مصر: إدانة حقوقية للتمييز الأمني ضد المعتقلين السياسيين

مصر: إدانة حقوقية للتمييز الأمني ضد المعتقلين السياسيين

19 مارس 2016
تعذيب ممنهج للمعتقلين السياسيين (تويتر)
+ الخط -


أدانت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" المعاملة القاسية التي تمارسها السلطات الأمنية المصرية ضد السجناء، خاصة السياسيين، وطالبتها بالالتزام بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الذي تنص مادته الثانية على "ضمان جعل ممارسة الحقوق المنصوص عليها في هذا العهد بريئة من أي تمييز بسبب العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسياً أو غير سياسي..".

وذكرت أن هناك تمييزاً أمنياً ضد سجناء ومعتقلي جماعة الإخوان المسلمين، بصورة تهدد حياتهم داخل مقار احتجازهم، إذ اشتكى المرشد العام الأكبر للجماعة المعارضة للسلطات الحاكمة في مصر، خلال جلسة نظر المحكمة للقضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث العدوة" بمحافظة المنيا، يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار الجاري، من عزله عن باقي المتهمين داخل قفص زجاجي، مشيراً إلى واقعة سبّه وسبّ أمه من قبل أحد الضباط أثناء ترحيله بعد انتهاء جلسة محاكمته في قضية أخرى.

كما نقلت شكاوى عدد من أسر معتقلي سجن "العقرب" جنوب القاهرة بشأن تعرض ذويهم لمعاملة قمعية من إدارة السجن، التي تتعمد التشديد القمعي في معاملتهم، ومنهم ثروت شحاته، والسيد عطا، وعمرو جميل، ومحمد توفيق، وأسامة جبريل، وياسر الخضير، وياسين عبد المنجي، ومنصور عبد الفتاح، ومحمد منصور، إذ نقلتهم سلطات السجن إلى زنازين مطلية باللون الأسود، وقطعت عنهم التيار الكهربائي والمياه لتكديرهم بشكل جماعي.

اقرأ أيضاً: مصر: "الإيدز" و"فيروس سي" يهددان حياة السجناء

كما اعتدى رئيس مباحث مصلحة السجون "محمد خليصي" أخيراً بالضرب على الدكتور صلاح سلطان، ما تسبب بكسر أسنانه بعد مشادة بينهما، وتقدم المعتقل تعسفياً بشكوى لمصلحة السجون، فهدده "خليصي" أكثر من مرة بالقتل داخل سجن العقرب.

ووثقت "مونيتور" في وقت سابق شكاوى من أهالي المحبوسين من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، عن سوء الأحوال التي يعيشها ذووهم داخل السجون.

وروت سارة، نجلة نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر، ما سمعته عن أخيها سعد داخل سجن طرة (جنوب القاهرة)، وقالت: "تخيل أن تكون جالساً في زنزانة انفرادية تفترش الملاءة وتنام على الأرض في هذا الجو البارد، فتمطر السماء فتجد المطر رغم السجن والزنزانة يغرق المكان".

كما قالت جويرية، ابنة صفوت حجازي، إن والدها أخبرها أن سقف الزنزانة يرشح ماءً كلما تساقط المطر.

أما سمية، ابنة عبد الرحمن الشواف، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، الذي أطلق سراحه منذ فترة، فقد ذكرت أن أباها كان يشتكي من قسوة البرد في سجن وادي النطرون.

وكشفت أن المعتقلين كانوا قد طلبوا من إدارة السجن حلاً لهذه الأزمة ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أن والدها كان يهدد برفض استلام طعام السجن والدخول في إضراب بسبب سوء المعاملة. ونقلت عن والدها أن "ثلاثة من المساجين جرى تعذيبهم بوضعهم في حبس انفرادي بالملابس الداخلية بعد أن جردوهم من ملابسهم الشتوية، ولم يرحموهم من هذا البرد القارس".

وقالت شيماء عبد الله زوجة محمد صابر، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي ألقي القبض عليه في فض اعتصام النهضة والمحبوس بسجن وادي النطرون، إن "زوجها محبوس في عنبر فيه 40 شخصاً من مؤيدي الرئيس المعزول، وللعنبر 9 نوافذ علوية مفتوحة دون زجاج أو خشب، فيعاني المحبوسون من قسوة البرد، ومن هطول الأمطار عليهم".

اقرأ أيضاً: الحبس عامين لـ47 طفلا مصريا لمعارضتهم الانقلاب العسكري