أبرز تعهدات واشنطن وبكين في اتفاق المرحلة الأولى التجاري

أبرز تعهدات واشنطن وبكين في اتفاق المرحلة الأولى التجاري

واشنطن

العربي الجديد

العربي الجديد
14 ديسمبر 2019
+ الخط -
توصّلت الولايات المتحدة والصين الجمعة، إلى اتفاق تجاري مرحلي يتضمن إلغاء رسوم جمركية أميركية عقابية، في هدنة بين أكبر اقتصادين في العالم خاضا حرباً تجارية استمرت نحو عامين، وأوهنت الاقتصاد العالمي.

ويرى الخبيران الاقتصاديان في "أوكسفورد إيكونوميكس" غريغوري داكو وليديا بوسور، أنه "بمعزل عن افتقار الاتفاق إلى الجوهر، وعدم نصه إلا على تخفيض طفيف للرسوم الجمركية، إذ تبقى الرسوم مفروضة على ثلثي الواردات القادمة من الصين، فإن وطأة الاتفاق على الاقتصاد الكلي طفيفة".

وما يزيد من ضحالة الاتفاق بنظر خبير السياسة التجارية في مجلس العلاقات الخارجية إدوارد ألدن، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، أنه يأتي "بعد أضرار اقتصادية كبرى".

وأوضح ألدن أن الاتفاق "لا يحلّ فعلياً المشكلات البنيوية العميقة جداً التي يعاني منها الاقتصاد الصيني"، مشيراً إلى أن تسوية أشد النقاط الخلافية على غرار الدعم الصيني لبعض القطاعات، أرجئت إلى وقت لاحق.

ووفقاً لتصريحات المسؤولين من الجانبين، فإن كلاً منهما قدم تنازلات وتعهدات لإبرام المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري المنتظر، وهي كما يأتي:

تنازلات صغيرة

تريد الولايات المتحدة أن تفتح الصين اقتصادها الكبير أمام مزيد من السلع، وإجراء إصلاحات واسعة لما دأبت واشنطن على اعتباره تجاوزات ممنهجة بحق المستثمرين الأجانب.

ويشمل ذلك النقل القسري للتكنولوجيا والسرقة الهائلة للملكية الفكرية، غير أن البيت الأبيض غيّر موقفه تدريجاً، ليوضح أن اتفاق "المرحلة الأولى"، هو كل ما يستطيع التوصل إليه في الوقت الحاضر.

ومن أبرز ما قدمته الإدارة الأميركية من تنازلات:

* قال مسؤولون صينيون إن واشنطن وافقت على إلغاء الرسوم على السلع الصينية "على مراحل"، بدلاً من الاستمرار في رفعها.

* قال مكتب الممثل التجاري الأميركي، في بيان أمس الجمعة، إنه، بموجب الاتفاق، ستُبقي واشنطن على رسوم جمركية قدرها 25 في المئة على واردات من الصين بنحو 250 مليار دولار، لكن في المقابل ستخفض الرسوم على منتجات صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار إلى نحو 7.5 في المئة.


تعهدات متواضعة

من جهتها، كانت الصين تريد إلغاءً كاملاً للرسوم الجمركية الأميركية على البضائع الصينية، لكنها أيضاً قبلت، في الاتفاق المرحلي، بوقف الرسوم المقررة غداً الأحد، وتخفيض الرسوم التي فرضت في سبتمبر الماضي مقابل عدد من التعهدات، من جانبها منها: 

* إلغاء الرسوم على سلع أميركية كان من المقرر سريانها بداية من غد الأحد على بضائع صينية تبلغ قيمتها 160 مليار دولار.

* وصول مشتريات الصين من المنتجات الزراعية الأميركية إلى 50 مليار دولار، وفقاً لتصريحات ترامب، لكن المسؤولين الصينيين لم يكشفوا أي أرقام.

* بينما قال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر إنّ الصين وافقت على شراء منتجات زراعية أميركية إضافية بقيمة 32 مليار دولار، على مدار عامين، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين البلدين، مشيراً إلى أن الصين وافقت على بذل أفضل الجهود لزيادة مشترياتها من هذه المنتجات، لتصل إلى 50 مليار دولار.

* كذلك فإن الاتفاق، وفقاً للممثل التجاري الأميركي، سيرفع الصادرات الأميركية إلى الصين بمقدار 200 مليار دولار على مدار عامين.

* وافقت الصين أيضاً، وفقاً لـ"لايتهايزر"، على تغييرات ملزمة على بعض الممارسات، بما في ذلك إنهاء الضغوط على الشركات الأميركية لنقل التكنولوجيا.

المزارع الأميركي الرابح الأكبر

وسارع المزارعون الأميركيون، الذين عانوا من الإجراءات الانتقامية الصينية، إلى الترحيب بالاتفاق، ولا سيّما أنّهم من أبرز المتضرّرين من الحرب التجارية، إذ إنّه منذ اندلعت هذه الحرب، تراجعت الصين من المركز الثاني إلى المركز الخامس في قائمة مستوردي المنتجات الأميركية.

وقال زيبي دوفال، رئيس "مكتب اتحاد المزارع الأميركي"، الاتحاد الرئيسي للمزارعين في الولايات المتحدة، إنّ "إعادة فتح باب التجارة مع الصين ودول أخرى أمر ضروري، لمساعدة المزارعين ومربي الماشية في الوقوف على أقدامهم مجدّداً".

وأضاف أنّ المزارعين "يفضّلون، بفارق شاسع، الزراعة للسوق، على الاعتماد على المساعدات الحكومية".


بينما يرى ألدن أن المستفيد الأكبر من الاتفاق قد يكون في نهاية المطاف الرئيس الأميركي في وسط حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية. وقال: "هذا جيد لترامب، لأنه سيبعث هدوءاً في الأسواق حتى عام 2020". ومع آلية الإقالة التي باشرها مجلس النواب الأميركي بحق ترامب، يبقى الاقتصاد الورقة الرئيسية بيده.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

واجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية ضغوطا جديدة أمس الجمعة إذ وجهت لجنة الإشراف بالجامعة انتقادات حادة لإدارتها بسبب قمع احتجاجات داعمة للفلسطينيين في الجامعة.
الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.

المساهمون