دفع ضعف حضور المحتوى العربي على مواقع الإنترنت في الشرق الأوسط بالشابتين الفلسطينيتين، نهيل أبو حامدة وآلاء أبو سلطان، إلى تأسيس منصتهما الإلكترونية لتمكين صانعي المحتوى العرب من بيع محتواهم الرقمي في سوق إلكتروني متكامل.
وأطلقت الشابتان الغزيتان اسم " أكتبلك " على منصتهما الإلكترونية، التي تهدفان من خلالها إلى المساهمة في رفع نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت ومحاولة توفير محتوى حصري موافق لشروط تهيئة المواقع لمحركات البحث " seo" وخلق مصدر دخل لهما في ظل تفشي البطالة في قطاع غزة.
وتوفر المنصة العربية خدمات متنوعة تتمثل في كونها سوقاً رقمياً غير محدود الجوانب والأطراف من أجل تمكين صانعي المحتوى من تسويق وبيع منتجاتهم المتنوعة، كالمقالات والصور الحصرية وتصميمات المواقع، بالإضافة إلى اسْتِطاعة طالب المحتوى استعراض وشراء المحتوى بشكل سهل وسلس عبر المنصة.
وتقول أبو حامدة (25 عاماً) لـ "العربي الجديد" إن فكرة إطلاق منصة عربية من قطاع غزة أتت من خلال تجربتها العمل كمحرر للمحتوى مع العديد من المواقع الخليجية والعربية، منذ تخرجها من الجامعة، حيث وجدت أن الكثير من الشركات والمؤسسات العربية تبحث عن المحتوى العربي بشكل كبير.
وتشير إلى أن إجمالي ما يشكله المحتوى العربي عبر الإنترنت لا يتجاوز 3 في المائة من إجمالي المحتوى الموجود عبر الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي شكل دافعاً تجاه تأسيس منصة " أكتبلك" والرغبة في توفير سوق مفتوح أمام صانعي المحتوى العربي وأمام طالبيه، بشكل أكثر سهولة ويسراً.
وتوضح أن هناك إهمالاً عربياً واضحاً بشأن زيادة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت والعمل على تطويره، في الوقت الذي يشهد فيه المحتوى الإنكليزي حضوراً بارزاً وكبيراً مقارنة مع المحتويات الأخرى الموجودة على الشبكة العنكبوتية خلال السنوات الأخيرة.
وعملت أبو حامدة وأبو سلطان على الاهتمام بمنصتهما الإلكترونية الرقمية، وجعلها زاخرة بالمحتوى الأصلي ورفض المحتوى المنسوخ من شبكات الإنترنت، والتشديد على صانعيه بضرورة أن يكون خاصاً ليتناسب مع شروط طالب المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية.
وتبين الشابة الغزية أن المنصة الإلكترونية توفر الكثير من الخدمات أمام طالبي المحتوى العربي، كالمقالات الحصرية الخاصة في المجالات المتنوعة، وقوالب المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى الصور الحصرية الخاصة بالمصورين وتمكينهم من بيعها من خلال المنصة.
ويلجأ الكثير من خريجي وخريجات الجامعات الغزية إلى العمل عن بعد مع المؤسسات الخارجية، لا سيما في دول الخليج العربي عن طريق شبكة الإنترنت، في ظل ارتفاع معدلات البطالة لنحو 60 في المائة في صفوف الشباب وشح الوظائف في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في غزة.
في غضون ذلك، تؤكد زميلتها أبو سلطان لـ "العربي الجديد" على ضرورة وجود العديد من المنصات الإلكترونية العربية المتخصصة في صناعة المحتوى من أجل تعزيز وجوده على الشبكة العنكبوتية والعمل على زيادة نسبته بشكل يتلاءم مع الاحتياجات العربية.
وتلفت إلى أن العمل عن بعد يحتاج إلى دقة كبيرة من قبل أصحاب المشاريع، والقدرة على كسب ثقة العملاء وقهر أي ظروف صعبة تعترض المشروع، لا سيما بعض الأزمات، التي يعاني منها العاملون بشكل حر في القطاع، والمتمثلة في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وصعوبة إرسال واستقبال الحوالات المالية.
وعن كيفية حماية المحتوى والبيانات والتأكد من سلامتها، توضح أنها وزميلتها عملت على توفير شروط عالية من السلامة والأمن، من خلال برنامج خاص يعمل على قياس حجم النسخ واللصق الموجود في المقالات، ورفضه حال كان مكرراً وعدم قبول طرحه للبيع عبر المنصة.
وتنوه أبو سلطان إلى أن المنصة الإلكترونية لا تقبل أي شخص عبرها حيث تطلب من الأفراد الراغبين في العمل تقديم نماذج أعمال خاصة سابقة لهم، ثم يجري تقيميها من قبل إدارة المنصة، فضلاً أن عملية البيع الخاصة بالمحتوى تتبع إجراءات عالية الدقة لحماية حقوق صناع المحتوى.
وحصلت منصة "أكتبلك"، التي أسستها أبو سلطان وأبو حمدة، على دعم من مشروع "مبادرون" الذي يعنى بالأفكار والمشاريع الريادية في الجامعة الإسلامية في غزة، من خلال منحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لمشروعهما الذي استغرق العمل فيه عاماً كاملاً.