لهذه الأسباب..دورتموند هو الأنجح في سوق الانتقالات حتى الآن

لهذه الأسباب..دورتموند هو الأنجح في سوق الانتقالات حتى الآن

10 يونيو 2016
صفقات مهمة لدورتموند قبل انطلاق الموسم (Getty)
+ الخط -
وسط انشغال جميع المتابعين ببطولتي اليورو وكوبا أميركا، يعمل بروسيا دورتموند في هدوء شديد، ويحسم الصفقة تلو الأخرى، وسط تكتم إعلامي من المحسوبين على النادي، ليؤكد توماس توخيل أنه لن يكون صيدا سهلا في الموسم المقبل، سواء في البوندسليغا أو دوري الأبطال، مع جيل شاب من أبرز اللاعبين في كل الخطوط، قبل موسم ناري على جميع المستويات المحلية والقارية.

التركي الصغير
تعاقد دورتموند مع عثمان ديمبلي في بداية الصيف، ثم نجح في تعويض رحيل هوميلز بخطف مارك بارترا من برشلونة، رفقة لاعب بايرن سباستيان رودي، قبل أن يصل إلى اتفاق رسمي مع الموهبة التركي إيمري مور، اللاعب الملقب بميسي الأتراك، والنجم الصغير الذي تألق في الموسم الماضي مع فريق نوردسيالاند الدنماركي، ويلتحق رسميا بتشكيلة منتخب بلاده في يورو 2016.

قبل بداية اليورو، دخل إيمري مور سجل الشهرة في البطولة، بسبب مهاراته الشديدة فيما يخص عنصر المراوغة، ليكون ضمن أبرز اللاعبين الذين يقومون بمراوغات سليمة مع أنديتهم قبل التحاقهم بمنتخبات بلادهم، لذلك رغم صغر سنه وعدم لعبه في دوري عالمي، إلا أنه نال سريعا الشهادة الدولية، بسبب عامل الموهبة التي يتمتع بها، إنها الغريزة التي تعلو التكتيك في بعض الأحيان.

وبالتالي إذا حاولنا وضع عنوان يصف صفقة بروسيا الجديدة فإنه يستحق لقب "المهاري"، لأنه يجيد بشدة هزيمة المدافعين في أدق الفراغات المتاحة، مع تفوقه في سباق السرعة بسبب لياقته القوية، لذلك يستطيع المرور بالكرة سواء من وضع الثبات أو الحركة، وهذا ما جعل توخيل يراقبه منذ فترة، ويخطفه سريعا قبل أن يصل إليه أحد كشافي الفرق الكبيرة في أوروبا.

الدفاع والوسط
يمثل رحيل هومليز نقطة ضعف محورية في طريقة لعب النادي الألماني، لأن المدافع الدولي لا يدافع فقط مثل غيره، بل يقوم ببناء اللعب ويستخدمه المدرب في كونه صانع لعب متأخر عند الحاجة، ومسألة تعويضه بلاعب يحمل نفس صفاته أمر أقرب إلى المستحيل، لأن هذه الصفات مكتسبة أكثر منها طبيعية، أي تأتي بالتدريب المستمر واتباع تعليمات المدير الفني، مع قدر من الذكاء وجانب من الموهبة بكل تأكيد.

لذلك جاء قرار التعاقد مع مارك بارترا بمثابة رد الفعل الإيجابي، لأن المدافع الشاب من مدرسة برشلونة، أكثر مدارس أوروبا اهتماما بعملية التمرير والبناء من الخلف، وبالتالي يملك اللاعب الحس الهجومي رغم أنه مدافع صريح، بالإضافة إلى سرعته التي تناسب طريقة لعب الدوري الألماني، بكل تأكيد هو أقل كثيرا من هوميلز، لكن من الممكن أن يقترب من مستواه سريعا، خصوصا مع مدرب مميز بقيمة توخيل.

كذلك رودي هو لاعب وسط من نوعية "البوكس"، الذي يلعب في الدفاع والهجوم، وينطلق كثيرا من الخلف إلى الأمام، مع مجهود بدني وفير يسانده في المباريات المعقدة، ورغم أنه أقل موهبة من معظم لاعبي دورتموند كفيجيل، شاهين، وكاغاوا، إلا أنه يتفوق علي الجميع في الناحية البدنية، لذلك أراد الطاقم التقني إضافة عنصر التنوع إلى تركيبة المنتصف، في صفقة ستُكمل النواقص داخل التشكيلة، ولا ينتظر منها أكثر من ذلك.

بدائل مهمة
توخيل مدرب رائع، أضاف الكثير لدورتموند في موسم واحد فقط، لينجح في تحويله إلى نسخة قريبة منه، رغم أنه جاء بعد رجل ناجح وصاحب كاريزما عالية كيورغن كلوب، لذلك يلعب بروسيا مؤخرا بطريقة أفضل لأنه يجمع بين المرتدات والاستحواذ، ولم يعد فقط فريقا قائما على رد الفعل كما كان بالسابق، مما ساعده على تحقيق انتصارات عديدة في الدوري أمام الفرق الدفاعية، وهو ما لم يكن متواجد في آخر فترة ليورغن بألمانيا.

تعتبر تعاقدات النادي مناسبة جدا لأفكار المدرب الشاب، فمارك بارترا مدافع يجيد النزعة الهجومية، ويستطيع شغل مركز الظهير الأيمن، كذلك يصبح قادر على التحول إلى منطقة الوسط عند الحاجة. أما رودي فهو نصف لاعب وسط ونصف ارتكاز دفاعي، بينما إيمري كان هو صانع اللعب المتحرك، الذي يتمركز على الأطراف من أجل الهروب من الرقابة، ثم يحصل على الكرة ويراوغ كل من يقابله، قبل أن يقطع في العمق للتسديد أو صناعة الأهداف إلى رفاقه.

يقوم مور بعمل 4.92 مراوغة صحيحة في المباراة الواحدة وفقا لإحصاءات "أوبتا"، ولاعب بمثل هذه الجودة يحتاج إلى تدريب من نوع خاص، لصقل موهبته الفذة وتحويلها إلى نسخة راقية داخل اللعب الجماعي، ليكون من الصعب توقع طريقة لعب الفريق الألماني بالموسم القادم، من 4-3-3 إلى 3-4-3 وأحيانا 4-2-3-1 في بعض المباريات.

يحتاج توخيل الآن إلى الحفاظ على عناصره الأساسية، بالأخص أوباميانغ وميختاريان، الثنائي الذي تطور كثيرا تحت قيادته، وأصبح العنصر الرئيسي في تسجيل الأهداف، وفي حالة تحقيق ذلك، سيكون هناك هامش للتحسن والتطور في موسم ناري مرتقب!

دلالات

المساهمون