الدوري الأوروبي مختلف..ثلاث ملاحظات تكتيكية بعد أسبوع طاحن كرويا

الدوري الأوروبي مختلف..ثلاث ملاحظات تكتيكية بعد أسبوع طاحن كرويا

19 فبراير 2016
الدوري الأوروبي ومواجهات كروية رائعة (getty)
+ الخط -

تتجه كافة الأنظار إلى دوري أبطال أوروبا باعتبارها البطولة الأهم في مختلف المسابقات، لكن الدوري الأوروبي هذا الموسم مختلف على كل المستويات، في ظل وجود فرق عملاقة بمستوى مانشستر يونايتد وليفربول، بالإضافة إلى مجموهة من أهم الأندية على الصعيدين التكتيكي والجماهيري، كدورتموند، إشبيلية، نابولي، توتنهام، فيورنتينا وسواها.

لذلك يضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تركيزا مضاعفا على النسخة الحالية من البطولة الثانية من حيث الأهمية، لأن فوز أي فريق كبير بها يعني مباراة سوبر نارية مع بطل الشامبيونز، في خطوة قوية نحو تسويق أكبر وانتشار مضاعف.

المتخصص
"نحن لا نملك أموالا طائلة مثل الإنجليز، ونتعايش مع المنافسة بميزانية محدودة للغاية، لكننا نعرف أولوياتنا الكروية، ونتعاقد دائما مع اللاعب المفيد داخل الملعب وخارجه"، يتحدث أوناي إيمري عن خلطته السحرية مع إشبيلية، والتي ضمنت للفريق الأندلسي آخر بطولتين في الدوري الأوروبي، بالتعاون مع عبقري الصفقات، مونشي، الرجل الذي يخطف الجواهر من أقصى ملاعب القارة، ويضعها أمام إيمري، لكي يضع خططه وتشكيلاته المتنوعة.

يمتاز إشبيلية بقوة الدكة، كونوبليانكا، جاميرو، إيبورا، ورييس، أسماء قوية جدا خارج الخط، وهذا ما يجعل أبطال الأندلس في القمة خلال هذه البطولة، لأن إيمري يطبق مبدأ المداورة بذكاء، ويصل إلى أدوار الحسم بأكبر قدر من اللاعبين الجاهزين، مع الحفاظ على ثنائية المحور في الارتكاز، نزونزي بجوار كريستوفورو، من أجل توفير الحماية الكاملة لصانع اللعب إيفر بانيجا، في المركز 10 بين الجناحين، وخلف يورينتي المهاجم الصريح.

قوة إشبيلية أسفل الأطراف، من خلال أجنحة سريعة خاطفة تجيد صناعة اللعب من الطرف، خصوصا على اليمين، جبهة فيتولو وكوكي، الثنائي الذي صنع هدفي يورينتي. ويميل الفريق إلى التوازن على اليسار، خصوصا مع بقاء كونوبليانكا على الدكة، والاعتماد على كرون ديلهي، لاعب الوسط الصريح الذي يميل باستمرار إلى الطرف، لصناعة التفوق العددي أثناء المرتدات، فيما يعرف تكتيكيا بالجناح المركزي، على خطا دي ماريا مع ريال أنشيلوتي.

قوة إشبيلية تكمن في أوراقه الرابحة، لذلك نجح البديل جاميرو في إضافة هدف ثالث، ليؤكد حامل اللقب أنه لن يتنازل عن المنافسة حتى النهاية، في محاولة جدية لإعجاز كروي جديد بتحقيق البطولة لمدة ثلاث مرات متتالية.

قمة التكتيك
حفلت مباراة فيورنتينا وتوتنهام بكم هائل من العمل التكتيكي المميز، بين ثنائي تدريبي محترم فنيا، باولو سوزا أمام ماوريسيو بوكيتينو. وبدأ الثنائي الذكي المباراة بدون مهاجم صريح، الفيولا بطريقة أقرب إلى 4-4-1-1 بتواجد الثنائي ليليتش وزاراتي في الهجوم، بينما اختار بوكيتينو تواجد سون والشادلي وديلي آلي بالقرب من منطقة جزاء أصحاب الأرض.

رغم تقدم الفريق اللندني بهدف خاطف، حافظ سوزا على نفس أفكاره حتى إدراك هدف التعادل عن طريق برنارديسكي، لتصبح المباراة سجالا حقيقيا خارج الخطوط بين أصحاب العقول الكروية، من خلال الدفع بالمهاجمين دفعة واحدة، كالينيتش مع الفيولا، وهاري كين لقيادة السبيرز.

تحولت خطة الفيولا إلى 3-4-2-1، بتواجد زاراتي وفاليرو خلف كالينيتش، مع الدفع بميلان باديلج لغلق منطقة الارتكاز بجوار فيسينو، والاعتماد على ثنائي الأجنحة برنارديسكي وألونسو على اليمين واليسار، بينما عاد بوكيتينو إلى طريقته المفضلة، 4-2-3-1 بقيادة كين وخلفه أريكسين، شادلي، وآلي.

سارت المباراة بهذا النسق المثالي، حتى بدأ أصحاب الأرض يفكرون جيدا في الفوز، بهجوم مستمر واستحواذ أكبر، ليتفاعل ماوريسيو مع الأمر جيدا، ويُخرج الشادلي ليدخل مكانه داير، ويدافع برباعي صريح أمامه ثلاثي ارتكاز قاطع للكرات، حتى صافرة الحكم، في انتظار إياب أكثر متعة خططية.

نجم الأمسية
يستحق سانتي مينا بجدارة لقب نجم أمسية الدوري الأوروبي، لاعب فالنسيا الشاب سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف في أول 35 دقيقة من مباراة الخفافيش أمام رابيد فيينا، ليسحب البساط من تحت أقدام كل النجوم، ويعيد لمدربه غاري نيفيل جزءا من كرامته، بعد بداية كارثية مع الفريق الإسباني في مختلف مباريات الليغا وكأس الملك.

نيفيل إنجليزي كلاسيكي، لم يثبت نفسه بعد في مجال التدريب، رغم أنه محلل لا يشق له غبار على شاشات التلفزيون، لكنه في مباراة الدوري الأوروبي لعب بالتشكيلة الأنسب، خصوصا في عملية استغلال الأطراف، من خلال الظهيرين جايا وكانسيلو، خلف الثنائي الهجومي المميز بياتي وسانتي مينا.

تكمن قوة فالنسيا منذ أيام نونو في منطقة الوسط، باريخو لاعب الارتكاز المساند عبر الدائرة، رفقة أندريا جوميز لاعب الوسط الحر، خليط بين مركزي 6 و 8 في تركيبة ثلاثي الوسط، الثنائية الأفضل على الإطلاق للحصول على أكبر استحواذ في منطقة المنتصف، مما يعطي لمينا أريحية أكبر في الحصول على كرات أسهل، من خلال الهدف والأسيست.

يستحق مينا الإشادة بعد تطور مستواه مؤخرا في مختلف البطولات، وتعتبر هذه النتيجة مثالية بالنسبة لنيفيل، بعد موجة من الانتقادات المستمرة، على أمل أن تكون مباراة العودة إلى المسار الصحيح.

اقرأ أيضا:بالفيديو.."صاروخية" أدوريز تهزم مارسيليا و تزعزع ملعب "الفيلدروم"

المساهمون