أكاديمية "نوبل" تجتهد لاستعادة الثقة بجائزتها للأدب

أكاديمية "نوبل" تجتهد لاستعادة الثقة بجائزتها للأدب

08 أكتوبر 2019
يترقّب العالم أسماء الفائزين بـ"نوبل" للأدب الخميس (جوناثان ناكستراند/Getty)
+ الخط -
تجتهد الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز "نوبل"، لأن تستعيد الثقة في الأوساط الأدبية العالمية، التي زعزعتها، العام الماضي، فضيحة الاعتداء الجنسي وسوء الإدارة المالية، وتسببت في حجب جائزة "نوبل" للأدب، ومنح جائزتين هذا العام للتعويض.

ويترقّب العالم قرار الأكاديمية، بعد غدٍ الخميس، لمعرفة أسماء الفائزين بـ"نوبل" للأدب لعام 2019، وسط أجواء أجبرت الأكاديمية السويدية على تأجيل جائزة 2018، بعد أن شوهت صورتها اتهامات بالاغتصاب ضد زوج إحدى عضوات الأكاديمية.

قامت الأكاديمية التي يبلغ عمرها 233 عاماً، منذ ذلك الحين، بتغييرات وصفتها بأنّها "تحسن شفافيتها وتمهد الطريق لجوائز مزدوجة"، يوم الخميس.


وتأجلت جائزة "نوبل" في الأدب، العام الماضي، بعد فضيحة الاعتداء الجنسي وانتهاك السرية، التي أدين بها زوج الشخصية المرموقة في المشهد الثقافي السويدي كاتارينا فروستنسون المدعو جان كلود أرنو، ما أدى إلى سلسلة من الاستقالات في الأكاديمية السويدية التي تدير الجائزة، ومن بينها فروسنستون. ويشار إلى أنّ أرنو، أُدين بتهمة الاغتصاب، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وحكم بالسجن لمدة عامين.

وجاءت إدانة أرنو، العام الماضي، لاتهامه بارتكاب جريمتي اغتصاب في عام 2011، والتي فضح أمرهما في سياق موجة Me too التي أسقطت كثيرين من السياسيين والمشاهير وفضحتهم وشهرت بهم حول العالم. ومن ترددات تلك الفضائح، أنها لم توقع مرتكبي الاعتداءات وحدهم، بل أثرت على المحيطين بهم، إن على المستوى الشخصي أو المؤسساتي. وهذا كان حال أكاديمية "نوبل"، إذ شملت الاستقالات أعضاء كثر منهم السكرتيرة الدائمة آنذاك سارة دانيوس.

أما القرار الذي هزّ موقع الجائزة، جراء الفضيحة التي فتحت الأعين وسلطت الضوء على سوء الإدارة المالية وسوء الائتمان وكشف أسرار الترشيحات وعمل اللجنة وتقييمها، فكان حجب الجائزة بقرار هو الأول من نوعه في تاريخ "نوبل" للأدب منذ عام 1943، في عزّ الحرب العالمية الثانية.

وأعرب المدير التنفيذي لمؤسسة "نوبل" لارس هايكنشتن، في تصريح لوكالة "رويترز"، عن اعتقاده "بأنهم (القيمون على الجائزة) يستطيعون أن يتصرفوا بشكل أكثر انفتاحاً مما فعلوه في الماضي، وهذا ما بدأوا به فعلاً، وأعتقد أنّ هذا سيكون شيئاً جيداً". وأضاف "اتفقنا أيضاً مع الأكاديمية على أنّه يتعين عليهم مراجعة العضوية مدى الحياة، واختبار الأفكار المتعلقة بفترة ولاية محدودة".

أجبر هايكنشتن الأكاديمية على تأجيل جائزة "نوبل" للأدب 2018، وجلب خبراء من خارج هيئة الأعضاء. وفي شهر مايو/ أيار الماضي، أعطى الأكاديمية الضوء الأخضر لمنح الجائزة للفائز لعام 2019.


وأكد، الأحد، أنّ "سمعتنا هي كل شيء، ومن الواضح أنّه من المهم تجنّب هذا النوع من الحالات التي مررنا بها، وبالطبع لا يمكن تكرارها".

إصلاحات

بموجب إصلاحات اتبعتها أكاديمية كارولينسا السويدية، يمكن للأعضاء الآن الاستقالة طواعية، وقام العديد منهم بذلك، بمن فيهم كاترينا فروستينسون، بينما يقضي زوجها عقوبة السجن لمدة سنتين بتهمة الاغتصاب، وتسريب أسماء العديد من الفائزين بالجوائز.

وجاءت الإصلاحات بعد توقف بعض الأعضاء الذين سئموا من واجباتهم عن القدوم إلى الاجتماعات، ولم يكن بالإمكان استبدالهم حتى وفاتهم. كان بعض أعضاء الأكاديمية غير نشطين لسنوات عديدة، بحسب تقرير نشرته وكالة "رويترز"، أمس الاثنين.

ونقلت عن أستاذ الأدب بجامعة غوتنبرغ إنغريد إيلام، قولها: "هناك حاجة إلى مزيد من التغيير. أود أن أرى إصلاحاً أكثر شمولاً للأكاديمية"، مضيفة أنّ "تحديد السن الأقصى لعضوية الأكاديمية سيكون ضرورياً لسمعة الجائزة". ورأت أنّه يجب أن يكون سن 80 عاماً هو الحد الأقصى لعمر الأعضاء، وأن تكون عضوية الأعضاء الذين يعملون في أكثر من لجنة محدودة المدة".

ولفتت إلى مسألة أخرى، وهي "ميل الناس إلى منح الجوائز لما يعرفونه بالفعل، والتفكير في أنّ (الأعمال الأخرى) هي مجموعات فنية أو ليست جيدة بدرجة كافية".