لعنة الذهب تصيب كوت ديفوار

لعنة الذهب تصيب كوت ديفوار

13 نوفمبر 2014
استخراج الذهب بطرق بسيطة في مناجم ساحل العاج (Getty)
+ الخط -
كانت "غروغي" إلى وقت قريب، بلدة هادئة في كوت ديفوار، تمضي أيام سكانها على وقع رتيب، ولا تشوب العلاقات بينهم ضغينة أو حقد. لكن، ومنذ وصول الشركات الأجنبية الباحثة عن الذهب، تجرّدت الحياة عن مقوّماتها البسيطة، لتستحدث مقاربة جديدة مبنية على حسابات الربح والخسارة. وتحول الذهب إلى لعنة يبحث سكانها سبل الخلاص منها، وفقاً لعدد من المسؤولين والسكان. 
رئيس فئة الشباب في بلدية "دجيكانو" التابعة لغروغي، برينس إدوارد كوتونو، أكد أنه منذ قدوم الباحثين عن الذهب، تضاعفت الاعتداءات والسرقات واستشرت الجريمة في البلدة. وبلغت الفظاعة مداها حينما تعرضت المدعية العامة للاغتصاب في بيتها.
الحكاية انطلقت منذ بضعة أشهر، حين قدم إلى البلدة الواقعة شمالي البلاد نحو خمسة آلاف من الباحثين عن الذهب بمعداتهم ومعاولهم، أغلبهم من البوركينابيين والماليين، استغلوا سذاجة الأهالي لاستخراج المعدن النفيس بأبخس الأثمان، على حد قول "برينس".
وتجري عملية استغلال الذهب بطريقة غير مشروعة في عدة بلدات في كوت ديفوار على غرار "بوافلي" و"ديفو" و"دجيكانو".
وتتسبب معاول الحفارين في إتلاف زراعات القهوة والكاكاو التي لم تعد تصلح للزراعة بمناطق الحفر، حسب السكان.
إيتيان بوغري، خبير بيئي ومستشار في البنك الدولي، يوضح الآثار التي تسببها هذه الحفريات قائلاً: "استعمال الزئبق في استخراج الذهب يؤدي إلى تدمير مائدة المياه الجوفية، كما أن النظام البيئي برمته سيتعرض إلى أضرار وسيستمر التلوث على مدى 20 أو 30 عاماً بعد وقف عملية التنقيب، فيما تظل الأضرار في الأرض، بشكل دائم لتصير غير صالحة للزراعة.
وكشف بريس ديلانيو، رئيس منظمة "أميستاد" في كوت ديفوار، عن الأضرار المدمرة ومنها تسرب الزئبق إلى الأرض وانتقاله إلى الخضروات والغلال والأسماك، ويتسبب استهلاكها في أمراض متعددة.
الحكومة الإيفوارية من ناحيتها تبدو كمن أفلت الأمر من زمامها في هذه المنطقة من البلاد، بعدما كانت أعلنت في بداية سبتمبر/أيلول الماضي إغلاق نحو 150 منجماً ذهبياً غير قانوني شمالي ووسط البلاد.
ولا يشكل النشاط المنجمي أكثر من 5% من الناتج القومي لدولة كوت ديفوار.

المساهمون