في الحلقة الـ 18 من سلسلة "ّذاكرة مونديالية"، وتزامناً مع ذكرى انطلاق حرب تموز في 12 تموز/يوليو 2006، أي بعد ثلاثة أيام من تتويج إيطاليا بكأس العالم، يعرض العربي الجديد قصة لعنة تتويج "الآزوري" وخراب لبنان.
تحولت مقولة "تتويج إيطاليا وراء خراب لبنان" من مجرد فكرة غريبة لا يمكن تصديقها إلى حقيقة مُرة اختبرها الشعب اللبناني مرتين، وفي المناسبتين كان فوز المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم وراء اشتعال الحرب في لبنان، وانتشار الخراب والدمار.
في العام 1982 شهد لبنان اجتياحاً إسرائيلياً ضخماً، الأمر الذي أشعل الحرب التي كانت أصلاً مشتعلة بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ العام 1975، وفي 11 تموز 1982 توجت إيطاليا بلقب المونديال آنذاك، وفي نفس هذا اليوم كان الكيان الصهيوني يجتاح لبنان ويضرب العاصمة بيروت وضواحيها ويدمر البنى التحتية، وفي نفس الوقت في إسبانيا كان منتخب "الآزوري" يحتفل بلقبه الثالث في المونديال تاريخياً.
لم تكن لعنة فوز إيطاليا بالمونديال حينها شيئا يُذكر، إلى حين انطلاق مونديال ألمانيا في العام 2006، الذي شهد على تتويج إيطاليا بلقب كأس العام للمرة الرابعة تاريخياً في 8 تموز من العام 2006، وبعد ثلاثة أيام فقط اندلعت حرب في لبنان، وشن الكيان الصهيوني حرباً كبيرة على لبنان من أجل ضرب حزب الله، وكانت الجماهير اللبنانية ما زالت في أجواء المونديال عندما وقعت الحرب، إذ إن الأعلام كانت معلقة على الشرفات، وحتى عندما انتهت الحرب، ظهرت الأعلام من تحت ركام المباني المدمرة في الضاحية الجنوبية التي نالت الحصة الأكبر من العدوان.
بعد هذه الحرب أصبح الشعب اللبناني يربط فوز إيطاليا بكأس العالم بخراب لبنان مباشرةً، حيثُ تحولت اللعنة إلى حقيقة، فقد عاش الشعب اللبناني في المرتين التي توجت بهما إيطاليا باللقب المونديالي أصعب وأبشع الظروف الحياتية، وبدا الأمر واضحاً في مونديال البرازيل 2014، حيثُ تمنت جماهير كرة القدم اللبنانية عدم فوز "الآزوري" باللقب تجنباً لوقوع حرب جديدة، وعند خروج المنتخب الإيطالي من الدور الأول، ظهرت تعليقات طريفة على مواقع التوصل الاجتماعي تُهلل لهذا الخروج؛ كونه جنب لبنان حربا جديدة.