، والمرافق لابنه المصاب، لـ "العربي الجديد"، "لا تمكن مقارنة حالنا هنا بما كنا عليه في دوما، من حياة في الأقبية والقصف الذي لا يتوقف ليلا أو نهارا. الرعاية الصحية والطعام متوفران هنا، لكن المركز غير مهيأ للإقامة الدائمة، فلا يمكن أن أتابع حياتي في خيمة وزوجتي وباقي عائلتي في خيمة أخرى".

ولفت إلى أنه "يحاول التواصل مع أحد أقاربه في ريف حلب، عله يساعده في تأمين منزل وعمل يعيش هو وعائلته من مردوده"، موضحاً أن "أحد المصاعب التي تواجه المهجرين هي التأقلم مع البيئة، فالمركز موجود في منطقة ريفية، في وقت كنا نعيش في مدينة مكتظة بالناس". 

 

من جهته، قال منسق عمليات "منظومة وطن" جمعة القاسم، لـ "العربي الجديد"، إن "مركز الاستقبال المؤقت الذي يستقبل المهجرين من دوما، يتكون من 18 خيمة كبيرة، كل خيمة تتسع لـ400 فرد، مجهزة بالفرش، كما يوجد مركز طبي".

وأضاف "المهجّرون بحاجة إلى ملابس، كما أن لديهم تحدّيا كبيرا هو إيجاد مسكن لهم خاصة أن المنظمات الإنسانية لا تدعم استئجار المنازل، وهناك من يبحث عن أقارب أو معارف للحصول على المساعدة، إذ يتراوح إيجار المنزل في المنطقة بين 100 و200 دولار والناس لا تملك المال".

وأوضح أن "حركة مغادرة المركز قليلة مقارنة بأعداد المهجرين المتواصلة خلال الفترة المقبلة، في وقت تعيش العائلات وضعا ماديا سيئا للغاية، وحتى فرص العمل ليست متوفرة، فالبطالة منتشرة في المنطقة".

وتحدث عن وجود "حالات مأساوية بين المهجرين، ذاكرا حالة أحد الشباب المصاب بكسور في رجله دون وجود مرافق، وهو غير قادر على مساعدة نفسه، كما لا توجد منظمات تقدم له ولأمثاله المساعدات اليومية التي يحتاجونها".   

 

 

ذات صلة

الصورة
كثيراً ما يحصل تدافع خلال تعبئة المياه في دير البلح (مجدي فتحي/ Getty)

مجتمع

لطالما اشتهرت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالهدوء، وهو ما لا ينطبق عليها اليوم في ظل التهجير الذي شهدته بعدما ضاقت الأمكنة بالغزيين، فباتت الأكثر اكتظاظاً.
الصورة
حسن قصيني

سياسة

بلدة طيرة حيفا واحدة من القرى الفلسطينية التي هُجر أهلها في النكبة عام 1948. حسن قصيني أحد أبناء البلدة يروي لـ"العربي الجديد" أحداث التهجير.
الصورة
لا عيد وسط التهجير (داود أبو الكاس/ الأناضول)

مجتمع

يُحرم أهالي قطاع غزة من عيش أجواء العيد والفرحة ولمّة العائلة والملابس الجديدة وضحكات الأطفال، ويعيشون وجع الموت والدمار وخسارة الأحباء والتهجير والتشرد
الصورة
مخيمات النزوح في سورية (عامر السيد علي/العربي الجديد)

مجتمع

يعيش مئات آلاف النازحين في سورية ظروفاً إنسانية قاسية للغاية مادياً ومعنوياً، في مخيمات تفتقر لأدنى مستويات الحياة، وما يزيد معاناتهم هو اليأس من تغير حالهم.