حركة خجولة في أسواق غزة مع قرب "الأضحى"

حركة خجولة في أسواق غزة مع قرب "الأضحى"

29 سبتمبر 2014
تجهزت أسواق غزة لاستقبال العيد (عبدالحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
يرتب التاجر الشاب، محمد عواد، بضاعته التي يعرضها داخل محله في شارع عمر المختار الشهير في غزة، تحضيراً لموسم عيد الأضحى، والذي بدأ متأخراً هذا العام، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في أعقاب العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ويقول عواد إن أياماً قليلة بقيت على حلول عيد الأضحى، ومع ذلك تشهد أسواق القطاع حركة خجولة، مقارنة بالسنوات السابقة والتي كان الموسم يبدأ فيها قبل أسبوعين، وكانت الحركة الشرائية كبيرة، وتختلف إلى حد كبير عن الأيام العادية.
ويأمل عواد، وقد اكتظ محله بأنواع الملبوسات الجاهزة كافة، أن تنشط حركة الأسواق في الأيام المقبلة، موضحاً أن الخسارة التي لحقت بهم كانت كبيرة في العيد الماضي (الفطر) بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي حرم القطاع من العيد.
أسواق قطاع غزة ومحالها التجارية بدت ممتلئة بالبضائع الخاصة بالعيد، كالملابس وأحبال الزينة والحلويات والمكسرات والعصائر، إضافة إلى الأدوات الخاصة بصنع الكعك والمعمول، علاوة على سمك "الفسيخ"، والذي يزداد الإقبال عليه في الأعياد، لكن الإقبال ضعيف حالياً. أما البائع أبو سمير أبو العوف، فلم يحضر بضائع لهذا العيد، وأرجع السبب إلى وجود كميات كبيرة من الأحذية الحديثة التي أحضرها لعيد الفطر، ولم يتمكن من بيعها بسبب خراب الموسم الماضي، بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويضيف أبو سمير: "منذ فترة طويلة ونحن نأمل خيراً في كل موسم من المواسم، لكن دون جدوى، فكل موسم يأتي أسوأ من سابقه، ومع ذلك نتمنى أن تحمل الأيام المقبلة الخير، وخصوصاً أن أهالي غزة متعطشون للفرح بعد 51 يوماً من الحرب الإسرائيلية".
ويقف المسن أبو أيوب الدريملي في مدخل سوق فراس الشعبي وسط مدينة غزة، يصفف علب حلويات العيد الملونة، والتي اعتاد بيعها في الأعياد منذ فترة طويلة، ويقول إن أجواء العيد في غزة لم تعد كالسابق، فقد كانت نكهة العيد تظهر قبل أيام طويلة من حلوله.
ويوضح أنه جازف وأحضر كميات كبيرة من الحلويات والشوكولاتة والحلقوم المشكل والمحشو بالمكسرات، على أمل أن تتحسن الحركة الشرائية، وقال: "شعبنا الفلسطيني يعيش على الأمل، وهذا ما يميزه عن باقي الشعوب، ونأمل أن تتحسن أوضاعه".
ويضيف: "يؤثر عدم تلقي ما يزيد عن 45 ألفاً من موظفي قطاع غزة لرواتبهم منذ ما يزيد عن خمسة شهور، على حركة الأسواق"، مبيناً أن الأسواق كانت تنتعش عندما يتقاضى الموظفون رواتبهم، وتأمل أن تنتهي أزمتهم، كي تدور العجلة الاقتصادية بشكل طبيعي. ويتجه مواطنو غزة إلى شراء المستلزمات الأساسية دون المستلزمات الثانوية، بفعل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، وتفشي الفقر والبطالة التي وصلت إلى أعلى مستوياتها، في ظل آمال بتحسن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، عقب ما بدا أنه اتفاق بين حركتي "حماس" و"فتح" سيسهل عمل حكومة الوفاق الوطني، ويرفع الحصار عن غزة، ويبدأ عملية إعمار ما دمرته إسرائيل في القطاع.
وشن الاحتلال في 7 يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة، استمرت 51 يوماً، وتسببت في استشهاد 2157 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، حسب مصادر طبية فلسطينية، فضلاً عن تدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/آب الماضي، إلى هدنة، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى، وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة.

المساهمون