قاهر الكبار بقيادة تلميذ بينيتيز.. تكتيك الكثرة تهزم الشجاعة

قاهر الكبار بقيادة تلميذ بينيتيز.. تكتيك الكثرة تهزم الشجاعة

12 سبتمبر 2016
ألافيس بقيادة الأرجنتيني بيليغرينو (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -

فعلها ألافيس مرة أخرى، فبعد أن تعادل مع أتليتكو مدريد في الكالديرون، عاد وهزم برشلونة بالكامب نو، في أكبر مفاجآت هذا الموسم عبر كافة الدوريات الأوروبية الكبيرة، ليحقق رجال المدرب الأرجنتيني بيليغرينو إنجازا ملموسا بالليغا هذا الموسم، ويصرح الرجل دون خوف، من حقنا أن نحلم في بقية المشوار.

خلفية دفاعية
ماوريسيو بيليغرينو مدرب معروف في الأوساط الإسبانية، من خلال لعبه في برشلونة وألافيس في التسعينسات وبدايات الألفية، وتدريبه لفترة قصيرة فريق فالنسيا، وبالتالي هو شخص غير غريب أبدا عن الليغا، لذلك اختاره مدراء النادي الصغير لمحاولة فعل شيء بعد الصعود إلى دوري الكبار، والبدايات جاءت مبشرة للغاية.

تتلمذ المدرب اللاتيني على يد الأرجنتيني الخبير كارلوس بيانكي، المدرب الذي صنع تاريخا حقيقيا مع مختلف أندية اميركا الجنوبية، وتأثر ماوريسيو به كثيرا حتى قرر الدخول سريعا في عالم التدريب بعد الاعتزال. ويدين مدرب ألافيس بالكثير إلى رافا بينيتيز، المدير الفني الحالي لنيوكاسل والتكتيكي الذي علم مساعده السابق أمورا خططية لا تنسى.

عمل بيليغرينو مع رافا في ليفربول ثم إنتر ميلان، وحصل منه على الانضباط والصرامة في تضييق الفراغات، حتى أصبح قائدا يركز أكثر على خنق الخصوم ومحاولة اللعب على المرتدات. لا يتعلق الأمر بقوة أو ضعف ألافيس، لأن مدربهم سيلعب بنفس الطريقة حتى وإن امتلك ميسي أو سواريز، لأنه من رواد مدرسة رد الفعل التي لا تلجأ إلى المبادرة، بل انتظار المنافس في مناطقه، ومن ثم ضربه عندما يخطئ.

الخطة الناجحة
لعب ألافيس أمام برشلونة بخطة 5-4-1 صريحة، خماسي دفاعي أمام المرمى ثم رباعي في المنتصف خلف مهاجم واحد أسفل الدائرة، وبالتالي يركز الفريق التنافسي على إغلاق الملعب عرضيا وطوليا، مستخدما ثنائيا على كل جانب، ظهيرا ومعه لاعب وسط مائل للطرف، مع وجود مدافع إضافي في الخلف يغطي خلفهما في حالة مرور الفريق الآخر.

بينما في العمق يوجد لاعب حر أقرب إلى دور الليبرو، يستوعب مشاكل قلبي الدفاع، ويصعد قليلا إلى الأمام حتى يغلق منطقة الارتكاز رفقة الثنائي الآخر، بينما كل ما يفعله المهاجم في الحالة الدفاعية أن يضغط على مدافع الخصم عند عملية بناء الهجمة من الخلف، مما يعني وجود خطوط دفاعية مركبة من دون الكرة.

لا يهاجم ألافيس بشكل كبير، لكنه يستغل أخطاء المنافسين، ويفضل التسجيل عن طريق المرتدات أو الكرات الثابتة، لذلك في لحظة الهدف الأول ضد برشلونة، صعد الظهير فيرمينيا وتحول إلى دور الجناح، من أجل لعبة عرضية ماكرة داخل منطقة الجزاء، مع نسبة استحواذ قليلة جدا طوال المباراة.

لغة الأرقام
يعتمد ماوريسيو في مراقبته على نظام دفاع المنطقة، لا يوجد أبدا لاعب بعينه يراقب نجم بقيمة ميسي أو نيمار، لأنه يدرك جيدا أن مراوغة لاعبه تعني خلخلة واضحة في صلب الخلف، لذلك يراهن أكثر على الثنائيات حول كل لاعب خطير. كلما يستلم ميسي الكرة، يقابله اللاعب القريب منه سواء في العمق أو الطرف، مع وجود لاعب آخر قريب لمعالجة الأزمة في حالة مرور الرقم 10، وبالتالي وجد نجم برشلونة نفسه محاطا بغابة من السيقان في كل هجمة.

تقول الإحصاءات إن فريق ألافيس لا يستحوذ كثيرا، حصل فقط على الكرة أمام برشلونة بنسبة تصل إلى 25 % فقط، إنه فريق يغلق المساحات في وبين الخطوط، ويجبر منافسيه على الهروب إلى الطرف، من أجل لعب الكرات الهوائية، لذلك يستخدم مدافعوه رأسهم كثيرا، لحماية مرماهم قبل تدخل الحارس.

استمرار ألافيس في مغامرته أمر يتمناه الكثيرون، خصوصا أن الليغا في المواسم الأخيرة صار الانتصار فيها بالنسبة للبارسا والريال أمرا سهلا ويسيرا في معظم الأحيان، وبالتالي وجود فرق مثل لاس بالماس، ليغانس، ألافيس، وغيرهم يعني قوة أخرى تضاف إلى قيمة الدوري الإسباني بكل ما يملك من نجوم وأسماء رنانة، في انتظار مواصلة الحلم.

دلالات

المساهمون